معاوية ولبسه ما لا يجوز











معاوية ولبسه ما لا يجوز



أخرج أبوداود من طريق خالد قال: وفد المقدام بن معدي کرب وعمرو بن الاسود ورجل من بني أسد من أهل قنسرين إلي معاوية بن أبي سفيان فقال معاوية للمقدام: أعلمت ان الحسن بن علي توفي؟ فرجع المقدام فقال له رجل[1] أتراها مصيبة؟ فقال: ولم لا أراها مصيبة؟ وقد وضعه رسول الله صلي الله عليه وسلم في حجره فقال: هذا مني وحسين من علي. فقال الاسدي: جمرة اطفأها الله عزوجل قال فقال المقدام: أما أنا فلا أبرح اليوم حتي اغيظک واسمعک ما تکره ثم قال: يا معاوية إن أنا صدقت فصدقني. وإن أنا کذبت فکذبني، قال: أفعل. قال فانشدک بالله هل تعلم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم نهي عن لبس الحرير؟ قال: نعم. قال: فانشدک بالله هل سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم ينهي عن لبس الذهب؟ قال نعم. قال: فانشدک بالله هل تعلم ان رسول الله صلي الله عليه وسلم نهي عن لبس جلود السباع والرکوب عليها؟ قال: نعم. قال فوالله لقد رأيت هذا کله في بيتک يا معاوية فقال معاوية: قد علمت أني لن أنجو منک يا مقدام[2] .

قال الاميني: هل يرجي خير ممن اعترف بکل ما قيل له من المحظورات المتسالم عليها التي ارتکبها؟ فهلا اقلع عنها لما ذکر بحکمها الذي نسيه أو لم يعبأ به؟ لکن الرجل طاغوت يعمل عمل الفراعنة ولم يکترث لمغبته، ولم يبالي بمخالفة السنة الثابتة، فزه به من خليفة تولي أمر الامة بغير مرضاتها، وتغلب علي إمرتها من دون أي حنکة.

قد جاء في کتاب لامير المؤمنين عليه السلام إلي عمرو بن العاص قوله: فإنک قد جعلت دينک تبعا لدينا امرئ ظاهر غيه، مهتوک ستره. إلخ.

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 60:4: فأما قوله عليه السلام في معاوية «ظاهر غيه» فلا ريب في ظهور ضلاله وبغيه وکل باغ غاو. وأما «مهتوک ستره» فانه کان کثير الهزل والخلاعة صاحب جلساء وسمار، ومعاوية لم يتوقر ولم يلزم قانون الرياسة

[صفحه 216]

إلا منذ خرج علي أميرالمؤمنين، واحتاج إلي الناموس والسکينة وإلا فقد کان في أيام عثمان شديد الهتک موسوما بکل قبيح، وکان في أيام عمر يستر نفسه قليلا خوفا منه إلا انه کان يلبس الحرير والديباج، ويشرب في آنية الذهب والفضة ويرکب البغلات ذوات السروج المحلاة بهما جلال الديباج والوشي، وکان حينئذ شابا، وعنده نزق الصبا، وأثر الشبيبة، وسکر السلطان والامرة، ونقل الناس عنه في کتب السيرة انه کان يشرب الخمر في أيام عثمان في الشام، وأما بعد وفاة أميرالمؤمنين واستقرار الامر له فقد اختلف فيه، فقيل: انه شرب الخمر في ستر. وقيل: انه لم يشرب. ولا خلاف في أنه سمع الغناء وطرب عليه وطرب عليه وأعطي ووصل إليه أيضا.

إقرأ وتبصر.


صفحه 216.








  1. في مسند أحمد 4 ص 130: فقال له معاوية: أتراها مصيبة. انظر إلي امانة أبي داود.
  2. سنن أبي داود 186:2.