في بغضه











في بغضه



56. ابن مردويه، عن الحکيم بن بهز، عن أبيه، عن جدّه، أنّه قال: قال النبيّ صلي الله عليه وسلم لعليّ: «من مات من اُمّتي وهو يبغضک مات يهوديّاً أو نصرانيّاً».[1] .

57. ابن مردويه، عن أحمد بن محمّد بن الصباح النيسابوري، عن عبداللَّه بن أحمد بن حنبل، عن أحمد، قال: سمعت الشافعي يقول: سمعت مالک بن أنس يقول: قال أنس بن مالک: ما کنّا نعرف الرجل لغير أبيه إلّا ببغض عليّ ابن أبي طالب.[2] .

[صفحه 77]

58. ابن مردويه، عن أنس- في حديثٍ-: کان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده علي عاتقه، ثمّ يقف علي طريق عليّ عليه السلام فإذا نظر إليه أومأ بإصبعه: يا بُنيّ، تحبّ هذا الرجل؟ فإن قال: نعم، قبله. وإن قال: لا، طرق به الأرض وقال له: إلحق باُمّک.[3] .

59. ابن مردويه، حدّثنا عبدالرحمان بن محمّد بن مسلم، حدّثنا خصيب بن النفيل ابن مسلم الحنفي، حدّثنا بکر بن أحمد، حدّثنا إسحاق بن إسماعيل، عن شريک، عن سلام، قال: قال الشعبي: ما ندري ما نصنع بعليّ، إنْ أحببناه افتقرنا، وإنْ أبغضناه کفرنا![4] .

60. ابن مردويه، قال نافع بن الأزرق لعبد اللَّه بن عمر: إنّي أبغض عليّاً، قال: فقال:

[صفحه 78]

أبغضک اللَّه! أتبغض رجلاً سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها.[5] .

61. ابن مردويه، حدّثنا عبدالرحمان بن محمّد، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبدالرحمان، حدّثنا محمّد بن سالم بن عبدالرحمان الأزدي الطحان، حدّثني أبي، حدّثني أحمد بن إبراهيم الهلالي، عن عمرو بن حريث الأزدي، عن أبيه حريث بن عمرو، قال: حضر معاويةَ الحسنُ بن عليّ، وعبداللَّه بن جعفر، وعقيل بن أبي طالب، وعمرو بن العاص، وسعيد، ومروان، ومن حضر من الناس وفيهم أبوالطفيل الکناني والشاميون يشيرون إليه ويقولون: «هذا صاحب عليّ»، إذ قال معاوية: «يا أخا کنانة، من أحبّ الناس إليک؟» فبکي أبوالطفيل ثمّ قال:

ذاک إمام الاُمّة وقائدها، وأشجعها قلباً، وأشرفها أباً وجدّاً، وأطولها باعاً، وأرحبها ذراعاً، وأکرمها طباعاً، وأشمخها ارتفاعاً.

فقال معاوية الباغي- قبّحه اللَّه-: يا أباالطفيل، ما هذا أردنا کلّه.

قال: ولا أنا قلت العشر من أفعاله، ثمّ أنشأ يقول:


صهر النبيّ بذاک اللَّه أکرمَه
إذ اصطفاه وذاک الصهرُ مدخرُ


فقام بالأمر والتقوي أبوحسنٍ
بَخٍ بَخٍ، هنا لک فضلٌ ماله خطرُ


لايسلم القرن منه إن ألمَّ به
ولايهاب وإن أعداؤه کثروا


من رام صولته، وافي منيّته
لايدفع الثکل عن أقرانه الحذر


وقال فيه أبياتاً اُخري، ثمّ نظر إلي معاوية والحسن إلي جنبه وقال:

کيف يزکّي من جدّه رسول اللَّه، واُمّه فاطمة بنت رسول اللَّه، وخاله القاسم بن

[صفحه 79]

رسول اللَّه، وخالته زينب بنت رسول اللَّه؟! ومن أحبّه أحبّ رسول اللَّه، ومن أبغضه أبغض رسول اللَّه، ومن أبغض رسول اللَّه أبغض اللَّه، ومن أبغض اللَّه کفر![6] .

