ابن عمر يحيي أحداث أبيه











ابن عمر يحيي أحداث أبيه



هاهنا يوقفنا السبر عن أخبار ابن عمر علي مواقف اتباعه أحداث والده واتخاذه آرائه الشاذة عن الکتاب والسنة دينا بعد تبين الرشد من الغي، ما بالهم إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها؟!

منها: ذکر الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 265:4 عن ابن عمر لما سئل عن المتعة، قال: حرام. فقيل: إن ابن عباس لا يري بها بأسا. فقال: والله لقد علم ابن عباس أن رسول الله صلي الله عليه وسلم نهي عنها يوم خيبر وما کنا مسافحين.

وأخرج البيهقي في السنن الکبري 206:7 عن عبدالله بن عمر أنه سئل عن متعة النساء فقال: حرام، أما إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو أخذ فيها أحدا لرجمه بالحجارة.

إن الرجل متقول علي الله وعلي رسوله بحکمه البات بحرمة المتعة، والسائل إنما سأله عن دين الله لا عما أحدثه أبوه، وهو في قوله هذا مکذب لابيه حيث يقول:

[صفحه 64]

متعتان کانتا علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنا أنهي عنهما واعاقب عليهما. ويقول: ثلاث کن علي عهد رسول الله أنا محرمهن ومعاقب عليهن: متعة الحج. ومتعة النساء. وحي علي خير العمل. ولم يستثن من ذلک العهد شيئا ونسب التحريم إلي نفسه، وقد عد من اوليات عمر.

ومکذب أيضا ابن عباس وقاذف إياه بأنه کان يعلم حکم الله ويحکم بخلافه، ويحلف بالله في قوله الفاحش، وحاشي حبر الامة عن هذه الطامة الکبري.

ومکذب فحول الصحابة نظراء جابر بن عبدالله، وأبي سعيد الخدري، وعمران ابن حصين، القائلين بإباحة المتعة في السنة الشريفة، وانهم تمتعوا علي عهد أبي بکر وشطر من خلافة عمر، وان عمر هو الذي نهي عنها.

ومکذب سيد العترة امير المؤمنين عليه السلام في عزوه النهي عن المتعة إلي عمر، وقوله: لولا نهيه عنها ما زني إلا شقي.

علي أن النهي عن المتعة بخيبر يکذبه به إطباق الحفاظ وشراح البخاري علي عدم وجود النهي عنها يومئذ، وقد سبق القول عن السهيلي وأبي عمرو الزرقاني في الجزء السادس ص 226 ط 2 بأنه وهم وغلط لا يعرفه أحد من أهل السير ورواة الاثر.

مر الکلام حول هذا البحث ضافيا في الجزء السادس ص 198 تا 240 ط 2.

ومنها: نهيه عن البکاء علي الاموات إحتذاء منه سيرة أبيه خلاف ما جاء في السنة الشريفة من فعل النبي صلي الله عليه وآله وقوله وتقريره، وکان ذلک بعد قيام الحجة عليهما کما مر في الجزء السادس، وکان الرجل يقول: مر رسول الله صلي الله عليه وسلم بقبر فقال:

إن هذا ليعذب الآن ببکاء أهله عليه فقالت عائشة: غفر الله لابي عبدالرحمن انه وهم، إن الله تعالي يقول: ولا تزر وازرة وزر اخري. إنما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن هذا ليعذب الآن وأهله يبکون عليه[1] .

فصلنا القول في المسألة في الجزء السادس 159 تا 167 ط 2 وفي هذا الجزء ص 43 و 44.

ومنها: استنکافه من الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وآله أخذا برأي أبيه، السابق

[صفحه 65]

ذکره في ج 6 ص 294 ط 2، قال الشعبي: قعدت مع ابن عمر سنتين أو سنة ونصفا فما سمعته يحدث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا حديثا[2] .

ومنها: قوله في طواف الوداع علي الحائض التي أفاضت حذو رأي أبيه خلاف السنة النبوية الشريفة، وکان علي ذلک ردحا من الزمن، ثم لما لم ير من وافقه في الرأي لم يجد بدا من البخوع للحق فأخبت إليه کما أسلفناه في ج 111:6 ط 2. ومنها: حضه الناس علي ما أحدثه أبوه من المنع عن السؤال عما لم يقع[3] وقوله: يا أيها الناس لا تسألوا عما لم يکن فإني سمعت عمر بن الخطاب يلعن من سأل عما لم يکن[4] .

ألا تعجب من سوء حظ امة محمد صلي الله عليه وآله أن تدعم الاحدوثة فيها بالمسبة، وتنهي عن المعروف بالفسوق؟.

ومنها: قوله في المتطيب عند الاحرام اقتداء باحدوثه أبيه خلاف السنة الثابتة، أخرج البخاري ومسلم من طريق ابراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال: سمعت ابن عمر يقول: لان أصبح مطليا بقطران أحب الي من أن أصبح محرما انضخ[5] طيبا قال: فدخلت علي عائشة فأخبرتها بقوله فقالت: طيبت رسول الله صلي الله عليه وسلم فطاف علي نسائه ثم أصبح محرما.

وفي لفظ البخاري: ذکرته لعائشة فقالت: يرحم الله أبا عبدالرحمن، کنت اطيب رسول الله صلي الله عليه وسلم فيطوف علي نسائه ثم يصبح محرما ينضخ طيبا. وفي لفظ النسائي: سألت ابن عمر عن الطيب عند الاحرام فقال: لان أطلي بالقطران أحب إلي من ذلک. فذکرت ذلک لعائشة فقالت: يرحم الله أبا عبدالرحمن قد کنت اطيب رسول الله صلي الله عليه وسلم فيطوف في نسائه ثم يصبح ينضخ طيبا.[6] .

[صفحه 66]

ومنها: ما أخرجه الشيخان[7] من طريق مجاهد قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبدالله بن عمر جالس إلي حجرة عائشة والناس يصلون الضحي في المسجد فسألناه عن صلاتهم فقال: بدعة. فقال له عروة: يا أبا عبدالرحمن کم اعتمر رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ قال: أربع عمر إحداهن في رجب، فکرهنا أن نکذبه ونرد عليه، وسمعنا استنان عائشة في الحجرة فقال عروة: ألا تسمعين يا ام المؤمنين إلي ما يقول أبو عبدالرحمن؟ فقالت: وما يقول؟ قال: يقول: اعتمر رسول الله صلي الله عليه وسلم أربع عمر إحداهن في رجب. فقالت: يرحم الله أبا عبدالرحمن، ما اعتمر رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا وهو معه، وما اعتمر في رجب قط.

الظاهر من الرواية ان ابن عمر تعمد باختلاق عمرة لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في رجب وإن کره مجاهد، وعروة أن يکذباه، وانما فعل ذلک روما لتدعيم ما تأول به رأي أبيه الشاذ في متعة الحج مما رواه أحمد في مسنده 95:2 من قوله: إن عمر لم يقل لکم إن العمرة في أشهر الحج حرام ولکنه قال: إن أتم العمرة أن تفردوها من أشهر الحج.

فأراد ابن عمر بعزو عمرة رجب المختلقة إلي رسول الله صلي الله وعليه وآله وسلم تأييدا لتأويله الذي يضاد صريح قول أبيه: إني احرمها واعاقب عليها. وقد فصلنا القول فيها في ج 6.

ورسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ما اعتمر في رجب قط کما جاء في حديث أنس ايضا: اعتمر رسول الله صلي الله عليه وسلم أربع عمر کلها في ذي العقدة[8] وأخرج ابن ماجة في سننه 233:2 من طريق ابن عباس قال: لم يعتمر رسول الله صلي الله عليه وسلم عمرة إلا في ذي العقدة.

وکان ابن عمر يحسب أن رسول الله صلي الله عليه وسلم اعتمر مرتين فأنکرت عليه عائشة ايضا، ولعله کان قبل إنکارها السابق عليه، أخرج أبوداود وأحمد[9] من طريق مجاهد قال: سئل ابن عمر: کم اعتمر رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ فقال: مرتين. فقالت عائشة: لقد علم ابن عمر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قد اعتمر ثلاثا سوي التي قرنها بحجة الوداع.

[صفحه 67]

ولعل الباحث يقرب من عرفان حقيقة ابن عمر إن أمعن النظر فيما أخرجه ابن عساکر من طريق إمام الحنابلة أحمد عن إبن ابزي: ان عبدالله بن الزبير قال لعثمان يوم حصر: إن عندي نجائب قد أعددتها لک، فهل لک أن تتحول إلي مکة فيأتيک من أراد أن يأتيک؟ قال: لا، إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: يلحد بمکة کبش من قريش اسمه عبدالله عليه نصف أوزار الناس، ولا أراک إلا إياه أو عبدالله بن عمر (تاريخ ابن عساکر 414:7).

وأخرج أحمد في مسنده 136:2: أتي عبدالله بن عمر عبدالله بن الزبير فقال: يا ابن الزبير إياک والالحاد في حرم الله تبارک وتعالي فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: انه سيلحد فيه رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لرجحت. قال: فانظر لا تکونه.

الفريق الثاني.

أما الفريق الثاني من أخبار ابن عمر فحدث عنه ولا حرج، تراه لا يدعه عداءه المحتدم ونفسيته الواجدة علي أميرالمؤمنين، أو حبه المعمي والمصم للبيت العبشمي أن يجري علي لسانه اسم علي وذکر أيام خلافته فضلا عن أن يبايعه، مر حول حديث ذکرناه في هذا الجزء صفحة 24 قول ابن حجر: لم يذکر ابن عمر خلافة علي لانه لم يبايعه لوقوع الاختلاف عليه. إلي آخر کلامه.

وسبق في ص 36 من طريق الحافظ ابن عساکر ذکر ابن عمر الخلافة الاسلامية و عده خلفائها الاثني عشر من قريش: أبوبکر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد والسفاح و منصور وجابر والامين وسلام والمهدي وأمير العصب وقوله فيهم: إن کلهم صالح لا يوجد مثله.

أي نفسية ذميمة أو عقلية ساقطة دعت الرجل إلي هذه العصبية عصبية الجاهلية الاولي، هب أن خلافة أميرالمؤمنين کانت غير مشروعة- العياذ بالله- ولکن هل کانت من السقوط علي حد هو أسوء حالا من أيام يزيد الطاغية الباغية وملکه العضوض الذي استساغ الرجل أن يلهج به دون عهد امير المؤمنين وخلافته؟ وهلا تسوغ تسمية أيام الفراعنة والجبابرة لدي سرد تاريخ قصة أو قضية؟ وقد ثبت عن رسول الله صلي الله عليه وآله عند

[صفحه 68]

القوم ان الخلافة بعده صلي الله عليه وآله ثلثون عاما، ثم ملک عضوض، ثم کائن عتوا وجبرية و فسادا في الامة، يستحلون الفروج والخمور[10] .

وهل کان علي لسان الرجل عقال عي به عن سرد فضائل أميرالمؤمنين وتبکمت عليه مما ملا بين الخافقين، وقد نزلت فيه عليه السلام ثلاثمائة آية، وجاءت في الثناء عليه آلاف من الحديث لم ترو منها عن ابن عمر إلا نزر يعد بالانامل، وذلک بصورة مصغرة مشوهة، يضم آرائه السخيفة إليها مثل ما أخرجه أحمد في مسنده 26:2 عن ابن عمر قال: کنا نقول في زمن النبي صلي الله عليه وآله: رسول الله خير الناس. ثم أبوبکر، ثم عمر، ولقد اوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لان تکون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: زوجه رسول الله ابنته وولدت له. وسدت الابواب الا بابه في المسجد. وأعطاه الراية يوم خيبر.

وفي حديث: قيل لابن عمر: ما قولک في علي وعثمان رضي الله عنها؟ فقال ابن عمر: أما عثمان فقد عفي الله عنه فکرهتم أن تعفو، وأما علي فابن عم رسول الله وختنه.[11] .

وتراه يوازن أبا بکر وعمر وعثمان مع رسول الله ويزنهم بميزان قسطه الذي فيه ألف عين ثم يرفعه ولم تلحق الزنة عليا، أخرج أحمد في المسند 76:2 من طريق ابن عمر قال: خرج علينا رسول الله ذات غداة بعد طلوع الشمس فقال: رأيت قبيل الفجر کأني اعطيت المقاليد والموازين، فاما المقاليد فهذه المفاتيح، وأما الموازين فهي التي تزنون بها فوضعت في کفة ووضعت امتي في کفة، فوزنت بهم فرجحت، ثم جئ بأبي بکر فوزن بهم فوزن،، ثم جئ بعمر فوزن، ثم جئ بعثمان فوزن بهم. ثم رفعت.

يؤيد ابن عمر بهذه الاسطورة رأيه في المفاضلة بين الصحابة، وانه لا تفاضل بينهم بعد أبي بکر وعمر وعثمان، وإذا ذهبوا استوي الناس.

نعم: ثقيل علي ابن عمر أن يذکر عليا بخير، ويبوح بشئ من فضائله الجمة، وهو يأتي في غيره بما لا يقبله قط ذو مسکة، ولا يساعده فيه العقل والمنطق مثل قوله: کنت عند النبي صلي الله عليه وسلم وعنده أبوبکر الصديق عليه عباءة قد خلها علي صدره بخلال، فنزل

[صفحه 69]

عليه جبريل فقال: ما لي أري أبا بکر عليه عباءة قد خلها علي صدره بخلال؟ إلي آخر ما مر في ج 5 ص 274 ط 1، و 321 ط 2.

وقوله مرفوعا: لو وزن ايمان أبي بکر بايمان أهل الارض لرجح. لسان الميزان 310: 3.

وقوله مرفوعا: اتيت في المنام بعس مملوء لبنا فشربت منه حتي امتلات فرأيته يجري في عروقي، فضلت فضلة فأخذها عمر بن الخطاب فشربها. إلي آخر ما أسلفناه في ج 279:5 ط 1، و 326 ط 2.

وقوله مرفوعا: احشر يوم القيامة بين أبي بکر وعمر، حتي أقف بين الحرمين فيأتيني أهل مکة والمدينة.

وقوله مرفوعا: هبط جبريل فقال: إن رب العرش يقول لک: لما أخذت ميثاق النبيين أخذت ميثاقک وجعلتک سيدهم وجعلت وزيرک أبا بکر وعمر.

