سوره قصص











سوره قصص



67- قوله تعالي: «سَنَشُدُّ عَضُدَکَ بِأَخِيکَ» [الآية: 35].

460. ابن مردويه، عن ابن عبّاس، بينا هو جالس علي شفير زمزم يقول: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم إذ أقبل رجل متعمم بعمامة، فجعل ابن عباس لايقول: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم إلّا قال الرجل: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم، فقال ابن عباس: سألتک باللَّه من أنت؟ فکشف العمامة عن وجهه وقال: أيّها الناس! من عرفني فقد عرفني، أنا جندب بن جنادة البدري أبوذر الغفاري، سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم بهاتين وإلّا فصمّتا، ورأيته بهاتين وإلّا فعميتا يقول عن عليّ: إنّه «قائد البررة وقاتل الکفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله»، أما إنّي صليت مع رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم يوماً من الأيام الظهر، فسأل سائل في المسجد، فلم يعطه أحد شيئاً، وکان عليّ في الصلاة راکعاً، فأومي إليه بخنصره اليمني، وکان متختماً خاتماً، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره وذلک بمرأي من النبيّ صلي الله عليه وسلم وهو يصلي، فلمّا فرغ النبيّ من صلاته رفع رأسه إلي السماء وقال: «اللهمّ إنّ أخي موسي سألک فقال: «رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي، يَفْقَهُواْ قَوْلِي، وَ اجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي، هَرُونَ أَخِي، اشْدُدْ بِهِ ي أَزْرِي، وَ أَشْرِکْهُ فِي أَمْرِي»،[1] فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً: «سَنَشُدُّ عَضُدَکَ بِأَخِيکَ وَ نَجْعَلُ لَکُمَا سُلْطَنًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْکُمَا بَِايَتِنَآ». اللهمّ، وأنا محمّد نبيّک وصفيّک، اللهمّ، فاشرح لي صدري، ويسّر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً اشدد به ظهري».

[صفحه 294]

قال أبوذر: فما استتم رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم کلامه حتّي نزل جبرئيل عليه السلام من عنداللَّه عزوجل فقال: يا محمّد، اقرأ، فأنزل اللَّه عليه: «إِنَّمَا وَلِيُّکُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ و وَالَّذِينَء َامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّکَوةَ وَهُمْ رَ کِعُونَ».[2] .

68- قوله تعالي: «أَفَمَن وَعَدْنَهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَقِيهِ کَمَن مَّتَّعْنَهُ مَتَعَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا ثُمّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَمَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ» [الآية: 61].

461. ابن مردويه، عن مجاهد: نزلت في عليّ وحمزة.[3] .

[صفحه 295]

69- قوله تعالي: «تِلْکَ الدَّارُ الْأَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَ الْعَقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» [الآية: 83].

462. ابن مردويه، عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: أنّه کان يمشي في الأسواق وحده وهو والٍ، يرشد الضال، ويعين الضعيف، ويمرّ بالبقّال والبيّع، فيفتح عليه القرآن ويقرأ: «تِلْکَ الدَّارُ الْأَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا» ويقول: نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع في الولاة، وأهل القدرة من سائر الناس.[4] .

[صفحه 296]


صفحه 294، 295، 296.








  1. طه: 25 تا 35.
  2. مفتاح النجا، ص 38. قال فيه: أخرج ابن مردويه، والثعلبي في تفسيره، عن ابن عباس....

