حديث المناشدة
ثمّ قال: أنشدکم اللَّه أيّها الخمسة، أمنکم أخو رسول اللَّه صلي الله عليه و آله غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنکم أحد له أخ مثل أخي المزيّن بالجناحين، يطير مع الملائکة في الجنّة؟ قالوا: لا. [صفحه 128] قال: أمنکم أحد له عمّ مثل عمّي حمزة بن عبدالمطلب، أسد اللَّه وأسد رسوله غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنکم أحد له ابن عم مثل ابن عمّي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟ قالوا: لا. قال: أمنکم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، سيّدة نساء هذه الاُمّة؟ قالوا: لا. قال: أمنکم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سبطي هذه الاُمّة، ابني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنکم أحد قتل مشرکي قريش غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنکم أحد وحّد اللَّه قبلي؟ قالوا لا. قال: أمنکم أحد صلّي القبلتين غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنکم أحد أمر اللَّه بمودّته غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنکم أحد غسل رسولَ اللَّه صلي الله عليه و آله غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنکم أحد سکن المسجد يمرّ فيه جنباً غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنکم أحد رُدّت عليه الشمس بعد غروبها حتّي صلّي العصر غيري؟ قالوا: لا. قال: أمنکم أحد قال له رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حين قرّب إليه الطير فأعجبه، فقال: «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقک إليک يأکل معي من هذا الطير»، فجئت وأنا لا أعلم ماکان من قوله، فدخلت فقال: «واليّ يارب، واليّ يا ربّ» غيري؟ قالوا: لا. قال: أفيکم أحد کان أقتل للمشرکين عند کل شديدة تنزل برسول اللَّه منّي؟ قالوا: لا. قال: أفيکم أحد کان أعظم عناء عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله منّي حتّي اضطجعت علي فراشه، ووقيته بنفسي وبذلت مهجتي غيري؟ قالوا: لا. قال: أفيکم أحد کان يأخذ الخمس غيري وغير زوجتي فاطمة؟ قالوا: لا. [صفحه 129] قال: أمنکم أحد کان له سهم في الخاص وسهم في العام غيري؟ قالوا: لا. قال: أفيکم أحد يطهّره کتاب اللَّه غيري حتّي سد النبيّ أبواب المهاجرين وفتح بابي إليه حتّي قام إليه عماه: حمزة والعبّاس فقالا: يا رسول اللَّه، سددت أبوابنا وفتحت باب عليّ؟ فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: «ما أنا فتحت بابه ولاسددت أبوابکم، بل اللَّه فتح بابه وسدّ أبوابکم»، قالوا: لا. قال: أفيکم أحد تمّم اللَّه نوره من السماء حين قال: «فََاتِ ذَا الْقُرْبَي حَقَّهُ و»[1] غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أفيکم أحد ناجي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ست عشر مرة غيري حين قال: «يَأَيُّهَا الَّذِينَء َامَنُواْ إِذَا نَجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَلکُمْ صَدَقَةً»؟[2] قالوا: اللهمّ لا. قال: هل فيکم أحد ولي غمّض رسول اللَّه غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال أفيکم أحد آخر عهده برسوله صلي الله عليه و آله حين وضعته في حفرته غيري؟ قالوا: لا.[3] . [صفحه 130] 162. ابن مردويه، قال: حدّثنا أبوبکر أحمد بن محمّد بن أبي دارم، قال: حدّثنا المنذر بن محمّد، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبان بن تغلب، عن عامر بن واثلة، قال: کنت علي الباب يوم الشوري وعليّ عليه السلام في البيت فسمعته يقول: استخلف أبوبکر وأنا في نفسي أحق بها منه، فسمعت وأطعت، وأنتم تريدون أن تستخلفوا عثمان إذن لا أسمع ولا أطيع. جعلني عمر في خمسة أنا سادسهم، ولا يعرف لهم عليَّ فضل فنحن سواء، أما واللَّه لأحاجنّهم بخصال لا تستطيع عُربهم ولا عجمهم، المعاهد منهم والمشرک أن ينکر منها خصلة واحدة. ثمّ قال: أنشدکم باللَّه أيّها النفر جميعاً أمنکم من أمنه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أيّها النفر جميعاً أمنکم أحد وحّد اللَّه عزوجل قبلي؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أيّها النفر جميعاً أمنکم أحد هو المصلّي القبلتين قبلي؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أيّها النفر جميعاً أمنکم أحد له عمّ مثل عمّي حمزة بن عبدالمطلب أسد اللَّه وأسد رسول اللَّه غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أمنکم مَن سيّد الشهداء عمّه غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه هل فيکم من له ابن عمّ مثل ابن عمّي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟ قالوا: اللهمّ لا. [صفحه 131] قال: أنشدکم باللَّه أمنکم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول اللَّه سيّدة نساء هذه الاُمّة غيري؟ قالوا: لا. قال: أنشدکم باللَّه أمنکم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سبطي هذه الاُمّة ابني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أمنکم أحد غسّل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أمنکم أحد أمر اللَّه بمودته غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أمنکم أحد سکن المسجد يمرّ فيه جنباً غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أمنکم أحد ردّت عليه الشمس بعد غروبها غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أمنکم أحد قال له رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حين قرّب اليه الطائر المشوي فأعجبه: «اللهمّ ائتني بأحب خلقک إليک يأکل معي من هذا الطير» غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أمنکم أحد کان أقتل للمشرکين عند کلّ شديدة نزلت برسول اللَّه صلي الله عليه و آله منّي؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أمنکم أحد له مثل الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أمنکم أحد کان أعظم عناء منّي عن رسول اللَّه حتّي اضطجعت علي فراشه ووقيته بنفسي وبذلت له دمي؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أمنکم أحد کان يأخذ الخمس غيري