وقوله مرفوعا: لما اسري بي إلي السماء فصرت إلي السماء الرابعة سقطت في حجري تفاحة فأخذتها بيدي فانفلقت فخرج منها حوراء تقهقه فقلت لها: تکلمي لمن أنت؟ قالت: للمقتول شهيدا عثمان بن عفان.

وقوله مرفوعا: أما إن معاوية يبعث يوم القيامة عليه رداء من نور الايمان. وقوله مرفوعا: انه اوحي إلي أن اشاور ابن أبي سفيان في بعض أمري.

وقوله: لما نزلت آية الکرسي قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لمعاوية: اکتبها فقال لي: ما لي بکتبها إن کتبتها؟ قال: لا يقرؤها أحد إلا کتب لک أجرها.

وقوله مرفوعا: الآن يطلع عليکم رجل من أهل الجنة. فطلع معاوية، فقال: أنت يا معاوية مني وأنا منک، لتزاحمني علي باب الجنة کهاتين. وأشار باصبعيه. وقوله مرفوعا: يطلع عليکم رجل من أهل الجنة. فطلع معاوية، ثم قال من الغد مثل ذلک، فطلع معاوية، ثم قال من الغد مثل ذلک، فطلع معاوية.

وقوله: إن جعفر بن أبي طالب أهدي إلي النبي صلي الله عليه وسلم سفرجلا فأعطي معاوية ثلاث سفرجلات وقال: تلقاني بهن في الجنة.

[صفحه 70]

إلي روايات اخري أسلفناها في الجزء الخامس في سلسلة الموضوعات، ونحن وإن ماشينا القوم هنالک وأخذنا بتلکم الطامات اناسا آخرين من رجال أسانيدها، غير ان ما صح عن ابن عمر من أخباره کحديث المفاضلة، وما علم من نزعاته الوبيلة، وما ثبت عنه من أفعاله وتروکه تقرب إلي الذهن انه هو صائغ تلکم الصحاصح ، ولا رجحان لغيره عليه في کفة الاختلاق والتقول، کما أن له في نحت الاعذار لمن انحاز إليهم من الامويين قدما وقدما، وقد مر شطر من شواهد ذلک ومنها ما أخرجه أحمد في مسنده 101:2 من طريق عثمان بن عبدالله بن موهب قال: جاء رجل من مصر يحج البيت قال فرأي قوما جلوسا فقال: من هؤلاء القوم؟ فقالوا: قريش. قال: فمن الشيخ فيهم؟ قالوا: عبدالله بن عمر. قال: يا ابن عمر إني سائلک عن شئ أو أنشدک بحرمة هذا البيت، أتعلم أن عثمان فر يوم احد؟ قال: نعم. قال: فتعلم أنه غاب عن بدر فلم يشهده؟ قال: نعم. قال: وتعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان؟ قال: نعم. قال فکبر المصري، فقال ابن عمر: تعال ابين لک ما سألتني عنه، أما فراره يوم احد فأشهد ان الله قد عفي عنه وغفر له، وأما تغيبه عن بدر فانه کانت تحته ابنة رسول الله صلي الله عليه وسلم وانها مرضت فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم: لک أجر رجل شهد بدر أو سهمه. أما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو کان أحد أعز ببطن مکة من عثمان لبعثه، بعث رسول الله صلي الله عليه وسلم عثمان، وکانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان، فضرب بها يده وقال: هذه لعثمان. قال: وقال ابن عمر: اذهب هذا الآن معک. وأخرجه البخاري في صحيحه 122:6. وفي مرسلة عن المهلب بن عبدالله انه دخل علي سالم بن عبدالله بن عمر رجل وکان ممن يحمد عليا ويذم عثمان فقال الرجل: يا أبا الفضل؟ ألا تخبرني هل شهد عثمان البيعتين کلتيهما: بيعة الرضوان وبيعة الفتح؟ فقال سالم: لا. فکبر الرجل وقام ونفض ردائه و خرج منطلقا فلما أن خرج قال له جلساؤه: والله ما أراک تدري ما أمر الرجل، قال: أجل، وما أمره؟ قالوا: فإنه ممن يحمد عليا ويذم عثمان فقال: علي بالرجل فأرسل إليه فأتاه فقال: يا عبدالله الصالح إنک سألتني: هل شهد عثمان. البيعتين کلتيهما: بيعة الرضوان وبيعة الفتح؟ فقلت: لا. فکبرت وخرجت شامتا فلعلک ممن يحمد عليا ويذم عثمان؟

[صفحه 71]

فقال: أجل والله إني لمنهم، قال: فاستمع مني ثم اردد علي فإن رسول الله صلي الله عليه وسلم لما بايع الناس تحت الشجرة کان بعث عثمان في سرية وکان في حاجة الله وحاجة رسوله و حاجة المؤمنين فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ألا إن يميني يدي وشمالي يد عثمان، فضرب شماله علي يمينه وقال: هذه يد عثمان واني قد بايعت له، ثم کان من شأن عثمان في البيعة الثانية: ان رسول الله صلي الله عليه وسلم بعث عثمان إلي علي فکان أمير اليمن فصنع به مثل ذلک.

إلي آخر الرواية وهي طويلة أخرجها المحب الطبري في الرياض النضرة 94:2 وقد حذف إسنادها تحفظا عليها، وفي متنها شواهد تدل علي وضعها وانها مکذوبة مختلقة وهي تغنينا عن عرفان رجال السند.

وأخرج الحاکم في المستدرک 98:3 من طريق حبيب بن أبي مليکة، قال: جاء رجل إلي ابن عمر رضي الله عنهما فقال: أشهد عثمان بيعة الرضوان؟ قال: لا. قال: فشهد بدرا؟ قال: لا. قال: فکان ممن استزله الشيطان قال: نعم. فقام الرجل، فقال له بعض القوم: إن هذا يزعم الآن إنک وقعت في عثمان. قال: کذلک يقول؟ قال: ردوا علي الرجل، فقال: عقلت ما قلت لک؟ قال: نعم سألتک هل شهد عثمان بيعة الرضوان؟

قلت: لا. وسألتک هل شهد بدرا؟ فقلت: لا. وسألتک هل کان ممن استزله الشيطان؟ فقلت: نعم. فقال: أما بيعة الرضوان فإن رسول الله صلي الله عليه وآله قام فقال: إن عثمان انطلق في حاجة الله وحاجة رسوله. فضرب له بسهم ولم يضرب لاحد غاب غيره، وأما الذين تولوا يوم التقي الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما کسبوا ولقد عفي الله عنهم إن الله غفور حليم.

ألا تعجب من هذه الاعذار المفتعلة الباردة وقد خفيت علي الصحابة الحضور يوم بدر البالغ جمعهم ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا[12] وعلي الذين بايعوا تحت الشجرة وکانوا ألفا وأربعمائه أو أکثر[13] لم يک يعلم بها إلا رجلين أحدهما ابن عمر الذي کان

[صفحه 72]

يوم بدر واحد صبيا لم يبلغ الحلم وقد استصغره رسول الله في اليومين وکان له يوم بيعة الرضوان ست عشر سنة[14] وثانيهما نفس عثمان الغائب عن هاتيک المواقف، فالرواية مدبرة بين اثنين بين صبي وغايب يوم حوصر عثمان وتبعهما في بعضها أنس فحسب، ومن الغريب جدا ان عبدالرحمن بن عوف أخا عثمان[15] وصاحبه الذي أقعده دست الخلافة، وکان حاضرا في بدر واحد لم يکن قرع سمعه شئ من تلکم الاعذار إلي يوم حوصر عثمان، ولو کانت بمقربة من الصحة لکانت الالسن تتداولها، والاندية لا تخلو عن ذکرها، فجاء عبدالرحمن ينتقد الرجل بعدم حضوره في الغزوتين وترکه سنة عمر فبلغ ذلک عثمان فتخلص عنه بما خلق له ابن عمر أو اختلق هو، أخرج أحمد في مسنده 68:1 من طريق شقيق قال: لقي عبدالرحمن بن عوف الوليد بن عقبة فقال له الوليد: مالي أراک قد جفوت أميرالمؤمنين عثمان رضي الله عنه؟ فقال له عبدالرحمن: أبلغه: إني لم افر يوم عينين- قال عاصم: يقول: يوم احد- ولم أتخلف يوم بدر، ولم أترک سنة عمر رضي الله عنه قال: فانطلق فخبر ذلک عثمان رضي الله عنه فقال: أما قوله: إني لم أفر يوم عينين فکيف بذنب؟ وقد عفا الله عنه، فقال: إن الذين تولوا منکم يوم التقي الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما کسبوا ولقد عفا الله عنهم، وأما قوله: إني تخلفت يوم بدر، فاني کنت امرض رقية بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم حين ماتت و قد ضرب لي رسول الله صلي الله عليه وسلم بسهمي ومن ضرب له رسول الله صلي الله عليه وسلم بسهمه فقد شهد.

وأما قوله: إني لم أترک سنة عمر رضي الله عنه، فإني لا اطيقها ولا هو، فأته و حدثه بذلک.

دع ابن عمر يصور لبعث عثمان إلي مکة صورة مکبرة من أنه لم يبعثه إلا لانه أعز من في بطن مکة[16] فإن الواقف علي القصة جد عليم بأن تلک البعثة ما کانت لها صلة بالعزة والذلة فانها کانت إلي أبي سفيان يريد بها التخفيف من وطئته في استهواء قريش واستهدائه علي استثارتها علي رسول الله صلي الله عليه وآله وکان طبع الحال يستدعي

[صفحه 73]

أن يبعث إليه رجلا من حامته يأمن من بطشه ويؤمل تنازله له لما بينهما من واشجة الرحم والقرابة، ولذلک انتخب لها عثمان، إن لم يقل القائل: إنه صلي الله عليه وآله إنما بعثه ليغيب عن بيعة الرضوان وفضلها حتي لا يقال غدا: إن عدول الصحابة قد اجمعت علي قتل رجل من أهل بيعة الرضوان.

هاهنا ننهي البحث عن حديث المفاضلة- الذي جاء به ابن عمر وصححه البخاري- وانه باطل لا يعتمد عليه، يخالف الکتاب والسنة والعقل والقياس والاجماع والمنطق ونرجع إلي بقية ما جاء في المناقب:

5- عن أنس: إن النبي صلي الله عليه وسلم کان علي حراء وأبوبکر وعمر وعثمان، فرجف بهم فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أثبت حراء فما عليک إلا نبي وصديق وشهيدان.

قال الاميني: أخرجه الخطيب في تاريخه 365:5 من طريق محمد بن يونس الکديمي ذلک الکذاب الوضاع الذي وضع علي رسول الله صلي الله عليه وآله أکثر من الف حديث کما مر في الجزء الخامس في سلسلة الکذابين ص 230، وفي هذا الجزء فيما يأتي. عن قريش بن أنس الاموي البصري. قال ابن حبان: اختلط فظهر في حديثه مناکير فلم يجز الاحتجاج بأفراده. وقال البخاري: إختلط ست سنين[17] عن

سعيد بن أبي عروبة البصري قال ابن سعد: اختلط في آخر عمره. وقال ابن حبان بقي في اختلاطه خمس سنين، ولا يحتج إلا بما روي القدماء مثل يزيد بن زريع وابن المبارک. وقال الذهلي: عاش بعد ما خولط تسع سنين. وقال غيرهم: اختلط سنين لم يجز الاحتجاج بحديثه فيما انفرد[18] .

هذا ما في إسناد هذه الاکذوبة من العلل غير أن الخطيب مر بها کريما، لا تسمع منه حولها رکزا، ولم ينبس فيها ببنت شفة، عادته في فضائل من أعماه حبه وأصمه.

6- أخرج الدارقطني في سننه عن إسماعيل بن العباس الوراق عن عباد بن الوليد أبي بدر عن الوليد بن الفضل عن عبدالجبار بن الحجاج الخراساني عن مکرم بن حکيم عن سيف بن منير عن أبي الدرداء قال: أربع سمعتهن عن رسول الله صلي الله عليه وسلم:

[صفحه 74]

لا تکفروا أحدا من أهل قبلتي بذنب وإن عملوا الکبائر، وصلوا خلف کل إمام، وجاهدوا أو قال: قاتلوا، ولا تقولوا في أبي بکر وعمر وعثمان وعلي إلا خيرا قولوا: تلک امة قد خلت لها ما کسبت وعليها ما اکتسبت[19] .

رجال الاسناد:

1- الوليد بن الفضل المقبري: قال ابن حبان: يروي الموضوعات لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال الذهبي: هو الذي حديثه في جزء ابن عرفة عن اسماعيل بن عبيد الله: إن عمر حسنة من حسنات أبي بکر رضي الله عنه. وإسماعيل هالک، والخبر باطل، وفي سنن الدارقطني: حدثنا إسماعيل بن العباس الوراق ثنا عباد بن الوليد أبوبدر (وذکر الحديث بالاسناد المذکور) فقال: قال الدراقطني: من بعد عباد ضعفاء (يعني الوليد و عبدالجبار ومکرم وسيف).

وقال ابن حجر: لفظ الدراقطني بين عباد وأبي الدرداء ضعفاء، فدخل فيهم عبد الجبار کما دخل في قول العقيلي: إسناد مجهول، ووقع هنا سيف بن منير وفي الرواية الاخري: منير بن سيف، فلعله انقلب. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه مجهول، وقال الحاکم وأبونعيم وأبوسعيد النقاش: روي عن الکوفيين الموضوعات. «ميزان الاعتدال 273:3، لسان الميزان 225:6«

2- عبدالجبار بن الحجاج الخراساني:ذکره ابن حجر في لسان الميزان 387:3 وذکر شطرا من الحديث بالاسناد وقال: هذا غير محفوظ، وليس في هذا المتن إسناد ثبت، وضعفه الدارقطني فإنه ساق في السنن الحديث المذکور من الطريق المذکور لکنه من رواية عباد بن الوليد الغبري[20] ، عن الوليد بن الفضل وقال: من بعد عباد ضعيف فدخل عبدالجبارفيهم کما دخل ابن منير.

(لسان الميزان 388:3).

3- مکرم بن حکيم الخثعمي: قال الذهبي في الميزان: روي خبرا باطلا (يعني هذا الحديث) وقال: قال الازدي: ليس حديثه بشئ.

