الوصايا العامة











الوصايا العامة



1 ـ دعا [ علي بن أبي طالب عليه السلام ] حسنا وحسينا ، فقال: أوصيکما بتقوي الله ، وألا تبغيا الدنيا الفانية وإن بغتکما ، ولا تبکيا عليشيء زوي عنکما ، وقولا الحق ، وارحما اليتيم ، وأعينا الضائع ، واصنعا للاخرة ، وکونا للظالم خصما وللمظلوم ناصرا ، اعملا بما في الکتاب ، فلا تأخذکما في الله لومة لائم.

ثم نظر إلي محمد بن الحنفية فقال: هل حفظت ما أوصيت به أخويک ؟ قال: نعم. قال: فإني أوصيک بمثله ، وأوصيک بتوقير أخويک لعظيم حقهما عليک ، ولا تؤثر أمرا دونهما.

ثم قال للحسن والحسين: أوصيکما به ، فإنه أخوکما وابن أبيکما ، وقد علمتما أن أباکما کان يحبه...[1] .

2 ـ فلما حضرته الوفاة أوصي ، فکانت وصيته:

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا ما أوصي به علي بن أبي طالب:

أوصي أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريک له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين کله ولو کره المشرکون ، ثم إن صلاتي ونسکي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريک له ، وبذلک أمرت وأنا من المسلمين.

ثم اوصيک يا حسن وجميع ولدي وأهلي ومن يبلغه کتابي بتقوي الله ربکم ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، واعتمصوا بحبل الله جميعا ، ولا تفرقوا ، فإني سمعت أبا القاسم عليه السلام يقول: إن صلاح ذات البيت أفضل من عامة الصلاة والصيام.

انظروا إلي ذوي أرحامکم فصلوهم يهون عليکم الحساب.

الله الله في الايتام فلا تغيروا أفواههم ، ولا يضيعوا بحضرتکم.

الله الله في جيرانکم فإنهم وصية نبيکم ، مازال يوصي بهم حتي ظننا أنه سيورثهم.

الله الله في القرآن فلا يسبقنکم بالعمل به غيرکم.

الله الله في الصلاة فإنها عماد دينکم.

الله الله في بيت ربکم فلا يخلون ما بقيتم ، فإنه إن ترک لم تناظروا.

الله الله في شهر رمضان ، فإن صيامه جنة من النار.

الله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالکم وأنفسکم.

الله الله في الزکاة فإنها تطفئ غضب الرب.

الله الله في ذمة أهل بيت نبيکم ، فلا يظلموا بين ظهرانيکم.

الله الله في أصحاب نبيکم فإن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أوصي بهم.

الله الله في الفقراء والمساکين فأشرکوهم في معايشکم.

الله الله فيما ملکت أيمانکم ، فإن آخر ما تکلم به رسول الله صلي الله عليه وآله أن قال: أوصيکم بالضعيفين ، نساؤکم وما ملکت أيمانکم.

الصلاة الصلاة ، لا تخافن في الله لومة لائم ، يکفيکم من أرادکم وبغي عليکم ، وقولوا للناس حسنا کما أمرکم الله ، ولاتترکوا الامر بالمعروف والنهي عن المنکر فيتول الامر شرارکم ثم تدعون فلا يستجاب لکم ، عليکم بالتواصل والتباذل وإياکم والتدابر والتقاطع والتفرق ، وتعاونوا علي البر والتقوي ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب.

حفظکم الله من أهل بيت ، وحفظ فيکم نبيکم ، أستودعکم الله ، وأقرأ عليکم السلام ورحمة الله...[2] .

3 ـ عن أبي وائل بن سعد ، قال: کان عند علي مسک ، فأوصي أن يحنط به ، وقال: هو فضلة حنوط رسول الله صلي الله عليه [ وآله ] وسلم[3] .









  1. تاريخ الامم والملوک ـ للطبري ـ 5 / 146.
  2. المناقب ـ للخوارزمي: 278 ، تاريخ الامم والملوک 5 / 147 ، مقاتل الطالبيين: 39.
  3. کنز العمال 13 / 191.