حديث الطير











حديث الطير[1]



.

166. ابن مردويه، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن حمّاد، قال: حدّثنا محمّد بن خليد بن الحکم، قال: حدّثنا محمّد بن طريف، قال: حدّثنا مفضل بن صالح، عن الحسن بن الحکم، عن أنس بن مالک: أنّ النبيّ صلي الله عليه وسلم اُتي بطير، فقال: «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقک إليک ثلاثاً»، فدقّ الباب عليّ، فقال: «يا أنس، افتح له» فدخل.[2] .

167. ابن مردويه، عن أنس بن مالک، قال: اُهدي لرسول اللَّه صلي الله عليه وسلم طائر فوضع بين يديه، فقال: «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقک، يأکل معي من هذا الطائر»، فجاء عليّ فدقّ الباب، فقلت: من ذا؟ قال: أنا عليّ، قلت: النبيّ علي حاجة، فرجع ثلاث مرات کلّ ذلک يجيئ، قال: فضرب برجله فدخل، فقال

[صفحه 140]

النبيّ صلي الله عليه وسلم: «من حبسک؟»، قال: قد جئت ثلاث مرات کلّ ذلک يقول: النبيّ صلي الله عليه وسلم علي حاجة، فقال النبيّ صلي الله عليه وسلم: «ماحملک علي ذلک؟»، قال: کنت أحبّ أن يکون رجلاً من قومي.[3] .

168. ابن مردويه، قال: حدّثنا فهد بن إبراهيم البصري، قال: حدّثنا محمّد بن زکريا، قال: حدّثنا العبّاس بن بکار الضبي، قال: حدّثنا عبداللَّه بن المثني الأنصاري، عن عمّه ثمامة بن عبداللَّه، عن أنس بن مالک، أنّ اُمّ سلمة [قالت]: ضيّف لرسول اللَّه صلي الله عليه وسلم طيراً أو ضباعاً، فبعث إليه، فلمّا وضع بين يديه قال: «اللهمّ جئني بأحبّ خلقک إليک يأکل معي من هذا الطير»، فجاء عليّ ابن أبي طالب، فقال له أنس: إنّ رسول اللَّه علي حاجة، فرجع عليّ، واجتهد النبيّ صلي الله عليه وسلم في الدعاء، قال: «اللهمّ جئني بأحبّ خلقک إليک، وأوجههم عندک»، فجاء عليّ، فقال له أنس: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم علي حاجة، قال أنس: فرفع عليّ يده، فرکز في صدري، ثمّ دخل، فلمّا نظر إليه رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم قام قائماً، فضمّه إليه، وقال: «يا ربّ والِ، ياربّ والِ، ما أبطأ بک يا عليّ؟»، قال: يا رسول اللَّه، قد جئت ثلاثاً کلّ ذلک يردّني أنس. قال أنس: فرأيت الغضب في وجه رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم، وقال: «يا أنس، ماحملک علي ردّه؟». قلت: يا رسول اللَّه، سمعتک تدعو، فأحببت أن تکون الدعوة في الأنصار، قال: «لست بأوّل رجل أحبَّ قومه، أبي اللَّه يا أنس، إلّا أن يکون عليّ بن أبي طالب».[4] .

169. ابن مردويه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين قال: حدّثنا أحمد بن محمّد ابن عبدالرحمان، قال: حدّثني عليّ بن الحسن السمالي، قال: حدّثني محمّد بن الحسن بن الجهم، عن عبداللَّه بن ميمون، عن جعفر بن محمّد، عن

[صفحه 141]

أبيه، عن أنس، قال: اُهدي إلي رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم طائر فأعجبه، فقال النبيّ صلي الله عليه وسلم: «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقک إليک وإليّ! يأکل معي من هذا الطير»، قال أنس قلت: اللهمّ اجعله رجلاً منّا حتّي نشرّف به. قال: فإذا عليّ، فلمّا رأيته حسدته، فقلت: النبيّ صلي الله عليه وسلم مشغول، فرجع، قال: فدعي النبيّ صلي الله عليه وسلم الثانية، فأقبل عليّ کأنّما يضرب بالسياط، فقال النبيّ صلي الله عليه وسلم: «افتح افتح»، فدخل فسمعته يقول: «اللهمّ والِ»، حتّي أکل معه من ذلک الطير.[5] .

