سوره شعراء











سوره شعراء



64- قوله تعالي: «وَ اجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْأَخِرِينَ» [الآية: 84].

452. ابن مردويه، عن علاء بن فضيل قال: سألت أباعبداللَّه جعفر بن محمّد عن هذه الآية؟ قال: «لِسَانَ صِدْقٍ» هو عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. إن إبراهيم عليه السلام عرضت ولايته عليه فقال: «اللهمّ اجعله من ذريتي». ففعل اللَّه ذلک.[1] .

65- قوله تعالي: «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَکَ الْأَقْرَبِينَ» [الآية: 214].

453. ابن مردويه، عن عليّ رضي الله عنه قال: لمّا نزلت: «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَکَ الْأَقْرَبِينَ» قال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: عليّ يقضي ديني، وينجز بوعدي.[2] .

454. ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله تعالي: «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَکَ الْأَقْرَبِينَ» قال: أمر اللَّه محمّداًصلي الله عليه وسلم أن ينذر قومه ويبدأ بأهل بيته وفصيلته. قال: «وَکَذَّبَ بِهِ ي قَوْمُکَ وَهُوَ الْحَقُّ».[3] .

455. ابن مردويه، عن ربيعة بن ناجد، أنّ رجلاً قال لعليّ: يا أميرالمؤمنين لِمَ ورثت ابن عمّک دون عمّک؟

قال: لمّا أُنزلت: «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَکَ الْأَقْرَبِينَ» دعاني رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم فقال:

[صفحه 288]

«يا عليّ، إنّ اللَّه أمرني أن أنذر عشيرتک الأقربين، فاصنع لنا صاعاً من الطعام، واجعل عليه رجل شاة، وعساً من لبن، ثمّ اجمع لي بني عبد المطلب وأبلغهم ما أمرت به».

فصنعت کما أمرني، ثمّ دعوتهم له وهم يومئذٍ أربعون رجلاً فيهم أعمامه: أبوطالب وحمزة وعباس وأبولهب، فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الّذي صنعت لهم، فجئت به، فلمّا وضعته تناول رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم ثمّ قال: «خذوا بسم اللَّه». فأکل القوم حتّي مالهم بشق حاجة، وماأري إلّا موضع أيديهم، وأيم اللَّه الّذي نفسي بيده، وإن کان الرجل الواحد منهم ليأکل ما قدمت لجميعهم، ثمّ قال: «اسق القوم»، فجئت بذلک العس، فشربوا حتّي رووا وبقي الشراب کأنّه لم يشرب.

فقال: «يا بني عبدالمطلب، إنّي بُعثت إليکم خاصة وإلي الناس عامة، وقد رأيتم من فضل اللَّه الآيات ما قد رأيتم، فأيّکم يبايعني علي أن يکون أخي وصاحبي!» فلم يقم إليه أحد. قال: فقمت إليه، وکنت أصغر القوم سناً، قال: «اجلس»، ثمّ قال ذلک ثلاث مرات کل ذلک أقوم إليه وهو يقول: «اجلس»، حتّي کان في الثالثة فضرب بيده علي يدي ثمّ قال: «أنت أخي وصاحبي ووزيري»، فبذلک ورثت ابن عمّي دون عمّي.[4] .

[صفحه 289]

456. ابن مردويه، عن عليّ قال: لمّا نزلت هذه الآية: «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَکَ الْأَقْرَبِينَ» دعا النبيّ صلي الله عليه وسلم بني عبد المطلب، وصنع لهم طعاماً ليس بالکثير، فقال: «کلوا بسم اللَّه من جوانبها، فإن البرکة تنزل من ذروتها»، ووضع يده أوّلهم، فأکلوا حتّي شبعوا، ثمّ دعا بقدح فشرب أوّلهم، ثمّ سقاهم فشربوا حتّي رووا، فقال أبولهب: لقد سحرکم! وقال: «يا بني عبدالمطلب إنّي جئتکم بما لم يجي ء به أحد قط، أدعوکم إلي شهادة أن لا إله إلّا اللَّه، وإلي اللَّه، وإلي کتابه»، فنفروا وتفرقوا، ثمّ دعاهم الثانيّة علي مثلها، فقال أبولهب کما قال المرة الأُولي، فدعاهم، ففعلوا مثل ذلک، ثمّ قال لهم- ومدّ يده-: «من يبايعني علي أن يکون أخي، وصاحبي، ووليّکم من بعدي؟»، فمددت يدي وقلت: أنا أُبايعک- وأنا يومئذٍ أصغر القوم، عظيم البطن، فبايعني علي ذلک. قال: وذلک الطعام أنا صنعته.[5] .