وغير فاطمة؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أمنکم من کان له سهم في الخاص وسهم في العام غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. [صفحه 132] قال: أنشدکم باللَّه أمنکم أحد يظهر بابه غيري حين سدّ النبي صلي الله عليه و آله أبواب المهاجرين جميعاً وفتح بابي حتّي قام إليه عمّاه حمزة والعبّاس فقالا: يا رسول اللَّه، سددت أبوابنا وفتحت باب عليّ فقال صلي الله عليه و آله: «ما أنا فتحت بابه، ولا أنا سددت أبوابکم، بل اللَّه فتح بابه و سدّ أبوابکم»؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أمنکم أحد تمّم اللَّه تعالي نوره من السماء حتّي قال «فََاتِ ذَا الْقُرْبَي حَقَّهُ و»[4] غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أمنکم أحد ناجي اللَّه ست عشرة مرّة غيري حين قال: «يَأَيُّهَا الَّذِينَء َامَنُواْ إِذَا نَجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَلکُمْ صَدَقَةً»؟[5] قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أمنکم أحد ولّي تغميض رسول اللَّه صلي الله عليه و آله غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أمنکم أحد تولي دفن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حتّي وضعه في روضته غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال أنشدکم باللَّه أمنکم مَن نصبه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يوم غدير خمّ للولاية غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أمنکم من جعله رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من نفسه کهارون من موسي غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أمنکم مَن أعطاه النبيّ صلي الله عليه و آله الراية، ففتح اللَّه علي يده خيبر غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أمنکم أحد نادي عليه جبرئيل عليه السلام: أن لا فتي إلّا عليّ ولا سيف إلّا ذوالفقار غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. [صفحه 133] قال: أمنکم أحد أخا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ووزيره غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أمنکم أحد قال له رسول اللَّه صلي الله عليه و آله هو منّي وأنا منه غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أمنکم أحد أنزل اللَّه تعالي فيه: «إِنَّمَا وَلِيُّکُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ و وَالَّذِينَء َامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّکَوةَ وَهُمْ رَ کِعُونَ»[6] غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أمنکم أحد هو قسيم الجنّة والنار غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أمنکم أوّل وارد علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي الحوض غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أمنکم أحد يشري نفسه ابتغاء مرضات اللَّه غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أمنکم المؤدّي عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أمنکم مَن نزل فيه: «وَ السَّبِقُونَ السَّبِقُونَ، أُوْلَل-ِکَ الْمُقَرَّبُونَ»[7] فکنت سابق هذه الاُمّة تدرون غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أمنکم من يقضي دين رسول اللَّه صلي الله عليه و آله غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه أمنکم مَن نزل فيه: «وَ کَفَي اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ»[8] قال: بعليّ بن أبي طالب هل تدرون ذلک غيري؟ قالوا: اللهمّ لا. قال: أنشدکم باللَّه هل تعلمون تفسير هذه الآية: «أَفَمَن کَانَ مُؤْمِنًا کَمَن کَانَ فَاسِقًا»[9] فالفاسق الوليد بن عتبة والمؤمن أنا غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.[10] . [صفحه 134]
161. ابن مردويه، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثني عليّ بن سعيد الرازي، حدّثني محمّد بن حميد، حدّثني زافر بن سليمان بن الحارث بن محمّد، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: کنت علي الباب يوم الشوري فارتفعت الأصوات بينهم، فسمعت عليّاً عليه السلام يقول: بايع الناس أبابکر وأنا واللَّه، أولي بالأمر وأحق به، فسمعت وأطعت؛ مخافة أن يرجع الناس کفّاراً، يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثمّ بايع أبوبکر لعمر وأنا واللَّه، أولي بالأمر منه، فسمعت وأطعت؛ مخافة أن يرجع الناس کفّاراً، ثمّ أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذن لا أسمع ولا أطيع، إنّ عمر جعلني في خمس نفر أنا سادسهم. لأيم اللَّه، لايعرف لي فضل في الصلاح ولايعرفونه لي کما نحن فيه شرع سواء. وأيم اللَّه، لو أشاء أن أتکلّم ثمّ لايستطيع عربهم ولاعجمهم ولا المعاهد منهم ولا المشرک أن يردّ خصلة منها.
صفحه 128، 129، 130، 131، 132، 133، 134.
ورواه ابن مردويه علي مارواه ابن طاووس في الطرائف (ص 411). ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السلام (ص 112، ح 155). قال: أخبرنا أبوطاهر محمّد بن عليّ بن محمّد البيّع البغدادي، أخبرنا أبوأحمد عبيد اللَّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، حدّثنا أبوالعباس أحمد بن محمّد بن سعيد المعروف بابن عقدة الحافظ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن سعيد الأحمسي حدّثنا نصر- وهو ابن مزاحم- حدّثنا الحکم بن مسکين، حدّثنا أبوالجارود وابن طارق، عن عامر بن واثلة، وأبوساسان وأبوحمزة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عامر بن واثلة، قال: کنت مع عليّ عليه السلام في البيت يوم الشوري فسمعت عليّاً يقول لهم: «لأحتجنَّ عليکم بما لايستطيع عربيکم ولاعجميکم يغيّر ذلک». ثمّ قال: «أنشدکم باللَّه أيّها النفر جميعاً! أفيکم أحد وحّد اللَّه قبلي؟»، قالوا: اللهمّ لا. قال: «فأنشدکم باللَّه هل فيکم أحد له أخ مثل أخي جعفر الطيّار في الجنّة مع الملائکة غيري؟»، قالوا: اللهمّ لا. ثمّ ساق عليه السلام 27 فقرة من مناشداته. ورواه ابن عساکر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق (ج 3، ص 113، ح 1140).