170. ابن مردويه، قال: حدّثنا الحسن بن محمّد السکوني، قال: حدّثنا الحسن ابن عليّ النسوي، قال: حدّثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي، قال: حدّثنا عليّ بن مسهر، عن مسلم أبي عبداللَّه، عن أنس، قال: اُهدي لرسول اللَّه صلي الله عليه وسلم طير مشوي، فوضِع بين يديه، فقال: «اللهمّ أدخل عليَّ من تُحبّه وأحبّه!»، فجاء علي فاستأذن، فقلت له: إنّه علي حاجة، رجاءً أن يجئني رجل من الأنصار، ثمّ استأذن الثانيّة، فقلت: إنّه علي حاجة، فلمّا أن کانت الثالثة سمع النبيّ صلي الله عليه وسلم صوته، فقال: «ادخل»، فدخل. فأمره فطعم.[6] .

171. ابن مردويه، من حديث مسلم الملائي، عن أنس، فذکره.[7] .

172. ابن مردويه، من طريق خالد بن طهمان، عن إبراهيم بن مهاجر، فذکره.[8] .

173. ابن مردويه، أخبرنا محمّد بن الحسن، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبدالرحمان، أخبرنا جعفر بن محمّد بن سعيد، أخبرنا مخوّل بن إبراهيم، أخبرنا أبوداوود الطبري، أخبرنا عبدالأعلي التغلبي، عن أنس، قال: اُتي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بطائر فوضِع بين يديه، فقال: «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقک إليک

[صفحه 142]

يأکل معي من هذا الطير»، فقُرِع الباب، فقلت: اللهمّ اجعله رجلاً من الأنصار، فإذا هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقلت: سبحان اللَّه! سأل نبيّ اللَّه ربّه أن يأتيه بأحبّ خلقه إليه، قال: ففتحت الباب، فلمّا دخل مسح رسول اللَّه وجهه، ثمّ مسحه رسول اللَّه بوجه عليّ، ثمّ مسح وجه عليّ فمسحه بوجهه، فعل ذلک ثلاث مرّات، فبکي عليّ، ثمّ قال: ما هذا يا رسول اللَّه؟ فقال: «ولم لاأفعل بک هذا! وأنت تسمع صوتي، وتؤدّي عنّي، وتبين لهم مااختلفوا فيه من بعدي». ثمّ قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «اللهمّ إنّي سألتک أن تأتيني بأحبّ خلقک إليک يأکل معي من هذا الطير فجئت به، اللهمّ وإنّه أحبّ خلقک إليَّ».[9] .

[صفحه 143]


صفحه 140، 141، 142، 143.








  1. قال ابن کثير في البداية والنهاية (ج 7، ص 354): وقد جمع الناس في هذا الحديث مصنّفات مفردة، منهم: أبوبکر بن مردويه، والحافظ أبوطاهر محمّد بن أحمد بن حمدان، فيما رواه شيخنا أبوعبد اللَّه الذهبي، ورأيت فيه مجلّداً في جمع طرقه وألفاظه لأبي جعفر بن جرير الطبري المفسّر صاحب التاريخ.

    وقال الموفّق الخوارزمي في مقتل الحسين (ص 46): أخرج الحافظ ابن مردويه هذا الحديث بمئة وعشرين إسناداً. قال أبوعبد اللَّه الحافظ: «صحّ حديث الطير، وإن لم يخرّجاه»، يعني: البخاري ومسلماً.

  2. العلل المتناهيّة، ج 1، ص 234، ح 372.
  3. العلل المتناهيّة، ج 1، ص 232، ح 367.
  4. المصدر السابق، ص 234، ح 373.
  5. العلل المتناهيّة، ص 235، ح 374.
  6. نفس المصدر، ح 375.
  7. نفس المصدر، ص 236، ح 376.
  8. نفس المصدر، ح 377.
  9. مقتل الحسين، ص 46، قال الخوارزمي: أخبرنا شهاب الدين أبوالنجيب سعد بن عبد اللَّه الهمداني- فيما کتب إليَّ من همدان-، أنبأنا أبوعليّ الحدّاد، أخبرنا أبويعلي الأديب الطبراني، أخبرنا الحافظ أبوبکر أحمد بن موسي ابن مردويه...