457. ابن مردويه، عن عليّ رضي الله عنه قال: لمّا نزلت هذه الآية علي رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَکَ الْأَقْرَبِينَ» دعاني رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم فقال: «يا عليّ، إنّ اللَّه أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلک ذرعاً، وعرفتُ أني مهما أناديهم بهذا الأمر أري منهم ما أکره، فصمت عليها حتّي جاءني جبريل

[صفحه 290]

فقال: «يا محمّد، إنّک إن لم تفعل ماتؤمر به يعذبک ربّک»، فاصنع لي صاعاً من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واجعل لنا عُسَّاً من لبن، ثمّ اجمع لي بني عبدالمطلب حتّي أُکلّمهم وأُبلغ ما أُمرت به»، ففعلت ماأمرني به، ثمّ دعوتهم له، وهم يومئذٍ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه، فيهم أعمامه: أبوطالب وحمزة والعباس وأبولهب، فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الّذي صنعته لهم فجئت به، فلمّا وضعته تناول النبيّ صلي الله عليه وسلم جَشْبَ حزبة من اللّحم فشقّها بأسنانه ثمّ ألقاها في نواحي الصفحة، ثمّ قال: «کلوا بسم اللَّه»، فأکل القوم حتّي نهلوا عنه، ما نري إلّا آثار أصابعهم، واللَّه إن کان الرجل الواحد منهم ليأکل مثلَ ما قدمتُ لجميعهم! ثمّ قال: «اسق القوم يا عليّ»، فجئتهم بذلک العُسِّ، فشربوا منه حتّي رووا جميعاً! وأيمُ اللَّه، إن کان الرجل منهم ليشرب مثله! فلمّا أراد النبيّ صلي الله عليه وسلم أن يکلّمهم بَدَره أبولهب إلي الکلام فقال: لقد سحرکم صاحبکم، فتفرق القوم ولم يکلّمهم النبيّ صلي الله عليه وسلم، فلمّا کان الغد قال: «ياعليّ، إن هذا الرجل قد سبقني إلي ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أکلّمهم، فَعُدَّ لنا مثل الّذي صنعت بالأمس من الطعام والشراب ثمّ اجمعهم لي»، ففعلتُ ثم جمعتهم، ثمّ دعاني بالطعام فقربته، ففعل به کما فعل بالأمسِ، فأکلوا وشربوا حتّي نهلوا، ثمّ تکلّم النبيّ صلي الله عليه وسلم فقال: «يا بني عبد المطلب، إنّي واللَّهِ ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتکم به! إنّي قد جئتکم بخير الدنيا والآخرة! وقد أمرني اللَّه أن أدعوکم إليه، فأيّکم يؤازِرُني علي أمري هذا؟»، فقلتُ- وأنا أحْدَثُهم سنّاً، وأرمَصُهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً-: أنا يا نبي اللَّه أکون وزيرک عليه! فأخذ برقبتي فقال: «إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيکم فاسمعوا له وأطيعوا»، فقام القوم يضحکون ويقولون لأبي طالب: قد أمرک

[صفحه 291]

أن تسمع وتطيع لعليّ.[6] .

458. ابن مردويه، عن البراء بن عازب قال: لمّا نزلت هذه الآية: «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَکَ الْأَقْرَبِينَ» جمع رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم بني عبدالمطلب، وهم يومئذٍ أربعون رجلاً منهم العشرة يأکلون المسنة ويشربون العس، وأمر عليّاً برجلِ شاةٍ صنعها لهم، ثمّ قربها إلي رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم فأخذ منها بضعة، فأکل منها، ثمّ تتبع بها جوانب القصعة، ثمّ قال: «ادنوا بسم اللَّه»، فدنا القوم عشرة عشرة فأکلوا حتّي صدروا، ثمّ دعا بقعب من لبن، فجرع منها جرعة فناولهم فقال: «اشربوا بسم اللَّه»، فشربوا حتّي رووا عن آخرهم، فقطع کلامهم رجل فقال لهم: ما سحرکم مثل هذا الرجل! فأُسکت النبيّ صلي الله عليه وسلم يومئذٍ فلم يتکلّم، ثمّ دعاهم من الغد علي مثل ذلک من الطعام والشراب، ثمّ بدرهم بالکلام فقال: «يا بني عبدالمطلب إنّي أنا النذير إليکم من اللَّه والبشير، قد جئتکم بما لم يجي ء به أحد، جئتکم بالدنيا والآخرة، فأسلموا تسلموا وأطيعوا تهتدوا».[7] .