[صفحه 75]

وقال ابن حجر: وزاد (يعني الازدي) انه مجهول، والحديث مذکور في ترجمة الوليد بن الفضل، وقد ضعفه الدارقطني أيضا. (الميزان 198:3، لسان الميزان 4. (85:6- سيف بن منير: قال الذهبي: يجهل وضعفه الدارقطني لکونه أتي بأمر معضل عن أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا: لا تکفروا أهل ملتي وإن عملوا الکبائر. لکنه من رواية مکرم بن حکيم أحد الضعفاء عنه.

وقال ابن حجر: وذکره الازدي فقال: ضعيف مجهول يکتب حديثه، وإسناد حديثه ليس بالقايم. وقال صاحب الحافل: رواه عنه مکرم بن حکيم وليس بشئ، والحديث في سنن الدارقطني. ميزان الاعتدال 439:1: لسان الميزان 133:3.

7- عن أنس: قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: ما من نبي إلا وله نظير في امتي فأبو بکر نظير إبراهيم، وعمر نظير موسي، وعثمان نظير هارون، وعلي بن أبي طالب نظيري. قال الاميني: أخرجه ابن الاعرابي عن محمد بن زکريا الغلابي البصري عن أحمد ابن غسان الهجيمي عن أحمد بن عطاء أبي عمر. والهجيمي عن عبد الحکم عن أنس.

قال الذهبي في الميزان 56:1: أخاف أن يکون الغلابي کذبه، وقال في 58:3: هو ضعيف. وقال ابن مندة: تکلم فيه. وقال الدراقطني: يضع الحديث.

وذکر الحاکم في تاريخه حديثا من طريق محمد بن زکريا الغلابي فقال: رواته ثقات إلا محمد بن زکريا وهو الغلابي فهو آفته.

وفي الاسناد أحمد بن عطاء، قال الدراقطني: متروک. وقال الازدي: کان داعية إلي القدر متعبدا مغفلا يحدث بما لم يسمع، وقال زکريا الساجي قبله مثله، وقال ابن المديني: أتيته يوما فجلست إليه فرأيت معه درجا يحدث به فلما تفرقوا عنه قلت له: هذا سمعته؟ قال: لا، ولکنه اشتريته وفيه أحاديث حسان احدث بها هؤلاء ليعملوا بها وارغبهم واقربهم إلي الله، ليس فيه حکم ولا تبديل سنة، قلت له: أما تخاف الله تقرب العباد إلي الله بالکذب علي رسول الله صلي الله عليه وسلم؟.

ميزان الاعتدال 56:1، ج 58:3، لسان الميزان 221:1، وج 168:5.

[صفحه 76]

8- ذکر المحب الطبري في الرياض النضرة 30:1 عن محمد بن إدريس الشافعي قال: بسنده إلي النبي صلي الله عليه وسلم قال: کنت أنا وأبوبکر وعمر وعثمان وعلي أنوارا علي يمين العرش قبل أن يخلق آدم بألف عام، فلما خلق اسکنا ظهره، ولم نزل ننتقل في الاصلاب الطاهرة إلي أن نقلني الله صلب عبدالله، ونقل أبا بکر إلي صلب أبي قحافة، ونقل عمر إلي صلب الخطاب، ونقل عثمان إلي صلب عفان، ونقل عليا إلي صلب أبي طالب ثم اختارهم لي أصحابا فجعل أبا بکر صديقا، وعمر فاروقا، وعثمان ذا النورين، وعليا وصيا، فمن سب أصحابي فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله، ومن سب الله أکبه في النار علي منخره، أخرجه الملا في سيرته.

قال الاميني: نحن في إبطال هذا الحديث في غني عن النظرة إلي إسناده المحذوف لکنا مهما ذهلنا عن شئ فلا يفوتنا العلم بأن الاصلاب الاموية غير طاهرة وإنما هي الشجرة الملعونة في القرآن راجع الجزء الثامن ص 255 و 254 ط 1.


إن الخيار من البرية هاشم
وبنو امية أرذل الاشرار


وبنو امية عدوهم من خروع
ولهاشم في المجد عود نضار


أما الدعاة إلي الجنان فهاشم
وبنو امية من دعاة النار


وبهاشم زکت البلاد وأعشبت
وبنو امية کالسراب الجاري


ذکرها الزمخشري في ربيع الابرار باب 66 لابي عطاء أفلح السندي.

وتجد في غضون أجزاء کتابنا هذا نبذا وافية عن رسول الله صلي الله عليه وآله وعن مولانا امير المؤمنين عليه السلام وبقية الصحابة مما فيه غني وکفاية في سقوط الامويين عن مستوي الاعتبار والنزاهة في الجاهلية والاسلام، علي ما يؤثر عنهم في العهدين من المخازي والمخاريق المؤکدة لذلک کله، فنحن نحاشي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم عن أن يصف تلکم الاصلاب بالطهارة في عداد الاصلاب الطاهرة التي تنقل فيها الرسول الاطهر ووصيه المطهر أمير المؤمنين علي عليهما وآلهماالسلام. وهي الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أکلها کل حين.

علي أنا لم نجد في أبي قحافة والخطاب وأسلافهما ما يمکن أن يعد من المآثر البشرية فضلا عن المآثر الدينية التي نقطع بعدم تحليهما بها فقد أسلفنا الکلام حول

[صفحه 77]

اسلام أبي قحافة في الجزء السابع ص 312 تا 321 ط 1 وأما الخطاب فمن المقطوع به أنه لم يسلم وقد ثبت عن عمر قوله لعباس عم النبي صلي الله عليه وآله يوم أسلم: يا عباس فو الله لاسلامک يوم أسلمت کان أحب إلي من اسلام الخطاب لو أسلم[21] .

وأما عفان فسل عنه الکلبي والبلاذري فإن لهما في «المثالب» و «الانساب» جمل تعرب عن مجمل حقيقة الرجل دون تفصيلها.

وإنا أسلفنا القول حول الالقاب في ج 312:2 تا 314 وج 187:3 ط 2: وان الصديق والفاروق من الالقاب الثابتة الخاصة بمولانا أميرالمؤمنين عليه السلام وانما تداولتهما الناس للرجلين وعند ذلک وضعوا مثل هذه المفتعلات. ونحن لا نسترسل في بيان حکم سب الصحابة لکنا لو أخذنا بإطلاق هذه الرواية وقلنا: أن المخاطبين منهم کانوا مکلفين بمفادها لاشکل الامر في أکثر الصحابة الذين اطرد بينهم السباب المقذع، والوقيعة الفاضحة، والعداء المحتدم حتي انه کان قد يؤل الامر من جراء ذلک إلي المقاتلة، فهل هؤلاء کلهم يکبون في النار علي مناخرهم؟ أنا لا أدري.

9- قال المحب الطبري: في الرياض النضرة 24:1: عن ابن يخامر السکسکي ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: أللهم صل علي أبي بکر فانه يحبک ويحب رسولک، أللهم صل علي عمر فإنه يحبک ويحب رسولک، أللهم صل علي عثمان فانه يحبک ويحب رسولک، أللهم صل علي أبي عبيدة بن الجراح فانه يحبک ويحب رسولک، أللهم صل علي عمرو بن العاص فإنه يحبک ويحب رسولک. أخرجه الخلعي.

قال الاميني: ليت المحب الطبري أوقفنا علي إسناد هذا الحديث المبتور حتي نعرف عدد من فيه من الوضاعين، وليته بعد أن موه الامر في ذلک عرفنا ابن يخامر السکسکي من هو أمن الصحابة؟ أم من التابعين؟ أم ممن بعدهم من طبقات الرجال؟

وهل سمع هو من رسول الله صلي الله عليه وآله أو أنه موه ودلس؟ أو أنه بشر لم يخلق بعد؟

وإن تعجب فعجب انه حذف بين الاسماء من يقطع بأنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله کمولانا أميرالمؤمنين عليه السلام الذي استفاض النقل الصحيح بذلک عن

[صفحه 78]

النبي الاعظم صلي الله عليه وآله راجع ج 3 ص 21 تا 23 ط 2 وتقدم في الجزء السابع 199 ط 1 وفي صفحات هذا الجزء أحاديث جمة تدل علي أنه أحب الناس إلي الله وإلي رسوله صلي الله عليه وآله، ومن المعلوم إذن ان هذه المرتبة من الحب متبادل بينه سلام الله عليه وبينهما ويدل علي هذا التبادل بنحو الاطلاق قوله تعالي: إن کنتم تحبون الله فاتبعوني يحببکم الله.

وکان في الصحابة أناس آخرون يتهالکون في المحبة لله ولرسوله لا يفوقهم من ذکر وإن کنا نعتقد انهم دون اولئک المنسيين بمنازل کثيرة کسلمان وأبي ذر والمقداد وعمار والعباس عم النبي صلي الله عليه وآله إلي کثيرين من نظرائهم. لکن نوبة الحب وصلت إلي الابتر ابن الشائن الابتر، إلي ابن النابغة، إلي ابن الامة السوداء المجنونة الحمقاء التي کانت تبول من قيام، ويعلوها اللئام، رکبها في يوم واحد أربعون رجلا، إلي ابن العاصي، إلي ابن الجزار، إلي ابن دعي ستة، إلي المدافع عن نفسه في معترک القتال بإسته، إلي من رأي فحل زوجته علي فراشه فلم يغر ولم ينکر، إلي الوغد اللئيم، إلي النکد الذميم، إلي الوضيع الزنيم[22] إلي مناوئي الحق ونصير الباطل، إلي إلي..

نعم: وصلت نوبة الحب إليه ولم تصل إلي من ذکرناهم من رجال الدين وأفذاذ الاسلام وأعاظم الامة وصلحاء الصحابة.


إن دام هذا ولم يحدث به غير
لم يبک ميت ولم يفرح بمولود


نعم: راق ذلک السکسکي أو من قبله من الوضاعين ولم يرقهم غيره. وکم في صفحات تاريخ عمرو بن العاصي وقرناءه الاربعة شواهد دالة علي ما عزاهم إليه مختلق الرواية من حب الله وحب رسوله، نکل الوقوف عليها إلي سعة باع الباحث.

10- أخرج ابن عدي عن أحمد بن محمد الضبيعي عن الحسين بن يوسف عن أبي هاشم أصرم بن حوشب عن قرة بن خالد البصري عن الضحاک عن ابن عباس مرفوعا: أنا الاول وأبوبکر الثاني، وعمر الثالث، والناس بعدنا علي السبق الاول فالاول. قال الاميني: قال السيوطي في اللئالي 311:1: موضوع آفته أصرم.

[صفحه 79]

وقال الذهبي: أصرم هالک، قال يحيي: کذاب خبيث، وقال البخاري ومسلم والنسائي: متروک الحديث، وقال الدارقطني: منکر الحديث، وقال السعدي: کتبت عنه بهمدان سنة اثنتين ومائتين وهو ضعيف، وقال ابن حبان: کان يضع الحديث علي الثقات، وقال ابن المديني: کتبت عنه بهمدان وضربت علي حديثه. وقال الفلاس: متروک يري الارجاء.

وقال ابن حجر: أورد له العقيلي حديثا عن زياد بن سعد وقال: لا يتابع عليه و لا يعرف به، وليس له أصل من جهة يثبت. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هو متروک الحديث. وتکلم فيه يحيي بن معين. وقال ابن المديني: لقيناه بهمدان ثم حدث بعدنا بعجائب وضعفه جدا، وقال الحاکم والنقاش: يروي الموضوعات. وقال الخليلي:

روي عن نهشل عن الضحاک عن ابن عباس رضي الله عنهما مناکير، وروي الائمة عنه ثم رأوا ضعفه فترکوه.

ميزان الاعتدال 126:1، لسان الميزان 461:1.

علي أن الضحاک لم يسمع من ابن عباس کما في تاريخ ابن عساکر 142:5، و کان شعبة لا يحدث عن الضحاک وينکر أن يکون لقي ابن عباس، وقال: يحيي بن سعيد: الضحاک عندنا ضعيف.(تاريخ ابن عساکر 160:5)

11- أخرج ابن عساکر في تاريخه 405:6 عن ابن عباس مرفوعا: إن أحب أصهاري إلي، وأعظمهم عندي منزلة، وأقربهم من الله وسيلة، وأنجح أهل الجنة أبوبکر. والثاني عمر يعطيه الله قصرا من لؤلؤة ألف فرسخ في ألف فرسخ قصورها ودورها ومجانبها وجهاتها وسررها وأکوابها وطيرها من هذه اللؤلؤة الواحدة، وله الرضا بعد الرضا. والثالث عثمان بن عفان وله في الجنة ما لا أقدر علي وصفه، يعطيه الله ثواب عبادة الملائکة أولهم وآخرهم. والرابع علي بن أبي طالب، بخ بخ من مثل علي؟ وزيري عند[23] وأنيسي عند کربتي، وخليفتي في امتي، وهو مني علي دعاي ومن مثل أبي سفيان؟ لم يزل الدين به مؤيدا قبل أن يسلم وبعد ما أسلم، ومن مثل أبي سفيان إذا أقبلت من عند ذي العرش اريد الحساب فإذا أنا بأبي سفيان معه کاس

[صفحه 80]

من ياقوتة حمراء يقول: اشرب يا خليلي، أعار بأبي سفيان، وله الرضا بعد الرضا رحمه الله.

قال الاميني: لقد أعرب عن بعض الحقيقة الحافظ ابن عساکر نفسه بقوله: هذا حديث منکر.

أي منکر هذا يعد أبا سفيان ممن لم يزل الدين به مؤيدا قبل اسلامه وبعده؟ فکأنه غير رأس المشرکين يوم احد، وغير مجهز جيش الاحزاب والمجلب علي رسول الله صلي الله عليه وآله والرافع عقيرته وهو يرتجز بقوله: اعل هبل، اعل هبل. فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: ألا تجيبونه؟ قالوا: يا رسول الله؟ ما نقول؟ قال: قولوا: ألله أعلي وأجل. فقال أبوسفيان إن لنا العزي لا عزي لکم، فقال رسول الله ألا تجيبونه؟ فقالوا: يا رسول الله ما نقول؟ قال: قولوا: الله مولانا ولا مولي لکم.[24] .

وکأنه ليس من أئمة الکفر الذين نزل فيهم قوله تعالي: فقاتلوا أئمة الکفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون. سورة التوبة 12[25] .