    ورواه الشبلنجي في نور الأبصار (ص 86)، قال: نقل أبوإسحاق أحمد الثعلبي في تفسيره عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: صليت مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم يوماً من الأيام الظهر، فسأل سائل في المسجد، فلم يعطه أحد شيئاً، فرفع السائل يديه إلي السماء وقال: اللهمّ إنّي سألت في مسجد نبيّک محمّد صلي الله عليه و آله و سلم فلم يعطني أحد شيئاً، وکان عليّ رضي الله عنه في الصلاة راکعاً، فأومأ إليه بخنصره اليمني وفيها خاتم، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره وذلک بمرأي من النبيّ صلي الله عليه وسلم وهو في المسجد، فرفع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم طرفه إلي السماء وقال: «اللهمّ، إن أخي موسي سألک فقال: «رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي، يَفْقَهُواْ قَوْلِي، وَ اجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي، هَرُونَ أَخِي، اشْدُدْ بِهِ ي أَزْرِي، وَ أَشْرِکْهُ فِي أَمْرِي»، فأنزلت عليه قرآناً: «سَنَشُدُّ عَضُدَکَ بِأَخِيکَ وَ نَجْعَلُ لَکُمَا سُلْطَنًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْکُمَا». اللهمّ وإنّي محمّد نبيّک وصفيّک، اللهمّ فاشرح لي صدري، ويسّر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً، أشدد به ظهري. قال أبوذررضي الله عنه: فما استتم دعاءه حتّي نزل جبرئيل عليه السلام من عنداللَّه عزوجل وقال إقرأ: «إِنَّمَا وَلِيُّکُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ و وَالَّذِينَء َامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّکَوةَ وَهُمْ رَ کِعُونَ»».

    وروي الحاکم الحسکاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 435، ح 598)، قال: أخبرنا الحاکم أبوعبداللَّه الحافظ، أخبرنا أبومحمّد الحسن بن محمّد بن يحيي بن الحسن العقيقي ببغداد، سنة اثنتين وأربعين، حدّثني أبوالحسين يحيي، حدّثني أحمد بن يحيي الأودي، حدّثني عمرو بن حمّاد العباد، حدّثني عبداللَّه بن المهلّب البصري، عن المنذر بن زياد الضبي، عن ثابت البنائي، والمنذر عن أبان، عن أنس، عن النبيّ صلي الله عليه و آله قال: بعث النبيّ مصدّقاً إلي قوم، فعدوا علي المصدّق فقتلوه، فبلغ ذلک النبيّ صلي الله عليه و آله فبعث عليّاً، فقتل المقاتلة وسبي الذريّة، فبلّغ ذلک النبيّ فسرّه، فلمّا بلغ عليّ أدني المدينة تلقاه رسول اللَّه، فاعتنقه وقبّل بين عينيه وقال: «بأبي أنت وأُمي من شدَّ اللَّه عضدي به کما شدّ عضد موسي بهارون». کذا ورد في الآثار للعقيقي.

  3. کشف الغمّة، ج 1، ص 325.

    ورواه ابن مردويه کما في کشف اليقين (ص 404).

    ورواه محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبي (ص 88)، قال: عن مجاهد في قوله تعالي: «أَفَمَن وَعَدْنَهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَقِيهِ» الآية، نزلت في عليّ وحمزة، وکان الممتّع أبوجهل.

    ورواه الحاکم الحسکاني بأسانيد مختلفة في شواهد التنزيل (ج 1، ص 436، ح 601 600 599).

  4. الدرّ المنثور، ج 5، ص 139، قال: أخرج ابن مردويه، وابن عساکر، عن عليّ بن أبي طالب....

    رواه ابن عساکر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق (ج 3، ص 249، ح 1267)، قال: أخبرنا أبومحمّد عبدالجبار بن محمّد بن أحمد، أنبأنا أبوالحسن الواحدي، أنبأنا أبوبکر الحاري [کذا ]أنبأنا أبوالشيخ الحافظ، أنبأنا أبوالعباس أحمد بن محمّد الجمال.

    حيلولة وحدّثنا أبوالقاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل إملاءاً، أنبأنا الفضل بن محمّد المؤدب، أنبأنا أبوالقاسم بن أبي بکر، أنبأنا أبوالشيخ، أنبأنا أبوالعباس الجمّال، أنبأنا إسماعيل بن يزيد، أنبأنا قتيبة بن مهران، عن أبي هاشم، عن زاذان، عن عليّ أنّه کان يمشي في الأسواق وحده وهو والٍ، يرشد الضال، ويعين الضعيف، ويمر بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ويقرأ: «تِلْکَ الدارُ الْأَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا» ويقول: نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع من الولاة، وأهل القدرة من سائر الناس. وروي قريباً منه لفظاً أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة (ج 1، ص 345، ح 497؛ ج 2، ص 621، ح 1064).