62. ابن مردويه، عن الزهري: کنت عند الوليد بن عبدالملک ليلة من الليالي وهو يقرأ سورة النور مستلقياً، فلمّا بلغ هذه الآية: «إِنَّ الَّذِينَ جَآءُو بِالْإِفْکِ عُصْبَةٌ مِّنکُمْ»-[7] حتّي بلغ- «وَ الَّذِي تَوَلَّي کِبْرَهُ و»[8] جلس، ثمّ قال: يا أبابکر من تولّي کبره منهم؟ أليس عليّ بن أبي طالب؟

قال: فقلت في نفسي: ماذا أقول؟ لئن قلت: لا، لقد خشيت أن ألقي منه شرّاً. ولئن قلت: نعم، لقد جئت بأمر عظيم، قلت في نفسي: لقد عوّدني اللَّه علي الصدق خيراً.

قلت: لا.

قال: فضرب بقضيبه علي السرير، ثمّ قال: فمن، فمن؟ حتّي ردّد ذلک مراراً. قلت: لکن عبداللَّه بن اُبيّ.[9] .

[صفحه 80]

63. ابن مردويه، عن ابن عباس، عن النبيّ صلي الله عليه وسلم أنّه قال: «يُحشر الشاکّ في عليّ من قبره وفي عنقه طوق من نار فيه ثلاثمئة شعلة، علي کل شعلة شيطان يلطخ وجهه حتّي يوقف موقف الحساب».[10] .


صفحه 77، 78، 79، 80.








  1. مناقب سيّدنا عليّ، ص 49.

    ورواه ابن المغازلي الشافعي في مناقب عليّ بن أبي طالب (ص 50، ح 74). قال: أخبرنا أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي، قال: حدّثنا أبومحمّد عبد اللَّه بن محمّد بن عثمان الملقّب بابن السقّاء الحافظ الواسطي، قال: حدّثني محمّد بن عليّ بن هاشم الموصلي قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللَّه بن محمّدالمؤدّب قال: حدّثنا محمّد بن الحارث المصري قال: حدّثنا يزيد بن زريع قال: حدّثنا بهز بن حکيم، عن أبيه، عن جدّه- وجدّه معاوية بن حيدة القشيري- قال: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول لعليّ: «يا عليّ، لايبالي من مات وهو يبغضک مات يهوديّاً أو نصرانيّاً».

    قال يزيد بن زريع: فقلت لبهز بن حکيم: أحدَّثک أبوک عن جدّک عن النبيّ؟! قال: اللَّه! حدّثني أبي عن جدّي، وإلّا فأصمَّ اللَّه اُذنيَّ بصمّام من نار.

  2. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 10.

    ورواه ابن عساکر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق (ج 2، ص 224، ح 729). قال: أخبرنا أبوالقاسم هبة اللَّه بن عبد اللَّه، أنبأنا أبوبکر الخطيب، أخبرني أبوالقاسم عبد العزيز بن محمّد بن عليّ المطرز، أنبأنا عبد الرحمان بن عمر بن محمّد المعدل بمصر، أنبأنا محمّد بن الحرث بن الأبيض القرشي، أنبأنا عبد السلام بن أحمد، أنبأنا إبراهيم بن صالح أبوصالح، أنبأنا مالک بن أنس، عن محبوب بن أبي الزناد، قال: قالت الأنصار: إن کنّا لنعرف الرجل إلي غير أبيه ببغضه عليّ بن أبي طالب.

    ورواه ابن عساکر بإسناد آخر في الحديث 737.

  3. الغدير، ج 4، ص 322.

    ورواه ابن عساکر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق (ج 2، ص 224، ح 738). قال: أخبرنا أبوالحسن عبد الرحمان بن عبد اللَّه بن الحسن بن أبي الحديد وأبوالحسن عليّ بن عساکر بن سرور الخشاب، قالا: أنبأنا أبوعبد اللَّه بن أبي الحديد، أنبأنا المسدد بن عليّ، أنبأنا أبوالقاسم إسماعيل بن القاسم الحلبي، أنبأنا أبوأحمد العباس بن الفضل بن جعفر المکّي، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري بصنعاء سنة إحدي وسبعين ومئتين، أنبأنا عبد الرزاق، عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس- في حديثٍ- قال: وکان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده علي عاتقه، ثمّ يقف علي طريق عليّ، وإذا نظر إليه يوجهه بوجهه تلقاءه وأومأ بإصبعه: أي بُنيّ، تحبّ هذا الرجل المقبل؟ فإن قال الغلام: نعم، قبله. وإن قال: لا، حرف به الأرض وقال له: إلحق باُمّک، ولاتلحق أبيک بأهلها [کذا]، فلا حاجة لي فيمن لايحبّ عليّ بن أبي طالب.