وکأنه غير من اريد بقوله عزوجل: إن الذين کفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله. سورة الانفال: 36.

أخرج نزوله فيه ابن مردويه من طريق ابن عباس، وعبد بن حميد وابن جرير و ابوالشيخ من طريق مجاهد، وهؤلاء وغيرهم من طريق سعيد بن جبير، وابن جرير، وابن المنذر وابن ابي حاتم وابوالشيخ من طريق الحکم بن عتيبة.[26] .

وکأنه غير المعني هو وأصحابه بقوله تعالي: قل للذين کفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الاولين. سورة الانفال[27] .

وکأنه غير من مشي مع جمع من رجال قريش إلي أبي طالب قائلين له: إن ابن

[صفحه 81]

أخيک قد سبت آلهتنا، وعاب ديننا، وسفه أحلامنا، وضلل آباءنا، فإما أن تکفه عنا، وإما أن تخلي بيننا وبينه. إلخ.[28] .

وکأنه ليس أحد المجتمعين بدار الندوة الذين تفرقوا علي رأي أبي جهل من أن يؤخذ من کل قبيلة شاب فتي جليد نسيب وسط ثم يعطي کل منهم سيفا صارما فيعمدوا إلي رسول الله فيضربوه بها ضربة رجل واحد فيقتلوه[29] .

وکأنه غير من أنفق علي المشرکين يوم احد أربعين أوقية وکل اوقية اثنان و أربعون مثقالا.

وکأنه غير من استأجر ألفين من الاحابيش من بني کنانة ليقاتل بهم رسول الله صلي الله عليه وآله سوي من استجاش من العرب[30] .

وکأنه غير من لعنه رسول الله صلي الله عليه وآله يوم احد في صلاة الصبح بعد الرکعة الثانية. بقوله: أللهم العن أبا سفيان. وصفوان بن امية. والحارث بن هشام[31] .

وکأنه غير من لعنه رسول الله في سبعة مواطن لا يتأتي لاي أحد ردها أولها: يوم لقي رسول الله صلي الله عليه وآله خارجا من مکة إلي الطائف يدعو ثقيفا إلي الدين فوقع به و سبه وشتمه وکذبه وتوعده وهم أن يبطش به فلعنه الله ورسوله وصرف عنه.

الثانية: يوم العير إذ عرض لها رسول الله صلي الله عليه وآله وهي جائية من الشام فطردها أبوسفيان وساحل بها فلم يطف المسلمون بها ولعنه رسول الله ودعا عليه، فکانت وقعة بدر لاجلها.

الثالثة: يوم احد حيث وقف تحت الجبل ورسول الله صلي الله عليه وآله في أعلاه وهو ينادي: أعل هبل. مرارا، فلعنه رسول الله صلي الله عليه وآله عشر مرات ولعنه المسلمون.

الرابعة: يوم جاء بالاحزاب وغطفان واليهود فلعنه رسول الله وابتهل.

[صفحه 82]

الخامسة: يوم جاء ابوسفيان في قريش فصدوا رسول الله صلي الله عليه وآله عن المسجد الحرام والهدي معکوفا أن يبلغ محله، ذلک يوم الحديبية فلعن رسول الله صلي الله عليه وآله أبا سفيان و لعن القادة والاتباع وقال: ملعونون کلهم، وليس فيهم من يؤمن، فقيل: يا رسول الله؟

أفما يرجي الاسلام لاحد منهم فکيف باللعنة؟ فقال لا تصيب اللعنة احدا من الاتباع و أما القادة فلا يفلح منهم أحد.

السادسة يوم الجمل الاحمر.

السابعة يوم وقفوا لرسول الله صلي الله عليه وآله في العقبة ليستنفروا ناقته وکانوا اثني عشر رجلا منهم أبوسفيان.[32] .

هذه المواطن السبعة عدها الامام الحسن السبط سلام الله عليه.

وکأنه غير من عدا علي دور المهاجرين من بني جحش بن رئاب بعد ما هاجروا. وباعها من عمرو بن علقمة وقيل فيه:


أبلغ أبا سفيان عن
أمر عواقبه ندامه


دار ابن عمک بعتها
تقضي بها عنک الغرامه


وحليفکم بالله ر
ب الناس مجتهد القسامه


إذهب بها اذهب بها
طوقتها طوق الحمامه[33] .


کأنه غير صاحب البائية يوم احد يقول فيها:


قاتلهم وادعي يال غالب
وأدفعهم عني برکن صليب


فبکي ولا ترعي مقالة عادل
ولا تسأمي من عبرة ونحيب


أباک وإخوانا له قد تتابعوا
وحق لهم من عبرة بنصيب


وسلي الذي قد کان في النفس إنني
قتلت من النجار کل نجيب


ومن هاشم قرما کريما ومصعبا[34] .
وکان لدي الهيجاء غير هيوب


ولو أنني لم أشف نفسي منهم
لکانت شجا في القلب ذات ندوب

[صفحه 83]

فآبوا وقد أودي الجلابيب[35] .
بهم خدب من معبط وکئيب


أصابهم من لم يکن لدمائهم
کفاء ولا في خطة بضريب[36] .


وکأنه غير من کان يضرب في شدق حمزة بن عبدالمطلب بزج الرمح قائلا: ذق عقق.[37] سيرة ابن هشام 44:3.

وکأنه غير من داس قبر حمزة برجله وقال: يا أبا عمارة ان الامر الذي اجتلدنا عليه بالسيف أمسي في يد غلماننا اليوم يتلعبون به. شرح ابن ابي الحديد 51:4.

وکأنه غير من قال لما رأي الناس يطؤن عقب رسول الله صلي الله عليه وآله وحسده: لو عاودت الجمع لهذا الرجل. فضرب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في صدره ثم قال: إذا يخزيک الله. الاصابة 179:2.

وکأنه غير من قال لعثمان يوم تسنم عرش الخلافة: صارت إليک بعدتيم وعدي فادرها کالکرة، واجعل أوتادها بني امية، فإنما هو الملک، ولا أدري ما جنة ولا نار. راجع ج 285:8.

وکأنه غير من دخل علي عثمان بعدما عمي وقال: هاهنا أحد؟ فقالوا: لا. فقال: اللهم اجعل الامر أمر جاهلية، والملک ملک غاصبية، واجعل أوتاد الارض لبني امية (تاريخ ابن عساکر 407:6).

وکأنه غير من عرفه أميرالمؤمنين عليه السلام في کتاب له إلي معاوية بقوله: منا النبي، ومنکم المکذب، قال ابن أبي الحديد في شرحه 452:3: يعني أبا سفيان بن حرب کان عدو رسول الله، والمکذب له، والمجلب عليه.

وکأنه غير من جاء فيه قول أميرالمؤمنين عليه السلام في کتاب له إلي محمد بن أبي بکر: قد قرأت کتاب الفاجر ابن الفاجر معاوية.

وکأنه غير من ذکره أميرالمؤمنين بقوله في کتاب له إلي إبنه معاوية: يابن صخر يا ابن اللعين. والامام الطاهر عليه السلام في لعنه الرجل إقتفي أثر النبي الاعظم، وقد سمع

[صفحه 84]

منه صلي الله عليه وآله وسلم وهو يلعنه في مواطن شتي.

وکأنه غير من قال فيه عمر بن الخطاب: أبوسفيان عدو الله، قد أمکن الله منه بغير عهد ولا عقد فدعني يا رسول الله أضرب عنقه. تاريخ ابن عساکر 399:6. وکأنه غير من قال فيه عمر أيضا: إن أبا سفيان لقديم الظلم. الاصابة 180:2 وکأنه غير من أسلفنا ترجمته في الجزء الثالث ص 224 -221 وفي الثامن ص 286 -284.

هذا مجمل حال الرجل في العهدين الجاهلي والاسلامي، أفبمثله ايد الدين قبل إسلامه وبعد إسلامه؟ أو مثله يتولي سقاية رسول الله صلي الله عليه وآله يوم المحشر إذا أقبل من عند ذي العرش؟ وهل مستوي العرش معبأ لمثل أبي سفيان هذا ونظرائه؟ إذا فعلي العرش ومن بفنائه السلام.

ثم اقرأ المجازفة في حساب عثمان الذي حاز في مزعمة ملفق هذه الرواية ثواب عبادة الملائکة اولهم وآخرهم اولئک الملائکة المعصومين، وجنة لا يقدر علي وصفها رسول الله صلي الله عليه وآله، وهو من قرأت صحيفة حياته في الجزء التاسع وقبله، ووقفت علي عقائد الصحابة العدول فيه وفي أحداثه، وإجماعهم علي إهدار دمه، فلماذا ذلک الثواب ولماذا تلکم الجنة؟ ولماذا هذه العظمة في أبناء الشجرة المنعوتة في القرآن؟ أعوذ بالله من السرف في القول والغلو في الفضائل.

12- أخرج ابن عساکر وابن مندة والخلعي والطبراني والعقيلي عن سهل بن يوسف بن سهل بن مالک عن أبيه عن جده قال: لما رجع النبي صلي الله عليه وآله من حجة الوداع إلي المدينة صعد المنبر فحمد الله وأثني عليه ثم قال: يا أيها الناس إن أبا بکر لم يسؤني قط فاعرفوا ذلک له، يا أيها الناس اني راض عن أبي بکر وعمر وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبدالرحمن بن عوف، والمهاجرين الاولين فاعرفوا ذلک لهم. أيها الناس إن الله قد غفر لاهل بدر والحديبية. أيها الناس؟ احفظوني في أصحابي وأصهاري وفي أختاني لا يطلبنکم الله بمظلمة أحد منهم فإنها مما لا توهب أيها الناس ارفعوا ألسنتکم عن المسلمين، وإذا مات أحد من المسلمين

[صفحه 85]

فقولوا فيه خيرا[38] .

قال الاميني: قال ابن عبدالبر في الاستيعاب 573:2: حديثه (يعني حديث سهل بن مالک) يدور علي خالد بن عمرو القرشي الاموي وهو منکر الحديث، متروک الحديث، قال بعد ذکر الحديث: حديث منکر موضوع، يقال فيه: انه من الانصار ولا يصح، وفي إسناد حيدثه مجهولون ضعفاء معروفون يدور علي سهل بن يوسف بن مالک بن سهل عن أبيه عن جده وکلهم لا يعرف.

وقال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال العقيلي: إسناده مجهول لا يتابع عليه. والعجب من الحافظين وحکمهما بغرابة الحديث والجهل وقد أخرجاه من طريق خالد بن عمرو، ومر في الجزء الثامن ص 49 و 48 عن أئمة الجرح والتعديل انه کان کذابا وضاعا يتفرد عن الثقات بالموضوعات لا يجوز الاحتجاج بخبره، أحاديثه موضوعة باطلة. وجزم الدارقطني في الافراد بان خالد بن عمرو تفرد بهذا الحديث.

وأخرجه سيف بن عمر، وقد أسلفنا في الجزء الثامن ص 86 و 355 أقوال الحفاظ فيه وانه وضاع، متروک، ساقط، متهم بالزندقة، عامة أحاديثه منکرة لم يتابع عليها.

وفي طرق الحديث مجاهيل منهم: محمد بن يوسف المسمعي. قال الذهبي: لا يدري من هو. وقال العقيلي: لا يتابع علي حديثه. ومنهم: علي بن محمد بن يوسف. قال الضياء:

لم أجد له ولا لشيخه. ومنهم: حبان بن أبي تراب[39] أو: منان بن أبي ثواب[40] أو: قنان ابن أبي أيوب[41] أو: قنار بن أبي أيوب[42] من رجل الغيب لا يعرف اسمه واسم أبيه فضلا عن عرفان شخصيتهما.

ومن الوهم الغريب للطبراني إخراجه الرواية من طريق علي بن محمد بن يوسف المسمعي عن سهل بن يوسف بن سهل بن مالک، وتبعه في ذلک الضياء في المختارة، وقد أخرجها العقيلي من طريق محمد بن يوسف المسمعي والد علي المذکور في إسناد الطبراني

[صفحه 86]

عن حبان، رقبان، رقنار، رمنان، عن خالد بن عمرو الاموي عن سهل، فطبقة علي تستدعي سقط ثلاثة من رجال اسناد الطبراني.

راجع ميزان الاعتدال 3 و 1، الاصابة 90 و 2، لسان الميزان 123:3، ج 261:4، ج 435:5.

13- عن عبادة بن الصامت قال: خلوت برسول الله صلي الله عليه وآله فقلت: أي أصحابک أحب إليک حتي احب من تحب کما تحب؟ فقال: اکتم علي يا عبادة حياتي فقلت: نعم، فقال: أبوبکر، ثم عمر، ثم علي. ثم سکت، فقلت: ثم من يا نبي الله ؟ فقال: من عسي أن يکون بعد هؤلاء إلا الزبير وطلحة وسعد وأبوعبيدة ومعاذ وأبوطلحة وأبو أيوب وأنت يا عبادة وأبي بن کعب وأبوالدرداء وأبومسعود وابن عوف وابن عفان، ثم هؤلاء الرهط من الموالي سلمان وصهيب وبلال وسالم مولي أبي حذيفة، هؤلاء خاصتي وکل أصحابي علي کريم حبيب إلي وإن کان عبدا حبشيا. قال أبوعبدالله الصنابحي: قلت لعبادة: لم يذکر حمزة ولا جعفرا، فقال عبادة: إنهما کانا اصيبا يوم سألت عن هذا إنما کان هذا بآخرة أو کما قال. تاريخ ابن عساکر 38:5، وج 210:7.

قال الاميني: ألا تعجب من نبي العظمة أن يتحاشي عن بيان ما يهم الامة عرفانه ويعهد إلي السائل بأن يکتمه عليه في حياته وهو في اخرياتها؟ أليس هو القائل لعائشة فيما أخرجه الخجندي: إن عليا أحب الرجل إلي وأکرمهم علي. والقائل: أحب الناس إلي من الرجال علي. والقائل: علي أحبهم إلي وأحبهم إلي الله؟

هلا کانت الصحابة يعرفون أحب الناس إليه صلي الله عليه وآله وسلم بعد تلکم الآيات والنصوص النبوية الواردة في مولانا علي أميرالمؤمنين؟ أما صح عن عائشة قولها: والله ما رأيت أحدا أحب إلي رسول الله من علي، ولا في الارض امرأة کانت أحب إليه من امرأته.

