هذا نهاية جهد ابن حجر في الدفاع عن معاوية











هذا نهاية جهد ابن حجر في الدفاع عن معاوية



قال الاميني: إن الکلام يقع علي هذه الروايات من شتي النواحي ألا وهي:1- ألنظر إلي شخصية معاوية، وتصفح کتاب نفسه المشحون بالمخازي، ثم نعطف النظر في أنه هل تلکم الصحائف السوداء تلائم أن يکون صاحبها مصبا لاقل منقبة له يعزي إلي رسول الله صلي الله عليه وآله فضلا عن هذه النسب المزعومة؟ أو: لا؟ ولقد أو قفناک علي حياته المشفوعة بالمخاريق مما لا يکاد أن يجامع شيئا من المديح والاطراء أو أن تعزي إليه حسنة، ولا أحسب انک تجد من أيام حياته يوما خاليا عن الموبقات من سفک دماء زاکية، وإخافة مؤمنين أبرياء، وتشريد صلحاء لم يدنسهم إثم، ولا ألمت بساحتهم جريرة، ومعاداة للحق الواضح، ورفض لطاعة إمام الوقت والبغي عليه وقتاله إلي جرائم جمة يستکبرها الدين والشريعة، ويستنکرها الکتاب والسنة، ولا يتسرب إلي شيئ منها الاجتهاد کما مر بيانه.

2- من ناحية عدم ملائمة هذه الفضائل المنحوتة لما روي وصح عن رسول الله

[صفحه 375]

صلي الله عليه وآله وما يؤثر عن مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام وعن جمع من الصحابة العدول، فإنه مما لا يتفق معها في شيئ،وقد أسلفنا من ذلک ما يناهز الثمانين حديثا في هذا الجزء ص139 تا 177

فإنک متي نظرت إليها، واستشففت حقايقها دلتک علي أن رجل السوء- معاوية- جماع المآثم والجرائم، وانه هو ذلک الممقوت عند صاحب الشريعة صلي الله عليه وآله ومن احتذي مثاله من خلفائه الراشدين، وأصحابه السابقين الاولين المجتهدين حقا المصيبين في اجتهادهم.

3- أنا وجدنا نبي الرحمة صلي الله عليه وآله ونظرنا في المأثور الثابت الصحيح عنه في طاغية الشام والامر بقتاله، والحث علي مناوئته، وتعريف من لاث به بأنهم الفئة الباغية، وانهم هم القاسطون، وعهده إلي خليفته أمير المؤمنين عليه السلام علي أن يناضله، ويکتسح معرته، ويکبح جماحه، وقد علم صلي الله عليه وآله انه سيکون الخليفة المبايع له، الواجب قتله، وانه سيکون في عنقه دماء الصلحاء الابرار التي لا يبيحها أي اجتهاد نظراء حجر بن عدي، وعمرو بن الحمق، وأصحابهما، وکثير من البدريين، وجمع کثير من أهل بيعة الرضوان، رضوان الله عليهم.

فهل من المعقول انه صلي الله عليه وآله يري لمعاوية والحالة هذه قسطا من الفضيلة؟ أو حسنة تضاهي حسنات المحسنين؟ ويوقع الامة في التهافت بين کلماته المعزوة إليه هذه، وبين ما صارح به وصح عنه صلي الله عليه وآله مما أو عزنا إليه. وزبدة المخض انه صلي الله عليه وآله وسلم لم ينبس عن هاتيک المفتعلات ببنت شفة، ولکن القوم نحتوها ليطلوا علي الضعفاء ما عندهم من طلاء مبهرج.

4- ما قاله الحفاظ من أئمة الحديث وحملة السنة من انه لم يصح لمعاوية منقبة، وسيوافيک بعيد هذا نص عباراتهم عند البحث عن فضائل معاوية المختلقة.

5- ألنظر في اسناد ومتن ما جاء به إبن حجر، وعلا عليه اسس تمويهه علي الحقايق، وبه طفق يرتأي معاوية خليفة حق، وإمام صدق.


صفحه 375.