معاوية يتم في السفر











معاوية يتم في السفر



أخرج الطبراني وأحمد باسناد صحيح من طريق عباد بن عبدالله بن الزبير قال: لما

[صفحه 191]

قدم علينا معاوية حاجا، قدمنا معه مکة قال: فصلي بنا الظهر رکعتين ثم انصرف إلي دار الندوة، قال: وکان عثمان حين أتم الصلاة فإذا قدم مکة صلي بها الظهر والعصر والعشاء الآخر أربعا أربعا، فإذا خرج إلي مني وعرفات قصر الصلاة، فإذا فرغ من الحج وأقام بمني أتم الصلاة حتي يخرج من مکة، فلما صلي بنا الظهر رکعتين نهض إليه مروان ابن الحکم وعمرو بن عثمان فقالا له: ما عاب أحد ابن عمک بأقبح ما عبته به، فقال لهما: وما ذاک؟ قال: فقالا له: ألم تعلم أنه أتم الصلاة بمکة، قال: فقال لهما: ويحکما و هل کان غير ما صنعت؟ قد صليتهما مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ومع أبي بکر وعمر رضي الله عنهما قالا: فإن ابن عمک قد أتمها وإن خلافک إياه له عيب، قال: فخرج معاوية إلي العصر فصلاها بنا أربعا.[1] .

قال الاميني: انظر إلي مبلغ هؤلاء الرجال أبناء بيت امية من الدين، ولعبهم بطقوس الاسلام، وجرأتهم علي الله وتغيير سنته، وأحداثهم في الصلاة وهي أفضل ما بنيت عليه البيضاء الحنيفية، وانظر إلي ابن هند حلف الخمر والربا کيف يترک ما جاء به رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ووجد هو عمله عليه، ووافقه هو مع أبي بکر وعمر، ثم يعدل عنه لمحض ان ابن عمه غير حکم الشريعة فيه، وان مروان بن الحکم طريد رسول الله وابن طريده، الوزغ ابن الوزغ، اللعين ابن اللعين علي لسان النبي العظيم، وصاحبه عمرو بن عثمان ما راقهما إتباعه السنة، فاستهان مخالفتها دون أن يعيب ابن عمه بعمله، فأحيي احدوثه ذي قرباه، وأمات سنة محمد صلي الله عليه وآله وسلم، غير مکترث لما سمعته اذن الدنيا عن ابن عمر: الصلاة في السفر رکعتان من خالف السنة فقد کفر[2] فزه به من خليفة للمسلمين وألف زه.


صفحه 191.








  1. مر تفصيل الکلام حول ما أحدثه عثمان في صلاة المسافر خلاف سنة رسول الله صلي الله عليه وآله في الجزء الثامن ص 100 تا 119، واسلفنا الحديث في ج 269:8.
  2. راجع ج 115:8.