وهلا صحح الحفاظ قول بريدة وابي بن کعب: أحب الناس إلي رسول الله صلي الله عليه وآله من الناس فاطمة ومن الرجال علي[43] .

ثم ما الذي أنسي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أعاظم صحابته الذين نزل فيهم القرآن وأثني صلي الله عليه وآله عليهم بما لا يزيد عليه کعمه العباس وأبي ذر وعمار والمقداد وابن مسعود إلي

[صفحه 87]

آخرين من أمثالهم؟ وما الذي بخس حظهم من حب نبيهم الاقدس إياهم مع تلکم الفضائل والفواضل الجمة ولا يدانيهم فيها غيرهم حتي جل المذکورين إن لم نقل کلهم غير سيد العترة؟

أفي وسع الباحث أن يري أبا عبيدة حفار القبور مثلا أحب إلي رسول الله صلي الله عليه وآله من أبي ذر الصديق شبيه عيسي في امة محمد صلي الله عليه وآله هديا وبرا ونسکا وزهدا وصدقا وجدا وخلقا وخلقا؟ من أبي ذر الذي کان صلي الله عليه وآله يدنيه دون أصحابه إذا حضر ويتفقده إذا غاب[44] .

أو من عمار جلدة ما بين عيني رسول الله صلي الله عليه وآله وأنفه. الطيب المطيب الذي ملئ إيمانا إلي مشاشه، الذي خلط الايمان ما بين قرنه إلي قدمه، خلط الايمان بلحمه ودمه، الذي کان مع الحق والحق معه يدور مع الحق أينما دار[45] .

أعوذ بالله من التقول والتحدث بالزعمات بلا تعقل.

14- أخرج ابن عساکر في تاريخه 173:6 من طريق سعيد بن مسلمة بن امية ابن هشام بن عبدالملک بن مروان الاموي عن ابن عمر قال: خرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم أو دخل المسجد وهو آخذ بيد أبي بکر وعمر، أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره، ثم قال: هکذا نبعث يوم القيامة. ورواه الترمذي.

قال الاميني: حذف بدران مهذب تاريخ ابن عساکر إسناد هذه الرواية سترا علي ما فيه من العلل ذاهلا عن أن في ذکر سعيد بن مسلمة غني وکفاية، وإسناده کما في «الميزان» عن سعيد عن إسماعيل بن امية عن نافع عن إبن عمر. قال البخاري في تاريخه: سعيد بن مسلمة عن اسماعيل بن امية فيه نظر، يروي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مناکير. وقال أيضا: منکر الحديث. وقال مرة: ضعيف. وقال يحيي ابن معين: ليس بشيئ. وقال أبوحاتم: ضعيف الحديث منکره. وقال الدارقطني: هو ضعيف الحديث يعتبر به. وقال ابن حبان: فاحش الخطأ، منکر الحديث جدا[46] .

[صفحه 88]

وأخرجه الدارقطني من طريق الحارث بن عبدالله المديني مولي بني سليم عن اسحاق بن محمد الفروي الاموي مولي عثمان عن مالک عن نافع عن ابن عمر. فقال: لا يصح والحارث هذا ضعيف. أقول. واسحاق الاموي وهاه أبوداود جدا وقال:

لو جاء بذلک الحديث عن مالک يحيي بن سعيد لم يحتمل له. وقال النسائي: متروک وقال أيضا: ليس بثقة. وقال الدارقطني: ضعيف وقد روي عنه البخاري ويوبخونه في هذا. وقال الدراقطني أيضا: لا يترک. وقال الساجي: فيه لين. روي عن مالک أحاديث تفرد بها. وقال العقيلي: جاء عن مالک بأحاديث کثيرة لا يتابع عليها. وقال الحاکم:

عيب علي محمد- يعني البخاري- اخراج حديثه وقد غمزوه[47] .

15- أخرج ابن عساکر من طريق سليمان بن بلال بن أبي الدرداء عزيز[48] بن زيد الانصاري عن أبيه انه رأي النبي صلي الله عليه وسلم وأبا بکر عن يمينه وعمر عن يساره فقال:

هکذا نکون، ثم هکذا نموت، ثم هکذا نبعث، ثم هکذا ندخل الجنة. تاريخ ابن عساکر 246:6.

قال الاميني: هذا الاسناد فيه وهم واختلاط من ناحية سليمان أولا فإن بلال بن أبي الدرداء لم يذکر له ولد يروي عنه، ولا يوجد له قط اسم في المعاجم، والصحيح:

سليمان عن بلال عن أبيه، وفي تلک الطبقة غير واحد کلهم يسمون سليمان بين کذاب وضاع، وبين ضعيف ساقط متروک، وبين مجهول منکر لا يعرف.

وفي الاسناد وهم من ناحية بلال ثانيا فانه لم يدرک النبي صلي الله عليه وآله وسلم ولم يرو عنه قال أبوزرعة: في الطبقة التي تلي الصحابة بلال بن أبي الدرداء توفي سنة 92 تا 93 وکان قاضيا علي دمشق في ولاية يزيد وبعده حتي عزله عبد الملک. ولعلک تهتدي بذلک إلي مبلغه من الثقة والدين.

وبقية رجال السند المحذوفة أسمائهم لا نعرف أحدا منهم حتي نعطي النظر حقه، وبمثلها من رواية لا يثبت حق، ولا تعتبر فضيلة.

16- أخرج ابن عساکر في تاريخه 224:4 من طريق الحسن بن محمد بن الحسن

[صفحه 89]

أبي علي الابهري المالکي نزيل دمشق إلي شداد بن أوس مرفوعا: أبوبکر أرأف امتي وأرحمها. وعمر بن الخطاب خير امتي وأعدلها. وعثمان أحيا امتي وأکرمها وأصدقها. وأبوالدرداء أعبد امتي وأتقاها. ومعاوية أحکم امتي وأجودها.

وفي لفظ العقيلي من طريق بشير بن زاذان عن عمر بن صبح عن رکن عن شداد بن أوس مرفوعا: أبوبکر أوزن امتي، و (عمر) حيرامتي، وعثمان أحيي أمتي، و معاوية أحکم امتي. (لسان الميزان 37:2)

وفي لفظ السيوطي نقلا عن العقيلي ايضا: ابوبکر أوزن امتي وأرحمها. وعمر خير امتي وأکملها، وعثمان أحيي امتي وأعدلها، وعلي أوفي امتي وأوسمها، وعبدالله بن مسعود أمين امتي وأوصلها، وأبوذر أزهد امتي وأرقها، وأبوالدرداء أعدل امتي وأرحمها، ومعاوية أحلم امتي وأجودها. (اللئالي 428:1)

قال الاميني: قال الحافظ ابن عساکر: هذا الحديث ضعيف. ونحن علي يقين من ان الباحث بعد ما أوقفناه علي ترجمة رجال الاسناد يحکم بالوضع لا بالضعف کما حکم به الحافظ وإليک الرجال:

1- بشير بن زاذان. ضعفه الدراقطني وغيره، واتهمه ابن الجوزي، وقال ابن معين: ليس بشئ، وذکره الساجي وابن الجارود والعقيلي في الضعفاء، وقال ابن عدي: أحاديثه ليس لها نور، وهو ضعيف غير ثقة، يحدث عن جماعة ضعفاء وهو بين الضعف. وقال ابن حجر في ترجمته بعد ذکر الحديث: ولا يتابع بشير بن زاذان علي هذا ولا يعرف إلا به ولما ذکر له ابن الجوزي حديثا في فضل الصحابة قال: هو المتهم به عندي فإما أن يکون من فعله، أو من تدليسه من الضعفاء. وقال ابن حبان: غلب الوهم علي حديثه حتي بطل الاحتجاج.[49] .

2- عمر بن صبح أبونعيم الخراساني، قال ابن راهويه: أخرجت خراسان ثلاثة لم يکن لهم في الدنيا نظير في البدعة والکذب: جهم بن صفوان. عمر بن صبح. مقاتل بن سليمان. وقال البخاري في التاريخ الاوسط: حدثني يحيي اليشکري عن علي بن جرير سمعت عمر بن صبح يقول: أنا وضعت خطبة النبي صلي الله عليه وسلم وقال أبوحاتم وابن

[صفحه 90]

عدي: منکر الحديث. وقال ابن حبان: يضع الحديث علي الثقات لا يحل کتب حديثه إلا علي وجه التعجب. وقال الازدي: کذاب. وقال الدارقطني: متروک. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ لا متنا ولا اسنادا. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال العقيلي: ليس حديثه بالقائم وليس بالمعروف بالنقل. وقال أبونعيم: روي عن قتادة و مقاتل الموضوعات. ميزان الاعتدال 262:2، تهذيب التهذيب 463:7.

3- رکن الشامي، وهاه ابن المبارک، وقال يحيي: ليس بشئ. وقال النسائي والدارقطني: متروک. وقال أبوأحمد الحاکم: يروي عن مکحول أحاديث موضوعة. وقال ابن الجارود: ليس بثقة. وعن ابن حماد: انه متروک الحديث. وقال عبد الله بن المبارک. لان أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عن عبد القدوس الشامي، وعبد القدوس خير من مائة مثل رکن. تاريخ ابن عساکر 327:5، تاريخ الخطيب 436:8، ميزان الاعتدال 340:1، لسان الميزان 462:2.

هذا شأن إسناد الرواية ونکل النظرة إليها متنا إلي سعة باع الباحث ثقة بوقوفه علي ما فصلناه في أجزاء کتابنا هذا مما تعرف به جلية الحال.

لفظ آخر باسناد آخر:

عن علي بن عبدالله عن علي بن أحمد عن خلف بن عمرو العکبري عن محمد بن إبراهيم عن يزيد الخلال عن أحمد بن القاسم بن مهران عن محمد بن بشير بن زاذان عن عکرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أبوبکر خير امتي وأتقاها، وعمر أعزها وأعدلها، وعثمان أکرمها وأحياها، وعلي ألبها وأوسمها، وأبن مسعود آمنها وأعدلها، وأبوذر أزهدها وأصدقها، وأبوالدرداء أعبدها، ومعاوية أحلمها وأجودها.

قال السيوطي في اللئالي المصنوعة 428:1: في هذا الطريق ايضا مجروحون، و قد خلط بشير بن زاذان في إسناده.

ونحن نقول: لو لم يکن في الاسناد من المجروحين إلا يزيد الخلال لکفاه علة، قال يحيي بن معين: کذاب، وقال أبوسعيد: قد أدرکت يزيد هذا وهو ضعيف قريب مما قال يحيي.[50] وقال أبوداود: ضعيف، وقال الدارقطني: ضعيف جدا، وقال

[صفحه 91]

ابن عدي: ليس بذاک المعروف[51] .

17- عن أنس بن مالک قال: بعث النبي صلي الله عليه وسلم رجلا من أصحابه يقال له سفينة بکتاب إلي معاذ إلي اليمن فلما صار في الطريق إذا بالسبع رابض في وسط الطريق فخاف أن يجوز فيقوم إليه فقال: أيها السبع إني رسول رسول الله إلي معاذ، وهذا کتاب رسول الله. فقام السبع فهرول قدامه غلوة ثم همهم ثم صرخ وتنحي عن الطريق، فمضي بکتاب رسول الله إلي معاذ، ثم رجع بالجواب فإذا هو بالسبع فخاف أن يجوز فقال: ايها السبع إني رسول رسول الله من عند معاذ، وهذا جواب کتاب رسول الله من معاذ. فقام السبع فصرخ ثم همهم ثم تنحي عن الطريق، فلما قدم أخبر رسول الله صلي الله عليه وسلم بذلک فقال: أو تدرون ما قال اول مرة؟ قال: کيف رسول الله وابوبکر وعمر وعثمان وعلي؟ وأما الثاني: فقال: إقرأ رسول الله وأبا بکر وعمر وعثمان وعليا وسلمان وصهيبا وبلالا مني السلام.

(تاريخ ابن عساکر 314:3).

قال الاميني: مثل هذه الرواية التي فيها أعلام النبوة، وکرامة الخلفاء، وفضل جمع من الصحابة لابد من أن تلوکه الاشداق، وتتداوله الالسن، وتکثر روايته في المجامع والاندية، ولا تخص بحافظ الشام بين أئمة الحديث وحفاظه، وقد تفرد به ابن عساکر، وقال ابن بدران في غير موضع: کل ما تفرد به ابن عساکر فهو ضعيف راجع تاريخه ج 236:4، وج 184 و 183: 5، وعلي الرواية نفسها من ملامح الافتعال ما لا يخفي.

وما أعرف هذا السبع بالخلفاء حتي ذکرهم مرتين، وأهدي إليهم السلام علي ترتيب خلافتهم، فکأن علم الغيب القي إلي السباع شطره فعرفوا خلفاء النبي صلي الله عليه وآله وسلم قبل أن يستخلفوا، وعرفت من الصحابة اناسا ليسوا هم في الغارب والسنام، کما انها جهلت باناس هم في الذروة العالية من جلالة الصحبة وعظمتها، فحذفت عمن سلم عليهم أسمائهم وبلغ تزلفها إلي الطبقة الواطئة من الموالي، أو هکذا تکون رشحات عالم الغيب؟ أم

هکذا تخبط السباع خبط عشواء؟ أم هذه کلها جناية الغلو في الفضائل؟.

[صفحه 92]

18- أخرج ابن عساکر في تاريخه 85:2 من طريق احمد بن محمد الانصاري الجبيلي[52] .

عن ابن عمر قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إذا کان يوم القيامة نادي مناد من بطنان العرش:

ان من له عند الله حق فليأت، قلنا: يا رسول الله؟ ومن له علي الله حق؟ قال: من أحب أبا بکر وعمر وعثمان، ومن لم يفضل عليهم أحدا.

قال الاميني: قال ابن عساکر: هذا الحديث غريب جدا والعهدة فيه علي أحمد ابن محمد الجبيلي.

والانصاري ترجمه الذهبي في ميزان الاعتدال 73:1 فقال: ليس بثقة نزل الجزيرة، وهاه ابن حبان وغير واحد. وقال ابن حجر في لسان الميزان 302:1: حديث منکر.

ومتن الحديث کما تري أقوي شاهد علي بطلانه، وانما هو رأي ابن عمر فحسب يشذ عن الکتاب والسنة کما فصلنا القول حوله في الحديث الرابع، فليضرب به عرض الحائط.

