لفت نظر











لفت نظر



هذه النزعة الاموية الممقوتة بقيت موروثة عند من تولي معاوية جيلا بعد جيل فتري القوم يرفعون اليد عن السنة الثابتة خلافا لشيعة أميرالمؤمنين عليه السلام، أو احياء لما سنته يد الهوي تجاه الدين الحنيف. کما کان معاوية يفعل ذلک احياء لما أحدثه خليفة بيته الساقط تارة، کما مر في الاتمام في السفر ومواضع اخري، وخلافا للامام آونة کما في التلبية وغيرها. قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن الدمشقي في کتاب «رحمة الامة في اختلاف الائمة» المطبوع بهامش الميزان للشعراني 88:1: السنة في القبر التسطيح، وهو أولي علي الراجح من مذهب الشافعي. وقال أبوحنيفة ومالک وأحمد: التسنيم أولي لان التسطيح

[صفحه 210]

صار شعارا للشيعة.

وقال الغزالي والماوردي: إن تسطيح القبور هو المشروع لکن لما جعلته الرافضة شعارا لهم عدلنا عنه إلي التسنيم.

وقال مصنف «الهداية» من الحنفية: إن المشروع التختم في اليمين ولکن لما اتخذته الرافضة جعلناه في اليسار.ه.

وأول من اتخذ التختم باليسار خلاف السنة هو معاوية کما في ربيع الابرار للزمخشري.

وقال الحافظ العراقي في بيان کيفية اسدال طرف العمامة: فهل المشروع إرخاؤه من الجانب الايسر کما هو المعتاد أو الايمن لشرفه؟ لم أر ما يدل علي تعيين الايمن إلا في حديث ضعيف عند الطبراني، وبتقدير ثبوته فلعله کان يرخيها من الجانب الايمن ثم يردها إلي الجانب الايسر کما يفعله بعضهم، إلا أنه صار شعارا للامامية فينبغي تجنبه لترک التشبه بهم. شرح المواهب للزرقاني 13:5.

وقال الزمخشري في تفسيره 439:2: القياس جواز الصلاة علي کل مؤمن لقوله تعالي: هو الذي يصلي عليکم. وقوله تعالي: وصل عليهم إن صلاتک سکن لهم. وقوله صلي الله عليه وسلم: أللهم صل علي آل أبي أوفي. ولکن للعلماء تفصيلا في ذلک وهو: انها إن کانت علي سبيل التبع کقولک صلي الله علي النبي وآله فلا کلام فيها، وأما إذا أفرد غيره من أهل البيت بالصلاة کما يفرد هو فمکروه لان ذلک شعار لذکر رسول الله صلي الله عليه وسلم ولانه يؤدي إلي الاتهام بالرفض، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من کان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يقفن مواقف التهم.

وقال ابن تيمية في منهاجه 143:2 عند بيان التشبه بالروافض: ومن هنا ذهب من ذهب من الفقهاء إلي ترک بعض المستحبات إذا صارت شعارا لهم، فانه وإن لم يکن الترک واجبا لذلک لکن في إظهار ذلک مشابهة لهم فلا يتميز السني من الرافضي، و مصلحة التمييز عنهم لاجل هجرانهم ومخالفتهم أعظم من مصلحة هذا المستحب.

ثم جعل هذا کالتشبه بالکفار في وجوب التجنب عن شعارهم، وسيوافيک التفصيل في بيان هذه کلها ونظراؤها عند الکلام عن الفتاوي الشاذة عن الکتاب والسنة إن

[صفحه 211]

شاء الله تعالي.

وقال الشيخ اسماعيل البروسوي في تفسيره (روح البيان) 142:4: قال في عقد الدرر واللئالي:[1] المستحب في ذلک اليوم- يعني يوم عاشوراء- فعل الخيرات من الصدقة والصوم والذکر وغيرهما، ولا ينبغي للمؤمن أن يتشبه بيزيد الملعون في بعض الافعال، وبالشيعة والروافض والخوارج أيضا. يعني لا يجعل ذلک اليوم يوم عيد أو يوم مأتم، فمن اکتحل يوم عاشوراء فقد تشبه بيزيد الملعون وقومه، وإن کان للاکتحال في ذلک اليوم أصل صحيح، فإن ترک السنة سنة إذا کان شعارا لاهل البدعة کالتختم باليمين فانه في الاصل سنة لکنه لما کان شعار أهل البدعة والظلمة صارت السنة أن يجعل الخاتم في خنصر اليد اليسري في زماننا کما في شرح القهستاني.

ومن قرأ يوم عاشوراء وأوائل المحرم مقتل الحسين رضي الله عنه، فقد تشبه بالروافض، خصوصا إذا کان بألفاظ مخلة بالتعظيم لاجل تحزين السامعين، وفي کراهية القهستاني: لو أراد ذکر مقتل الحسين ينبغي أن يذکر أولا مقتل سائر الصحابة لئلا يشابه الروافض.

وقال حجة الاسلام الغزالي: يحرم علي الواعظ وغيره رواية مقتل الحسين و حکايته وما جري بين الصحابة من التشاجر والتخاصم، فانه يهيج بغض الصحابة والطعن فيهم وهم أعلام الدين، وما وقع بينهم من المنازعات فيحمل علي محامل صحيحة، ولعل ذلک لخطأ في الاجتهاد لا لطلب الرياسة والدنيا کما لا يخفي.اه.

وقال ابن حجر في فتح الباري 142:11: تنبيه: اختلف في السلام علي غير الانبياء بعد الاتفاق علي مشروعيته في تحية الحي، فقيل: يشرع مطلقا. وقيل: بل تبعا ولا يفرد لواحد لکونه صار شعارا للرافضة. ونقله النووي عن الشيخ أبي محمد الجويني.


صفحه 210، 211.








  1. في فضل الشهور والايام والليالي للشيخ شهاب الدين احمد بن ابي بکر الحموي الشهير بالرسام.