مقدمة التحقيق











مقدمة التحقيق



بسم اللَّه الرحمن الرحيم

الحمد للَّه ربّ العالمين وصلّي اللَّه علي سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

وبعد، في أثناء مطالعاتي لاستخراج «تفسير أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي»، وما أوردته من شواهد في هوامش الکتاب، تکرر لي الوقوف علي قبسات ممّا رواه الحافظ أبوبکر أحمد بن موسي بن مردويه في کتابه المناقب، وما فيه من شهادات في أفضليّة أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام ونصوص بأحقيّته، وعلمت بعد حين أن الکتاب کباقي کتبه، من المصادر التي أخني عليها الدهر وضيّعت، فرأيت حينها تدوين ما عثرت عليه من نقول عن کتاب المناقب.

ثمّ عقدت العزم بعد ذلک- بتوفيق اللَّه وتسديده- علي إحياء ماقام به هذا الحافظ الکبير، واستخراج بقايا سفره القيّم، وجمع شوارده من بطون الکتب، ليضع الکتاب نفسه من جديد في مکانه بين المصادر الحديثيّة، وأصبح بعد جهدٍ- وله تعالي الحمد- کتاب ثري المحتوي، وجمع فأوعي.

علي أنّ الکتاب الّذي بين أيدينا مؤلَّف ممّا حُظي من کتاب المناقب بالبقاء إلي يومنا هذا وتهيّأ لنا جمعه، وما ألحقناه به- ممّا روي عن ابن مردويه في شأن مناقب أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام- برجاء وجودها في الکتاب الأصل.

وقد عمدت في تبويب الکتاب إلي إنشاء الفصول وفروعها بما يتلائم وطبيعة

[صفحه 10]

الأحاديث المستخرجة، غير مبتعدٍ عن أساليب المتقدّمين في تأليفاتهم، وکذا أدرجت أحاديث الفصل الواحد بما ينسجم وتسلسلها معنيً أو زمناً.

ومع وجود أکثر من مضمون للحديث الواحد تجنبت تکرار الحديث في فصول الکتاب، وأوردته ضمن الفصل الأبرز أهمّية.

ثمّ إنّي ألحقت بکتاب المناقب مانزل من القرآن في شأن أميرالمؤمنين عليه السلام، وجعلتها مرتبة حسب ورودها في المصحف الشريف.

ونقلت في هوامش الکتاب ما أمکنني استقصاءه ممّا رواه الحفّاظ والمحدِّثون من شواهدٍ، تعضيداً لأحاديث المتن.

وقد التزمت بإثبات کافة النصوص عن مصادرها کما هي دون حذفٍ أو إضافةٍ، سوي ما أشرت له.

راجياً أن ينتفع بکتابي هذا أهل العلم ومحبّو أهل بيت النبوّة عليهم السلام، وخدمتهم عليهم السلام قصدت، وشفاعتهم أمّلت، واللَّه من وراء القصد.

عبدالرزاق حرز الدين

23 شوال 1420

[صفحه 11]


صفحه 10، 11.