19- أخرج ابن عساکر من طريق إبراهيم بن محمد بن أحمد القرميسيني عن انس بن مالک مرفوعا: من أحب أن ينظر إلي إبراهيم عليه السلام في خلته فلينظر إلي أبي بکر في سماحته، ومن أحب أن ينظر إلي نوح في شدته فلينظر إلي عمر بن الخطاب في شجاعته ومن أحب أن ينظر إلي إدريس في رفعته فلينظر إلي عثمان في رحمته، ومن أحب أن ينظر إلي يحيي بن زکريا في جهادته فلينظر إلي علي بن ابي طالب في طهارته.

(تاريخ الشام 251:2)

قال ابن عساکر: هذا الحديث شاذ بالمرة، وفي إسناده جماعة ممن أمرهم مجهول لا يعرف حالهم فلا يوثق بهم وهو إلي الوضع أقرب منه إلي الضعف.اه.

قال الاميني: حذف ابن بدران مهذب التاريخ سند الرواية وهو کما في لسان الميزان 317:4، القرميسيني عن عمر بن علي بن سعيد عن يونس عن محمد بن القاسم عن أبي يعلي عن محمد بن بکار عن ابن أبي ثابت البناني عن أنس.

وقال: قال عقبة: هذا إسناد عمر، وفي إسناده غير واحد مجهول. وقال الذهبي في الميزان 266:2: إسناد مظلم بخبر لم يصح.

[صفحه 93]

20- عن عمر بن عبدالمجيد الميانشي ثنا مسلمة ثنا أبوسعد محمد بن سعيد الريحاني وعاش عشرين ومائة سنة قال: حدثنا: أبو سالم عبدالله بن سالم وعاش مائة وثلاثين سنة، حدثني أبوالدنيا محمد[53] بن الاشج حدثني علي بن أبي طالب رفعه: ما کان رفع ألعرش إلا بحب أبي بکر وعمر وعثمان وعلي. الحديث. قال ابن السمعاني في حديث رواه بالطريق المذکور: هذا حديث باطل ورجاله مجاهيل. لسان الميزان 155:3.

وقال الذهبي: أبو الدنيا الاشج کذاب طرقي. وقال: حدث بقلة حياء بعد الثلاث مائة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فافتضح بذلک وکذبه النقادون، قال الخطيب: علماء النقل لا يثبتون قوله، مات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وللحفاظ فيه وفي بطلان حديثه کلمات ضافية راجع لسان الميزان 134:4 تا 21 140- أخرج العقيلي في الضعفاء من طريق المقري عن عمر بن عبيد البصري أبي حفص الخزاز عن سهيل بن ذکوان المدني عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه: أفضل هذه الامة بعد نبيها أبوبکر ثم عمر ثم عثمان.

قال الاميني: عمر بن عبيد ضعفه أبوحاتم کان بياع الخمر کما ذکره ابن حبان والذهبي[54] وفيه سهيل قال الدوري عن ابن معين: سهيل والعلاء بن عبدالرحمن حديثهما قريب من السواء وليس حديثهما بحجة، وقال: لم يزل أصحاب الحديث يثقون حديثه وقال: ضعيف، وسئل مرة فقال: ليس بذاک، وقال غيره: إنما أخذ عنه مالک قبل التغير. وقال ابوحاتم: يکتب حديثه ولا يحتج به. وذکره ابن حبان في الثقات وقال:

يخطئ. وذکر العقيلي عن يحيي انه قال: هو صويلح وفيه لين.

ميزان الاعتدال 432:1، تهذيب التهذيب 264:4.

22- ذکر القاضي أبويوسف في الآثار ص 207 عن أبي حنيفة: إن رجلا أتي عليا رضي الله عنه فقال: ما رأيت أحدا خيرا منک فقال له: هل رأيت النبي صلي الله عليه وسلم؟ قال: لا. قال: فهل رأيت أبا بکر وعمر رضي الله عنهما؟ قال: لا. قال: لو أخبرتني: انک

[صفحه 94]

رأيت النبي صلي الله عليه وسلم ضربت عنقک، ولو أخبرتني: انک رأيت أبا بکر وعمر لاوجعنک عقوبة.

قال الاميني: إنک لو أمعنت النظر فيما ذکرناه في ترجمة أبي يوسف في ج 8 ص 31 و 30 طبع 1، لاغناک عن مؤنة البرهنة علي تفنيد هذه الرواية وما يجري مجراها.

علي انها مضادة لما ثبت عن رسول الله صلي الله عليه وآله من أن عليا خير البشر وما جاء عنه صلي الله عليه وآله وسلم من تأويل قوله سبحانه: اولئک هم خير البرية. بعلي عليه السلام وشيعته[55] فالرواية مخالفة للکتاب والسنة فأحر بها أن تضرب عرض الجدار. وانها علي طرف نقيض مع نظرية أميرالمؤمنين عليه السلام في نفسه عند مقايستها مع القوم، فهو الذي يقول:

متي وقع الشک في مع الاول حتي صرت اقرن بهذه النظائر. ويقول: لقد تقمصها ابن أبي قحافة وهو يعلم ان محلي منها محل القطب من الرحي. إلي کثير مما يشبه بعضه بعضا من نظائر هذا القول. راجع غير واحد من أجزاء هذا الکتاب.

23- أخرج ابن عدي عن محمد بن نوح، ثنا جعفر بن محمد الناقد، ثنا عمار بن هارون المستملي البصري، ناقزعة بن سويد البصري، عن ابن أبي مليکة، عن ابن عباس رفعه: ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بکر. وفيه: وأبوبکر وعمر مني بمنزلة هارون من موسي.

وأخرجه من طريق ابن جرير الطبري عن بشير بن دحية عن قزعة بن سويد.[56] .

أقول: في الاسناد عمار المستملي الدلال، قال أبوالضريس: سألت ابن المديني عنه فلم يرضه، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. وقال ايضا: يسرق الحديث. وقال العقيلي: قال لي موسي بن هارون: عمار أبوياسر متروک الحديث. وقال الخطيب: سمع منه أبوحاتم ولم يرو عنه وقال: متروک الحديث وقال ابن حبان: ربما أخطأ.

(ميزان الاعتدال 245:2، تهذيب التهذيب 407:7)

وفيه قزعة أبومحمد البصري، قال أحمد: مضطرب الحديث وقال أيضا: شبه المتروک. وقال أبوحاتم: ليس بذاک القوي محله الصدق وليس بالمتين يکتب حديثه ولا يحتج به،

[صفحه 95]

وقال البخاري: ليس بذاک القوي. وقال الآجري: سألت أبا داود عن قزعة فقال: ضعيف کتبت إلي العباس العنبري أسأله عنه فکتب إلي أنه ضعيف، وقال النسائي: ضعيف وقال ابن حبان: کان کثير الخطأ فاحش الوهم، فلما کثر ذلک في روايته سقط الاحتجاج بأخباره، وقال البزار: لم يکن بالقوي. وقال العجلي: فيه ضعيف[57] .

وفي إسناد الطبري بشر بن دحية، ضعفه الذهبي وقال بعد رواية هذا الحديث عنه: هذا کذب ومن بشر؟ وقال: قزعة ليس بشئ[58] .

24- أخرج الحافظ العاصمي في زين الفتي شرح سورة هل أتي من طريق الحاکم أبي أحمد عن أبي ميمون أحمد بن محمد بن ميمون بن کوثر بن حکيم الهمداني بحلب عن إسحاق بن ابراهيم بن الاخيل العبسي عن ميسر[59] بن اسماعيل، عن الکوثر بن حکيم الهمداني عن نافع عن ابن عمر مرفوعا: إن أرأف امتي لها أبوبکر، وإن أجلها في أمر الله لعمر، وان أشدها حياء عثمان، وإن أقضاها لعلي، وان اقرأها لابي، وان أفرضها زيد بن ثابت، وان أصدقها لهجة أبوذر، وان أعلمها بالحلال والحرام لمعاذ بن جبل، وان حبر هذه الامة عبدالله بن عباس، ولکل امة أمين وأمين هذه الامة أبوعبيدة الجراح.

قال الاميني: في الاسناد مجاهيل يروي واحد عن آخر عن کوثر وهو کما قال أبوزرعة: ضعيف. وقال يحيي بن معين: ليس بشيئ. وقال أحمد بن حنبل: أحاديثه بواطيل ليس بشيئ. وقال الدارقطني وغيره مجهول، وقال: ضعيف منکر الحديث، وقال الجوزجاني: لا يحل کتابة حديثه عندي لانه متروک، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، وقال ابن ابي حاتم؟ سألت أبي عنه فقال: ضعيف الحديث، قلت: هو متروک؟

قال: لا، ولا أعلم له حديثا مستقيما وهو ليس بشئ، وقال الساجي: ضعيف. وقال البرقاني والدارقطني: متروک الحديث، وقال الحاکم وأبونعيم: روي أحاديث مناکير

[صفحه 96]

وذکره العقيلي والدولابي وابن الجارود وابن شاهين في الضعفاء، وقال أبوالفتح:ضعيف.[60] .

25- أخرج الحافظ العاصمي في زين الفتي عن سلسلة مجاهيل تنتهي إلي علي بن يزيد عن أبي سعد البقال عن أبي محجن قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن أرأف الناس بهذه الامة ابوبکر الصديق، وأقواها بأمر الله عمر، وأشدها حياء عثمان، وأعلمها بفصل قضاء علي بن أبي طالب، وأعلمها بحساب الفرائض زيد بن ثابت، وأعلمها بناسخ من منسوخ معاذ بن جبل، وأقرأها ابي بن کعب، ولکل امة أمين وأمين هذه الامة أبوعبيدة بن الجراح.

قال الاميني: من رجال الاسناد بعد المجاهيل علي بن يزيد وهو أبوالحسن الکوفي الاکفاني نظرا إلي طبقته، قال أبوحاتم: ليس بقوي منکر الحديث عن الثقات، وقال ابن عدي: أحاديثه لا تشبه أحاديث الثقات وعامة ما يرويه لا يتابع عليه.[61] .

عن أبي سعد البقال الکوفي سعيد بن المرزبان الاعور قال ابن معين: ليس بشئ لا يکتب حديثه، وقال عمرو بن علي: ضعيف الحديث، متروک الحديث، وقال أبوزرعة:

لين الحديث مدلس، وقال البخاري: منکر الحديث، وقال أبوحاتم: لا يحتج بحديثه، وقال النسائي: ضعيف، وقال ايضا، ليس بثقة ولا يکتب حديثه، وقال الدارقطني:

متروک. وقال الساجي: صدوق فيه ضعف، وقال العجلي: ضعيف، وقال ابن حبان: کثير الوهم فاحش الخطأ[62] وقال ابن حجر في الاصابة 174:4: أبوسعيد ضعيف ولم يدرک أبا محجن. عن

أبي محجن الثقفي وما أدراک ما الثقفي: کان يدمن الخمر، منهمکا في الشراب، حده عمر في سبع مرات ونفاه إلي جزيرة في البحر، وبعث معه رجلا فهرب منه، وهو صاحب الشعر الدائر السائر:


إذا مت فادفني إلي جنب کرمة
تروي عظامي بعد موتي عروقها

[صفحه 97]

ولا تدفنني بالفلاة فانني
أخاف إذا مامت أن لا أذوقها


هذا أبومحجن فانظر ماذا تري، وأنت بين أمرين إما أن تأخذ بکتاب الله وفيه قوله تعالي: إن جاءکم فاسق بنبأ فتبينوا[63] وإما أن تجنح إلي ما جاء به القوم من خرافة: الصحابة کلهم عدول. لا يستوي الحسنة ولا السيئة، لا يستوي أصحاب النار و أصحاب الجنة، لا يستوي الخبيث والطيب، أفمن کان مؤمنا کمن کان فاسقا لا يستوون.

26- أخرج الحافظ العاصمي في زين الفتي باسناده عن أبي علي الهروي عن المأمون عن أحمد بن سعد العبادي عن يزيد بن هارون عن عبدالاعلي بن مسافر عن الشعبي عن المصطلقي رجل من بني المصطلق قال: بعثني قومي بنو المصطلق إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم يسألون إلي من يدفعون صدقاتهم بعد وفاته فلقيني علي بن ابي طالب فسألني فقلت:

ارسلني قومي بنو المصطلق إلي رسول الله فسألونه إلي من يدفعون صدقاتهم بعده فقال علي: إذا سألته فأخبرني ما قال لک فأتي رسول الله فأخبره أن قومه أرسلوه يسألونه إلي من يدفعون صدقاتهم بعدک؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إدفعوها إلي أبي بکر فرجع المصطلقي إلي علي فأخبره فقال له علي: ارجع إليه فسائله إن کان أبوبکر يموت إلي من يدفعونها؟ فأتاه فسأله فقال: ادفعوها إلي عمر. فرجع إلي علي فأخبره فقال له علي: ارجع فقل له: إن کان عمر يموت إلي من يدفعونها؟ فقال: ادفعوها إلي عثمان. فرجع إلي علي فأخبره فقال له علي: ارجع فسائله إلي من يدفعونها بعد عثمان، فقال له الرجل: اني لاستحي أن أرجع بعد هذا.

قال الاميني: هلم معي نقرأ صحيفة مما جاء في رجال إسناد هذه الرواية التي تبني عليها وعلي أمثالها الخلافة الاسلامية عند بعض رجالات القوم.

1- أبوعلي الهروي هو أحمد بن عبدالله الجويباري[64] قال ابن عدي: کان يضع الحديث لابن کرام علي ما يريده، فکان ابن کرام يخرجها في کتبه عنه. وقال ابن حبان:

دجال من الدجاجلة، روي عن الائمة الوف حديث ما حدثوا بشئ عنها. وقال النسائي: کذاب. وقال الذهبي: ممن يضرب المثل بکذبه، وقال البيهقي: إني أعرفه

[صفحه 98]

حق المعرفة بوضع الاحاديث علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقد وضع عليه أکثر من ألف حديث وسمعت الحاکم يقول: هو کذاب خبيث ووضع کثيرا في فضائل الاعمال لا تحل رواية حديثه من وجه، وقال الخليلي: کذاب يروي عن الائمة أحاديث موضوعة، وکان يضع لابن کرام أحاديث مصنوعة، وکان ابن کرام يسمعها وکان مغفلا. وقال أبوسعيد النقاش: لا نعرف أحدا أکثر وضعا منه. إلي کلمات اخري لدة هذه.