[صفحه 292]


صفحه 288، 289، 290، 291، 292.








  1. توضيح الدلائل، ص 163.

    ورواه ابن مردويه کما في مفتاح النجا (ص 41) وأرجح المطالب (ص 71) وکشف الغمّة (ج 1، ص 320) وکشف اليقين (ص 382).

  2. الجامع الکبيرج 16، ص 260، ح 7883.

    ورواه ابن مردويه کما في کنز العمّال (ج 13، ص 150، ح 36466).

  3. الدرّ المنثور، ج 5، ص 97.
  4. أرجح المطالب، ص 430.

    رواه النسائي في خصائص أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام (ص 133، ح 66)، قال: أخبرنا الفضل بن سهل، قال: حدّثني عفان بن مسلم، قال: حدّثنا أبوعوانة، عن عثمان بن المغيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة ابن ناجد، أن رجلاً قال لعليّ: يا أميرالمؤمنين بم ورثت ابن عمّک [رسول اللَّه] دون عمّک [العباس]؟ قال: جمع رسول اللَّه صلي اللَّه عليه [وآله] وسلم- أو قال: دعا رسول اللَّه صلي اللَّه عليه [وآله] وسلم- بني عبدالمطلب فصنع لهم مدّاً من طعام، فأکلوا حتّي شبعوا، وبقي الطعام کما هو کأنّه لم يمسّ! ثمّ دعا بغمر فشربوا حتّي رووا وبقي الشراب کأنّه لم يمسّ- أو لم يشرب- فقال: «يا بني عبدالمطلب إنّي بعثت إليکم بخاصة وإلي الناس بعامة، وقد رأيتم من هذه الآية ما قد رأيتم، فأيّکم يبايعني علي أن يکون أخي وصاحبي ووارثي ووزيري؟» فلم يقم إليه أحد، فقمت إليه، وکنت أصغر القوم سناً، فقال: «إجلس»، ثمّ قال ثلاث مرات، کل ذلک أقوم إليه فيقول: «إجلس»، حتّي [إذا ]کان في الثالثة فضرب بيده علي يدي، ثمّ قال: «أنت أخي وصاحبي ووارثي ووزيري». فبذلک ورثت ابن عمّي دون عمّي.

  5. الجامع الکبير، ج 16، ص 259، ح 7882.

    ورواه ابن مردويه کما في کنز العمّال (ج 13، ص 149، ح 36465).

    روي أحمد بن حنبل في مسنده (ج 1، ص 111)، قال: حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا شريک، عن الأعمش، عن المنهال، عن عباد بن عبداللَّه الأسدي، عن عليّ رضي الله عنه، قال: لما نزلت هذه الآية: «وَ أَنذِرعَشِيرَتَکَ الْأَقْرَبِينَ» قال: جمع النبيّ صلي الله عليه وسلم من أهل بيته فاجتمع ثلاثون، فأکلوا وشربوا، قال: فقال لهم: «من يضمن عنّي ديني ومواعيدي؟ ويکون معي في الجنّة ويکون خليفتي في أهلي؟» فقال رجل- لم يسمه شريک-: يا رسول اللَّه، أنت کنت بحراً من يقوم بهذا؟ قال: ثمّ قال الآخر قال: فعرض ذلک علي أهل بيته، فقال عليّ رضي الله عنه: أنا.

  6. مسند عليّ بن أبي طالب، ج 1، ص 149، قال: ابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبونعيم.

    ورواه ابن مردويه کما في کنز العمّال (ج 13، ص 131، ح 36419).

    ورواه الطبري في تفسيره (ج 19، ص 74) وابن کثير في تفسيره: (ج 5، ص 211).

  7. الدرّ المنثور، ج 5، ص 97.