قوله لعليّ: أنت مني بمنزلة هارون من موسي











قوله لعليّ: أنت مني بمنزلة هارون من موسي[1]



.

130. ابن مردويه، عن سعد بن أبي وقاص: أنّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه خرج مع النبيّ صلي الله عليه وسلم حتّي جاء ثنية الوداع يريد تبوک، وعليّ يبکي ويقول: تخلّفني مع الخوالف. فقال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: «ألا ترضي أن تکون مني بمنزلة هارون من موسي إلّا النبوّة»؟![2] .

[صفحه 113]

131. ابن مردويه، عن عليّ رضي الله عنه: أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم أراد أن يغزو غزاةً له، فدعا جعفراً فأمره أن يتخلَّف علي المدينة فقال: لا أتخلف بعدک يا رسول اللَّه أبداً. فدعاني رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم، فعزم عليَّ لما تخلفت قبل أن أتکلم، فبکيت، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: «مايبکيک يا عليّ؟» قلت: يا رسول اللَّه، يبکيني خصال غير واحدة، تقول قريش غداً: ماأسرع ماتخلّف عن ابن عمه وخذله، ويبکيني خصلة اُخري، کنت أريد أن أتعرض للجهاد في سبيل اللَّه لأنّ اللَّه يقول: «وَ لَا يَطَُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْکُفَّارَ»...[3] إلي آخر الآية، فکنت أريد أن أتعرض للأجر، ويبکيني خصلة اُخري، کنت أريد أن أتعرض لفضل اللَّه. فقال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: «أمّا قولک: تقول قريش: ما أسرع ماتخلف عن ابن عمه وخذله، فان لک بي اُسوة، قالوا: ساحر وکاهن وکذاب، وأمّا قولک: أتعرض للأجر من اللَّه، أما ترضي أن تکون منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنّه لا نبي بعدي؟! وأمّا قولک: أتعرض لفضل اللَّه، فهذان بهاران من فلفلٍ جاءنا من اليمن، فبعه واستمتع به أنت وفاطمة حتّي يؤتيکم اللَّه من فضله، فإنّ المدينة لاتصلح إلّا بي أو بک».[4] .


صفحه 113.








  1. قال ابن عبد البر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من الإستيعاب بهامش الإصابة (ج 3، ص 34): وروي قوله صلي الله عليه وسلم لعلي: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسي» جماعة من الصحابة، وهو من أثبت الآثار وأصحّها. رواه عن النبيّ صلي الله عليه وسلم: سعد بن أبي وقاص، وطرق حديث سعد فيه کثيرة جداً، قد ذکرها ابن أبي خيثمة وغيره. ورواه ابن عباس، وأبوسعيد الخدري، واُمّ سلمة، وأسماء بنت عميس، وجابر بن عبد اللَّه، وجماعة يطول ذکرهم. وقال الخوارزمي في مقتل الحسين (ج 1، ص 48): وروي حديث: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسي، إلّا أنّه لا نبي بعدي» من الصحابة: عليّ، وعمر، وعامر بن سعد، وسعد بن أبي وقاص، واُم سلمة، وأبوسعيد، وابن عباس، وجابر، وأبوهريرة، وجابر بن سمرة، وحبشي بن جنادة، وأنس، ومالک بن الحويرث، وأبوأيوب، ويزيد بن أبي أوفي، وأبورافع، وزيد بن أرقم، والبراء، وعبد اللَّه بن أبي أوفي، ومعاوية بن أبي سفيان، وابن عمر، وبريدة بن الحصيب، وخالد بن عرفطة، وحذيفة بن أسيّد، وأبوالطفيل، وأسماء بنت عميس، وفاطمة بنت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم، وفاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب رضي اللَّه عنهم.

    وقال الکنجي الشافعي في کفاية الطالب (الباب 70، ص 283): قال الحاکم النيسابوري: هذا الحديث دخل في حدّ التواتر.

    وقال الحاکم الحسکاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 152): هذا هو حديث المنزلة الّذي کان شيخنا أبوحازم يقول: خرّجته بخمسة آلاف إسناد.

  2. الدرّ المنثور، ج 3، ص 266.

    ورواه ابن عساکر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق (ج 1، ص 307، ح 336)، قال: أخبرنا أبوالعز بن کادش، أنبأنا القاضي أبوالطيّب الطبري، أنبأنا أبوالحسن عليّ بن عمر بن محمّد الحربي، أنبأنا محمّد بن محمّد الباغندي، أنبأنا أحمد بن منيع البغوي، أنبأنا أبوأحمد الزبيري، أنبأنا عبد اللَّه بن حبيب ابن أبي ثابت، عن حمزة بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه، عن سعد بن أبي وقاص، قال: خرج رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم في غزوة تبوک وخلّف عليّاً، فقال له عليّ: أتخلّفني؟ قال: أما ترضي أن تکون منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنّه لا نبيّ بعدي؟!

    ورواه ابن حجر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من الإصابة (ج 2، ص 509)، قال: أخرج الترمذي بسندٍ قوي، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية سعداً فقال له: مايمنعک أن تسب أباتراب؟ فقال: أما ماذکرت ثلاثاً قالهن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم لأن تکون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من أن يکون لي حمر النعم، فلن أسبّه. سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم يقول- وقد خلّفه في بعض المغازي، فقال له عليّ: يا رسول اللَّه، تخلّفني مع النساء والصبيان؟! فقال له:- «أما ترضي أن تکون منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنّه لا نبوّة بعدي...».

  3. سورة التوبة، الآية 120.
  4. کنز العمّال، ج 13، ص 171، ح 36517. قال فيه: البزاز، وأبوبکر العاقولي في فوائده، وابن مردويه. ورواه ابن مردويه کما في أرجح المطالب (ص 439).

    ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 110).