ميزان الاعتدال 50:1، لسان الميزان 193:1، اللئالي المصنوعة 21:1، الغدير 214:5 ط 2.

2- المأمون بن أحمد السلمي الهروي يروي عنه الجويباري، قال ابن حبان:

دجال. وقال ابن حبان ايضا: سألته متي دخلت الشام؟ قال: سنة خمسين ومأتين، قلت:

فإن هشاما الذي تروي عنه مات سنة خمس وأربعين ومائتين، فقال: هذا هشام بن عمار آخر. ومما وضع علي الثقات (فذکر حديثا) ثم قال: وانما ذکرته ليعرف کذبه لان الاحداث کتبوا عنه بخراسان. وقال أبونعيم: خبيث وضاع يأتي عن الثقات مثل هشام ودحيم بالموضوعات، ومثله يستحق من الله تعالي ومن الرسول ومن المسلمين اللعنة. و

قال الحاکم في المدخل بعد ذکر حديث عنه: ومثل هذه الاحاديث يشهد من رزقه الله أدني معرفة بانها موضوعة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم أو کما قال. وقال الذهبي: أتي بطامات وفضائح. ميزان الاعتدال 4:3، لسان الميزان 7:5.

3- أحمد بن سعد العبادي، لا أعرفه ولم أجد له ذکرا في الکتب والمعاجم.

4- عبدالاعلي بن مسافر) الصحيح: ابن أبي المساور (الزهري أبومسعود الجرار الکوفي نزيل المدائن. قال ابن معين: ليس بشئ. زاد ابراهيم: کذاب، وعن ابن معين ايضا ليست بثقة. وعن علي بن المديني: ضعيف ليس بشئ. وقال ابن عمار الموصلي:

ضعيف ليس بحجة. وقال أبوزرعة: ضعيف جدا، وقال ابوحاتم: ضعيف الحديث يشبه المتروک، وقال البخاري: منکر الحديث، وقال أبوداود: ليس بشئ. وقال النسائي: متروک الحديث. وقال في موضع آخر: ليس بثقة ولا مأمون. وقال ابن نمير: متروک

الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف: وقال الحاکم أبوأحمد: ليس بالقوي عندهم. وقال الساجي: منکر الحديث. وقال أبونعيم الاصبهاني: ضعيف جدا ليس بشئ.

[صفحه 99]

تهذيب التهذيب 48:6.

27- أخرج البخاري في تاريخه الکبير 4 ق 442:2 عن إسحاق بن ابراهيم عن عمرو بن الحارث الزبيدي عن ابن سالم عن الزبيدي قال حميد بن عبدالله عن عبد الرحمن بن أبي عوف، عن ابن عبد ربه عن عاصم بن حميد قال: کان أبوذر يقول: إلتمست النبي صلي الله عليه وسلم في بعض حوائط المدينة فإذا هو قاعد تحت نخلة فسلم علي النبي صلي الله عليه وسلم فقال: ما جاء بک؟ فقال: جئت النبي صلي الله عليه وسلم، فأمره أن يجلس وقال: ليأتينا رجل صالح فسلم أبوبکر، ثم قال: ليأتينا رجل صالح فجاء عمر فسلم، وقال: ليأتينا رجل صالح فأقبل عثمان بن عفان، ثم جاء علي فسلم فرد عليه مثله، ومع النبي صلي الله عليه وسلم حصيات فسبحن في يده فناولهن أبا بکر فسبحن في يده، ثم عمر فسبحن في يده، ثم عثمان فسبحن في يده.

رجال الاسناد:

1- إسحق بن إبراهيم الحمصي المعروف بابن زبريق، قال النسائي: ليس بثقة وقال محمد بن عون: ما أشک أن إسحاق بن زبريق يکذب[65] .

2- عمرو بن الحارث الحم0صي، قال الذهبي: لا تعرف عدالته[66] .

3- عبدالله بن سالم الشامي الحمصي. کان يذمه أبوداود لقوله: أعان علي علي قتل أبي بکر وعمر[67] فالرجل ناصبي لا يصغي إلي قيله وأحسب انه آفة الرواية وهي کما تري يطفح النصب من جوانبها.

4- حميد بن عبدالله أو حميد بن عبدالرحمن، مجهول لا يعرف.

5- ابن عبد ربه، إن کان هو محمد المروزي فهو ضعيف کما في لسان الميزان 244:5، وإن کان غيره فهو مجهول، ونفس البخاري الذي ذکره لا يعرف منه إلا أنه) ابن عبد ربه (ولا يسميه ولا يذکر له غير روايته هذه.

6- عاصم بن حميد الحمصي الشامي، قال البزار: لم يکن له من الحديث ما نعتبر

[صفحه 100]

به حديثه، وقال ابن القطان: لا نعرف انه ثقة[68] .

7- أبوذر الغفاري، أنا لا أدري ان أبا ذر هذا هل هو الذي يقول فيه رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء علي ذي لهجة أصدق من أبي ذر؟ أو الذي يقول فيه عثمان: انه شيخ کذاب، ورآه أهلا لان يهلک في المنفي؟ ولست أدري من الحکم هيهنا هل الذي يخضع لقول النبي صلي الله عليه وآله؟ أو الذي يبرر موقف عثمان ويبرءه عن کل شية، وعلي کل ففي من قبله من رواة السوء کفاية في تفنيد الحديث.

ولعل الباحث بعد قرائة ما سردناه من حديث أبي ذر ومواقفه ونقمته علي عثمان وما جري بينهما لا يذعن قط بهذه الافيکة ولا يصدق أن يکون أبوذر الصادق المصدق هو صاحب هذه الرواية المختلقة.

وهذا الاسناد الملفق من رجال حمص[69] يذکرني قول ياقوت الحموي في معجم البلدان 341:3 قال: ومن عجيب ما تأملته من أمر حمص فساد هوائها وتربتها اللذين يفسدان العقل حتي يضرب بحماقتهم المثل، ان أشد الناس علي علي رضي الله عنه بصفين مع معاوية کان أهل حمص، وأکثرهم تحريضا عليه وجدا في حربه، فلما انقضت تلک الحروب ومضي ذلک الزمان صاروا من غلاة الشيعة، حتي أن في أهلها کثيرا ممن رأي مذهب النصيرية، وأصلهم الامامية الذين يسبون السلف، فقد التزموا الضلال أولا وأخيرا، فليس لهم زمان کانوا فيه علي الصواب.

لفظ آخر باسناد آخر:

أخرج البيهقي عن أبي الحسن علي بن أحمد بن عبدان عن أحمد بن عبيد الصفار عن محمد بن يونس الکديمي عن قريش بن أنس عن صالح بن أبي الاخضر عن الزهري عن رجل يقال له: سويد بن يزيد السلمي (أو: الوليد بن سويد) قال: سمعت أبا ذر يقول:

لا أذکر عثمان إلا بخير بعد شئ رأيته، کنت رجلا أتبع خلوات رسول الله صلي الله عليه وسلم فرأيته يوما جالسا وحده فاغتنمت خلوته فجئت حتي جلست إليه فجاء أبوبکر فسلم عليه ثم جلس عن يمين رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم جاء عمر فسلم وجلس عن يمين أبي بکر،

[صفحه 101]

ثم جاء عثمان فسلم ثم جلس عن يمين عمر، وبين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم سبع حصيات، أو قال تسع حصيات فأخذهن في کفه فسبحن حتي سمعت لهن حنينا کحنين النخل، ثم وضعهن فخرسن، ثم أخذهن فوضعهن في کف أبي بکر فسبحن حتي سمعت لهن حنينا کحنين النخل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعن في يد عمر فسبحن حتي سمعت لهن حنينا کحنين النخل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان فسبحن حتي سمعت لهن حنينا کحنين النخل، ثم وضعهن فخرسن، فقال النبي صلي الله عليه وسلم: هذه خلافة النبوة.[70] .

قال الاميني: هذا الاسناد مضافا إلي ما في رجاله من المجهول والضعيف ومن تغير عقله[71] وأسنده إليه من سمع عنه بعد اختلاطه کما في تهذيب التهذيب 375:8.

فيه: محمد بن يونس الکديمي وقد عرفناک ترجمته في الجزء التاسع 311 ط 1، وانه کذاب وصاع من بيت عرف بالکذب. کان يکذب علي رسول الله صلي الله عليه وآله وعلي العلماء ولعله وضع علي الثقات أکثر من ألف حديث.

اقرأ واعجب من خلافة تدعم بمثل هذه الخزاية، ثم اعجب من حفاظ أخرجوها في تآليفهم محتجين بها ساکتين عنها وهم يعلمون ما فيها من العلل، وإن ربک ليعلم ما تکن صدورهم وما يعلنون.

لفت نظر:

من عجيب ما نراه في هذه الرواية وأمثالها من الموضوعات في مناقب الثلاثة أو الاربعة تنظيم هذا الصف المنضد کالبنيان المرصوص الذي لا اختلاف فيه. فلا يأتي قط أولا إلا أبوبکر، وثانيا إلا عمر، وثالثا إلا عثمان، ورابعا إن کان لهم رابع إلا علي عليه السلام سبحان الله فکأنهم متبانون علي هذا الترتيب، فلا يتقدم أحد أحدا، ولا يتأخر أحد عن أحد، ففي حديث التسبيح: جاء أبوبکر فسلم، ثم جاء عمر فسلم، ثم جاء عثمان فسلم، ثم جاء علي فسلم.

[صفحه 102]

وفي حديث البستان عن أنس: جاء أبوبکر، ثم جاء عمر، ثم جاء عثمان[72] .

وفي حديث بئر أريس عن أبي موسي: جاء أبوبکر، ثم جاء عمر، ثم جاء عثمان[73] .

وفي حديث استيذانهم علي النبي صلي الله عليه وآله وهو مضطجع علي فراشه عن عائشة: استأذن

أبوبکر، ثم جاء عمر فاستأذن، ثم جاء عثمان فاستأذن. راجع ص 274 من الجزء التاسع وفي حديث الفخذ والرکبة: استأذن أبوبکر، ثم جاء عمر فاستأذن، ثم جاء عثمان فاستأذن. کما مر في الجزء التاسع ص 275 و 274 ط 2.

وفي حديث جابر بالاسواف: يطلع عليکم رجل من أهل الجنة فطلع أبوبکر، ثم طلع عمر، ثم طلع عثمان. مجمع الزوائد 57:9.

وفي حديث حائط من حوائط المدينة عن بلال جاء ابوبکر يستأذن، ثم جاء عمر، ثم جاء عثمان. فتح الباري 30:7.

وفي حديث التبشير بالجنة عن عبدالله بن عمر: جاء أبوبکر فاستأذن، ثم جاء عمر فاستأذن، ثم جاء عثمان فاستأذن[74] .

وفي حديث خطبة الزهراء فاطمة سلام الله عليها: جاء أبوبکر، ثم عمر، ثم علي. ذخائر العقبي ص 27.

وفي حديث بناء مسجد المدينة عن عايشة: جاء أبوبکر بحجر فوضعه، ثم جاء عمر بحجر فوضعه، ثم جاء عثمان بحجر فوضعه[75] .

فهل هذا حکم القدر يأتي بهم متتابعين؟ أو قضية التباني طيلة حياة النبي الاقدس صلي الله عليه وآله وسلم فلا يقبلون إلا بهذا الترتيب؟ أو هو من حکم الطبيعة فلا يختلف ولا يتخلف؟ أو أنه من ولائد الاتفاق لکنه لم يتفاوت في أي من الموارد؟ أو أنه من مشتهيات الوضاعين الذين يتحرون ترتيب الفضيلة هکذا؟ ولعل القول بالاخير هو المتعين فحسب

28- عن زيد بن أبي أوفي قال: دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم مسجده. وفي لفظ: خرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم ونحن في مسجد المدينة، فجعل يقول: أين فلان؟ أين

[صفحه 103]

فلان؟ فلم يزل يبعث إليهم ويتفقدهم حتي اجتمعوا عنده فلما توافوا عنده حمد الله وأثني عليه ثم قال: إني محدثکم حديثا فاحفظوه وعوه وحدثوا به من بعدکم، إن الله عزوجل اصطفي من خلقه خلقا ثم تلا: والله يصطفي من الملائکة رسلا ومن الناس خلقا يدخلهم الجنة، واني أصطفي منکم من أحب أن أصطفيه ومواخ بينکم کما آخي الله عزوجل بين ملائکته، فقم يا أبا بکر فقام فجثا بين يديه فقال: إن لک عندي يدا الله يجزيک بها، فلو کنت متخذا خليلا لا تخذتک خليلا، فأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي، وحرک قميصه بيده. ثم قال: ادن يا عمر فدنا منه فقال: لقد کنت شديد الشغب علينا يا أبا حفص فدعوت الله أن يعز الاسلام بک أو بأبي جهل، ففعل الله ذلک بک وکنت أحبهما إلي الله، فأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه الامة، ثم آخي بينه وبين أبي بکر.

ثم دعا عثمان فقال: ادن يا أبا عمرو فلم يزل يدنو منه حتي ألصق رکبتيه برکبتيه فنظر رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي السماء فقال: سبحان الله العظيم. ثلاث مرات. ثم نظر إلي عثمان وکانت أزراره محلولة فزرها رسول الله صلي الله عليه وسلم بيده ثم قال: اجمع عطفي رداءک علي نحرک، إن لک شأنا في أهل السماء، أنت ممن يرد علي حوضي (وفي لفظ: يرد علي يوم القيامة)وأوداجک تشخب دما، فأقول لک: من فعل بک هذا؟ فتقول: فلان وفلان، وذلک کلام جبرئيل إذا هتف من السماء فقال: ألا ان عثمان أمير علي کل مخذول.

ثم دعا عبدالرحمن بن عوف فقال: ادن يا أمين الله أنت أمين الله، وتسمي في السماء:

الامين، يسلطک الله علي مالک بالحق، أما إن لک عندي دعوة وعدتکها وقد أخرتها فقال: خر لي يا رسول الله، قال: حملتني يا عبدالرحمن أمانة ثم قال: إن لک شأنا يا عبدالرحمن أما انه أکثر الله مالک وجعل يقول بيده: هکذا وهکذا، ثم آخي بينه وبين عثمان.

