حديث سدّ الأبواب











حديث سدّ الأبواب[1]



.

سيأتي مايدل عليه في نزول قوله تعالي: «وَ النَّجْمِ إِذَا هَوَي».[2] .

174. ابن مردويه، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم، قال: حدّثنا محمّد بن يحيي، حدّثنا إسحاق بن الفيض، حدّثنا سلمة بن حفص، حدّثنا أبوحفص الکندي، عن کثير النوا، عن عطيّة، عن أبي سعيد: أنّ النبيّ صلي الله عليه وسلم قال لعليّ:

[صفحه 144]

«إنّه لايحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرک».[3] .

175. ابن مردويه، عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه، قال: لمّا قدم أصحاب النبيّ صلي الله عليه وسلم المدينة لم يکن لهم بيوت، وکانوا يبيتون في المسجد. فقال لهم النبيّ صلي الله عليه وسلم: «لاتبيتوا في المسجد، فتحتلموا». ثمّ إنّ القوم بنوا بيوتاً حول المسجد، وجعلوا أبوابها إلي المسجد. ثمّ إنّ النبيّ صلي الله عليه وسلم بعث إليهم معاذ بن جبل، فنادي أبابکر فقال: إنّ رسول اللَّه يأمرک أن تسدّ بابک الّذي في المسجد، ولتخرج منه، فقال: سمعاً وطاعة. ثمّ أرسل إلي حمزة فسدّ بابه، وقال: سمعاً وطاعة للَّه ولرسوله، وعليّ متردد لايدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج، وکان النبيّ صلي الله عليه وسلم قد بني له في المسجد بيتاً بين أبياته. فقال له النبيّ صلي الله عليه وسلم: «اسکن طاهراً مطهّراً». فبلغ حمزة قول النبيّ صلي الله عليه وسلم لعليّ، فقال: يا محمّد، أخرجتنا وتمسک غلماناً من بني عبدالمطلب! فقال له: «لو کان الأمر لي ماجعلت دونکم من أحد. واللَّه ما أعطاه إيّاه إلّا اللَّه، وإنّک لعلي خير من اللَّه ورسوله».[4] .

[صفحه 145]


صفحه 144، 145.








  1. قال الکتّاني في کتابه نظم المتناثر من الحديث المتواتر (ص 250): وقد أورد ابن الجوزي في الموضوعات حديث: «سدّ باب عليّ»، مقتصراً علي بعض طرقه، وأعلّه ببعض من تکلّم فيه من رواته، وليس ذلک بقادح، وأعلّه أيضاً بمخالفته للأحاديث الصحيحة في باب أبي بکر، وزعم أنّه من وضع الرافضة، قابلوا به حديث أبي بکر في الصحيح.

    قال الحافظ ابن حجر: وقد أخطأ في ذلک خطأً شنيعاً؛ لردّه الأحاديث الصحيحة بتوهم المعارضة مع إمکان الجمع، وفي اللئالئ المصنوعة للسيوطي قال شيخ الإسلام في القول المسدد في الذبّ عن مسند أحمد: قول ابن الجوزي في هذا الحديث: «أنّه باطل، وأنّه موضوع»، دعوي لم يستدل عليها إلّا بمخالفة الحديث الّذي في الصحيحين، وهذا إقدام علي ردّ الأحاديث الصحيحة بمجرد التوهم، ولاينبغي الإقدام علي حکم بالوضع إلّا عند عدم إمکان الجمع، ولايلزم من تعذر الجمع في الحال أنّه لايمکن بعد ذلک، لأن فوق کل ذي علم عليم، وطريق الورع في مثل هذا أن لايحکم علي الحديث بالبطلان، بأن يتوقف فيه إلي أن يظهر لغيره مالم يظهر له، وهذا الحديث من هذا الباب هو حديث مشهور، له طرق متعددة، کلّ طريق منها علي انفرادها لاتقصر عن رتبة الحسن، ومجموعها ممّا يقطع بصحته، علي طريقة کثير من أهل الحديث.

  2. سورة النجم، الآية 1، لاحظ ص 326.
  3. اللئالئ المصنوعة، ج 1، ص 353.

    ورواه ابن مردويه کما في مفتاح النجا (ص 34 29)، قال: الترمذي، وأبويعلي، وابن مردويه، والبيهقي، عن أبي سعيد....

    ورواه الترمذي في سننه (ج 5، ص 639)، قال: حدّثنا عليّ بن المنذر، حدّثنا محمّد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم لعليّ: «يا عليّ، لايحلّ لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرک».

    ورواه محمّد بن خلف في أخبار القضاة. (ج 3، ص 149).

    ورواه ابن عساکر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب من تاريخ دمشق. (ج 1، ص 292، ح 332 331).

  4. أرجح المطالب، ص 415، قال فيه: أخرجه الفقيه أبوالحسن بن المغازلي، وأبوبکر بن مردويه.

    ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام (ص 253، ح 303)، قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان، حدّثنا أبوالحسين محمّد بن المظفر بن موسي بن عيسي الحافظ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع، حدّثنا جعفر بن عبد اللَّه بن محمّد أبوعبد اللَّه، حدّثنا إسماعيل بن أبان، حدّثنا سلّام بن أبي عمرة، عن معروف بن خرّبوذ، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيّد الغفاري، قال: لمّا قدم أصحاب النبيّ صلي الله عليه و آله المدينة لم يکن لهم بيوت يبيتون فيها، فکانوا يبيتون في المسجد، فقال لهم النبيّ صلي الله عليه و آله و سلم: لا تبيتوا في المسجد فتحتلموا. [وذکر مثل الحديث، وقال في آخره: ] أبشر! فبشّره النبيّ صلي الله عليه و آله و سلم، فقتل يوم أحد شهيداً.