  4. المناقب، الخوارزمي، ص 330، ح 350، قال: أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أبوالنجيب سعد بن عبد اللَّه ابن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي- فيما کتب إليَّ من همدان-، أخبرني الحافظ أبوعليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد بأصبهان- فيما أذن في الرواية عنه- قال: أخبرني الشيخ الأديب أبويعلي عبد الرزاق ابن عمر بن إبراهيم الطهراني، سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة، أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدّثين أبوبکر أحمد بن موسي بن مردويه الأصبهاني، قال أبوالنجيب سعد بن عبد اللَّه الهمداني المعروف بالمروزي، وأخبرني بهذا الحديث عالياً الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الإصفهاني في کتابه إليَّ من أصبهان سنة ثلاث وثمانين وأربعمئة، عن أبي بکر أحمد بن موسي بن مردويه....
  5. مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 288.

    ورواه ابن أبي شيبة في کتاب المصنف (ج 6، ص 160). قال: حدّثنا خلف بن خليفة، عن أبي هارون، قال: کنت مع ابن عمر جالساً إذ جاءه نافع بن الأزرق، فقام علي رأسه، فقال: واللَّه، إنّي لأبغض عليّاً. قال: فرفع إليه ابن عمر رأسه، فقال: أبغضک اللَّه! تبغض رجلاًسابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها.

    ورواه الحاکم الحسکاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 20، ح 12).

  6. المناقب، الخوارزمي، (ص 332، ح 355). قال: أخبرني الشيخ الإمام أبوالنجيب سعد بن عبد اللَّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي- فيما کتب إليَّ من همدان-، أخبرنا الحافظ أبوعليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد بأصبهان- فيما أذن في الرواية عنه-، أخبرنا الشيخ الأديب أبويعلي عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدّثين أبوبکر أحمد بن موسي بن مردويه الأصبهاني، وحدّثنا أبوالنجيب سعد بن عبد اللَّه الهمداني، أخبرنا بهذا الحديث عالياً الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في کتابه إليَّ من أصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمئة، عن أبي بکر أحمد بن موسي بن مردويه.

    وروي قريباً منه معنيً أبوالفرج الأصبهاني في الأغاني (ج 15، ص 149).

  7. سورة النور، الآية 11.
  8. سورة النور، الآية 11.
  9. فتح الباري، ج 7، ص 336.

    في الدرالمنثور (ج 5، ص 32): أخرج البخاري، وابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل، عن الزهري، قال: کنت عند الوليد بن عبد الملک فقال: «وَ الَّذِي تَوَلَّي کِبْرَهُ و مِنْهُمْ» عليّ؟

    فقلت: لا، حدّثني سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعلقمة بن وقاص، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، کلّهم سمع عائشة تقول: «وَ الَّذِي تَوَلَّي کِبْرَهُ و» عبد اللَّه بن اُبيّ.

    قال: فقال لي: فما کان جرمه؟

    قلت: حدّثني شيخان من قومک أبوسلمة بن عبد الرحمان بن عوف، وأبوبکر بن عبد الرحمان بن الحارث بن هشام، أنّهما سمعا عائشة تقول: کان مسيئاً في أمري.

  10. توضيح الدلائل، ص 195.

    ورواه الموفّق الخوارزمي في المناقب (ص 329، ح 347). قال: عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله:

    «يحشر الشاک في عليّ من قبره وفي عنقه طوق من نار، فيه ثلاثمئة شعلة، علي کل شعلة شيطان يلطخ وجهه حتّي يوقف موقف الحساب».

    وفي رواية: يکلح في وجهه.