ثم دعا طلحة والزبير فقال: ادنوا مني فدنوا منه فقال لهما: أنتما حواري کحواري عيسي بن مريم ثم آخي بينهما.

ثم دعا عمار بن ياسر وسعدا فقال: يا عمار تقتلک الفئة الباغية، ثم آخي بينهما، ثم دعا عويمر بن زيد أبا الدرداء وسلمان الفارسي وقال: يا سلمان أنت منا اهل البيت

[صفحه 104]

وقد آتاک الله العلم الاول والآخر والکتاب الاول والکتاب الآخر، ثم قال: ألا ارشدک يا أبا الدرداء؟ قال: بلي بأبي أنت وامي يا رسول الله قال: إن تفتقدهم تفقدوک وإن ترکتهم لا يترکوک، وإن تهرب منهم يدرکوک، فاقرضهم عرضک ليوم فقرک، واعلم أن الجزاء أمامک. ثم آخي بينهما.

ثم نظر في وجوه أصحابه فقال: أبشروا وقروا عينا، أنتم أول من يرد علي الحوض وأنتم في أعلي الغرف، ثم نظر إلي عبدالله بن عمر وقال: ألحمد لله يهدي من الضلالة من يحب، ويلبس الضلالة علي من أحب، فقال علي: يا رسول الله لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتک فعلت بأصحابک ما فعلت غيري، فإن کان هذا من سخط علي فلک العتبي والکرامة، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: والذي بعثني بالحق ما أخرتک إلا لنفسي وأنت مني بمنزلة هارون من موسي غير انه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي، قال: يا رسول الله وما أرث منک؟ قال: ما ورثت الانبياء من قبلي. قال: ما ورثته الانبياء من قبلک؟ قال: کتاب ربهم وسنة نبيهم، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي (وأنت أخي ورفيقي)[76] ثم تلا رسول الله صلي الله عليه وسلم: إخوان علي سرر متقابلين. الاخلاء في الله ينظر بعضهم إلي بعض.

قال الاميني: قال أبوعمر في الاستيعاب 191:1 في ترجمة زيد بن أبي أوفي: روي حديث المواخاة بتمامه إلا أن في إسناده ضعفا.

وقال ابن حجر في الاصابة 510:1: روي حديثه ابن ابي حاتم والحسن بن سفيان والبخاري في التاريخ الصغير من طريق ابن شرحبيل عن رجل من قريش عن زيد بن أبي أوفي قال: دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وآله مسجد المدينة فجعل يقول: أين فلان؟ أين فلان؟ فلم يزل يتفقدهم ويبعث إليهم حتي اجتمعوا عنده. فذکر الحديث في إخاء النبي صلي الله عليه وآله ولحديثه طرق عن عبدالله بن شرحبيل، وقال ابن السکن: روي حديثه من ثلاث طرق ليس فيها ما يصح، وقال البخاري: لا يعرف سماع بعضهم من بعض، ولا يتابع عليه، رواه بعضهم عن ابن أبي خالد عن عبدالله بن أبي أوفي ولا يصح.

وقفنا من طرق الرواية الثلاث المعزوة إليها علي طريقين أحدهما طريق أبي اسحاق

[صفحه 105]

ابراهيم بن محمد بن سفيان المجهول عن.

محمد بن يحيي بن اسماعيل السهمي التمار، قال الدارقطني: ليس بالمرضي. عن نصر بن علي الثقة ان کان هو الجهضمي کما هو الظاهر. عن عبدالمؤمن بن عباد، ضعفه أبوحاتم، وقال البخاري: لا يتابع علي حديثه، وذکره الساجي وابن الجارود في الضعفاء[77] عن

يزيد بن سفيان، قال الذهبي: ضعفه ابن معين. وقال النسائي: متروک. وقال شعبة: لو يعطي درهما لوضع حديثا. له نسخة منکرة تکلم فيه ابن حبان. وقال ابن حبان: نسخة مقلوبة لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لکثرة خطائه ومخالفة الثقات في الروايات، وقال العقيلي في الضعفاء: لا يعرف بالنقل ولا يتابع علي حديثه[78] عن


عبدالله بن شرحبيل عن

رجل من قريش. ألله يعلم من الرجل، وهل ولد هو أو لم يخلق بعد، عن زيد بن أبي أوفي.

رجال الطريق الثاني:

عبدالرحيم بن واقد الواقدي الخراساني الراوي عن شعيب الاعرابي، قال الخطيب في تاريخه 85:11: في حديثه مناکير لانها عن الضعفاء والمجاهيل. عن

شعيب بن يوسن الاعرابي من اولئک الضعفاء أو المجاهيل الذين أو عز إليهم الخطيب في عبدالرحيم الواقدي: عن

موسي بن صهيب. قال ابن حجر في اللسان: لا يکاد يعرف، عن

يحيي بن زکريا، قال ابن عدي: کان يضع الحديث ويسرق، وذکر ابن الجوزي حديثا باطلا وقال: هذا حديث موضوع بلا شک والمتهم به يحيي، قال يحيي بن معين: هو دجال هذه الامة[79] عن

عبدالله بن شرحبيل عن رجل من قريش، هذا الانسان الذي تنتهي إليه أسانيد

[صفحه 106]

الرواية ولعله هو آفتها لم يعرف من هو، إن کان قد خلق.

هذه طرق الرواية وتلک نصوص البخاري وابن السکن وأبي عمر وابن حجر علي بطلانها وانها ليس فيها ما يصح، علي أن المؤاخاة بين المهاجرين وقعت بمکة قبل الهجرة والتي حدثت بالمدينة بعد الهجرة بخمسة أشهر، هي المؤاخاة بين المهاجرين والانصار فأبو بکر فيها أخو خارجة بن زيد الانصاري، وعمر أخو عتبان بن مالک، وعثمان أخو أوس بن ثابت، والزبير أخو سلمة بن سلامة، وطلحة أخو کعب بن مالک، وعبدالرحمن بن عوف أخو سعد بن الربيع.[80] .

فقول مختلق الرواية: دخلت علي رسول الله مسجده. أو قوله: خرج علينا رسول الله ونحن في مسجد المدينه. أقوي شاهد علي اختلاقها.

وإن تعجب فعجب إخراج غير واحد من الحفاظ هذه الرواية بين من أرسلها إرسال المسلم محذوف الاسناد کالمحب الطبري في الرياض النضرة 1 ص 13، وبين من أسندها بهذه الطرق الوعرة من دون أي غمز فيها کابن عساکر في تاريخه والعاصمي في زين الفتي، وأعجب من ذلک تدعيم الحجة علي الخصم بها، والرکون إليها في تشييد الاحداث والمبادي الساقطة قال العاصمي: في هذا الحديث من العلم: إن رسول الله صلي الله عليه وسلم أثني علي أبي بکر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وآخا بينهم، وأشار إلي ما يصيب عثمان من القوم، ولم يجعله في ذلک مليما ولا سماه ذميما، فلا ينبغي لمسلم أن يبسط لسانه فيهم بما کان من بعضهم إلي بعض لانه عليه السلام لم يواخ بينهم في الدنيا إلا وهم يکونون اخوة في الآخرة، وفيه من العلم ايضا: ان النبي صلي الله عليه وسلم سمي المرتضي أخا ووارثا ثم بين إرثه وجعلها کتاب الله وسنة الرسول، ولم يجعل فدک وخيبر إرثا منه، تبين من ذلک بطلان قول الرافضة والله المستعان. اه

ومن العجب جدا حسبان العاصمي انفتاح بابين من العلم له من هذه الرواية الباطلة، وأي علم هذا مصدره شکوک وأوهام وأکاذيب؟ أنا لست أدري کيف راق العاصمي الاحتجاج بمثلها من رواية تافهة فضلا عن أن يستخرج منها کنز علمه الدفين ويرجع إليها في الحکم کأنه يستند إلي رکن وثيق ويغفل أو يغافل عن أنه مرتکن

[صفحه 107]

إلي شفا جرف هار، علي أنا فندنا في أجزاء کتابنا هذا أکثر ما فيها من الفضائل.

ثم إن هذه المقولات التي تضمنتها الرواية علي فرض صدورها کانت بمشهد ومسمع من الصحابة، أو سمعها علي الاقل کثيرون منهم، ومن اولئک السامعين الذين وعوها طلحة والزبير وعمار، فلماذا لم يرجع إليها أحد منهم يوم تشديد الوطئة علي عثمان، وفي الحصارين، وحول واقعة الدار؟ فهل اتخذوها ظهريا يومئذ مستخفين بها؟ حاشاهم وهم الصحابة العدول کما يزعمون، أو أنهم نسووها کما نسيت مثلها امهم عائشة من حديث الحوأب[81] فلم يذکروها حتي وضعت الفتنة أوزارها، وهذا کما تري ولعله لا يفوه به ذو مسکة.

وأما العلم الثاني الذي استخرج کنزه العاصمي من حصر ارث أميرالمؤمنين علي من رسول الله بالکتاب والسنة، وفند حديث فدک وخيبر، وشنع علي الشيعة بذلک فأتفه مما قبله فإن الشيعة لا تدعي لامير المؤمنين عليه السلام الارث المالي ولا ادعاه هو صلوات الله عليه لنفسه يوم کان يطالبهم بفدک، وإنما کان يبغيها لانها حق لابنة عمه الصديقة الطاهرة سواء کانت نحلة لها من أبيها کما هو الصحيح أو إرثا علي اصول المواريث التي جاء بها الکتاب والسنة علي تفصيل عسي أن نتفرغ له، في غير هذا الموضع من الکتاب، فمؤاخذة الشيعة بتلک المزعمة المختلقة تقول عليهم، وما أکثر ما افتعلت عليهم الاکاذيب، فإن ما تدعيه الشيعة من إرث الامام عليه السلام عن مخلفه ومشرفه صلي الله عليه وآله لا يشذ عما اجمعت عليه أهل السنة، وهو من براهين الخلافة له عليه السلام قال الحاکم: لا خلاف بين أهل العلم ان ابن عم لا يرث من العم فقد ظهر بهذا الاجماع ان عليا ورث العلم من النبي دونهم[82] فهذه الوراثة الخاصة لعلي عليه السلام من بين الامة عبارة اخري عن الخلافة عنه صلي الله عليه وآله وسلم التي من أجلها کان ترث الاوصياء الانبياء.

29- في الصحيحين[83] من حديث محمد بن مسکين البصري عن يحيي بن حسان البصري عن سليمان بن بلال عن شريک بن أبي نمر عن سعيد بن المسيب عن أبي موسي

[صفحه 108]

عند الاشعري قال: توضأت في بيتي ثم خرجت فقلت: لاکونن اليوم مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فجئت المسجد فسألت عنه فقالوا: خرج وتوجه هيهنا، فخرجت في اثره حتي جئت بئر أريس فمکث بابها حتي علمت أن النبي صلي الله عليه وسلم قد قضي حاجته وجلس، فجئته فسلمت عليه فإذا هو قد جلس علي قف[84] بئر أريس[85] فتوسطه ثم دلي رجليه في البئر وکشف عن ساقيه فرجعت إلي الباب وقلت: لاکونن بواب رسول الله صلي الله عليه وسلم فلم أنشب أن دق الباب فقلت: من هذا؟ قال: أبوبکر: قلت: علي رسلک، وذهبت إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقلت:

يا رسول الله هذا أبوبکر يستأذن، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، قال: فخرجت مسرعا حتي قلت لابي بکر: ادخل ورسول الله صلي الله عليه وسلم يبشرک بالجنة، قال: فدخل حتي جلس إلي جنب النبي صلي الله عليه وسلم في القف علي يمينه ودلي رجليه وکشف عن ساقيه کما صنع النبي صلي الله عليه وسلم قال: ثم رجعت وقد کنت ترکت أخي يتوضأ وقد کان قال لي:

أنا علي إثرک، فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا يأت به، قال: فسمعت تحريک الباب، فقلت: من هذا؟ قال: عمر. قلت: علي رسلک، قال: وجئت النبي صلي الله عليه وسلم فسلمت عليه وأخبرته، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، قال: فجئت وأذنت له وقلت له: رسول الله صلي الله عليه وسلم يبشرک بالجنة، قال: فدخل حتي جلس مع رسول الله علي يساره، وکشف عن ساقيه ودلي رجليه في البئر کما صنع النبي صلي الله عليه وسلم وأبوبکر قال: ثم رجعت فقلت:

إن يرد الله بفلان خيرا يأت به، يريد أخاه، فإذا تحريک الباب، فقلت: من هذا، قال: عثمان بن عفان، قلت: علي رسلک، وذهبت إلي رسول الله فقلت: هذا عثمان يستأذن، فقال: ائذن له وبشره بالجنة علي بلوي تصيبه، قال: فجئت فقلت: رسول الله صلي الله عليه وسلم يأذن لک ويبشرک بالجنة علي بلوي أو بلاء يصيبک، فدخل وهو يقول: الله المستعان فلم يجد في القف مجلسا فجلس وجاههم من شق البئر، وکشف عن ساقيه ودلاهما في البئر کما صنع أبوبکر وعمر رضي الله عنهما، قال سعيد بن المسيب: فأولتها قبورهم اجتمعت وانفرد عثمان. قال الاميني: نحن لا نناقش في إسناد هذه الرواية للاضطراب الواقع فيه، فانها

[صفحه 109]

تروي عن أبي موسي الاشعري کما سمعت، وعن زيد بن أرقم وهو صاحب القصة فيما أخرجه البيهقي في الدلائل، وعن بلال وهو البواب في القضية فيما أخرجه أبوداود، وعن نافع بن عبد الحرث وهو البواب، کما في إسناد أحمد في المسند 408:3. ولا نضعفه لمکان البصريين الذين لهم قدم وقدم في اختلاق الحديث ووضع الطامات علي الرسول الامين صلي الله عليه وآله، ولا نؤاخذ من رجاله سليمان بن بلال بقول ابن أبي شيبة:

إنه ليس ممن يعتمد علي حديثه[86] ولا نزيفها لمکان ابن أبي نمر لقول النسائي وابن الجارود: إنه ليس بالقوي، وقول ابن حبان: ربما أخطأ، وقول ابن الجارود أيضا:

کان يحيي بن سعيد لا يحدث عنه. وقول الساجي: کان يري القدر[87] ولا نغمز فيها بمکان سعيد بن المسيب الذي مر الايعاز إلي ترجمته في الجزء الثامن ص 9، ولا نتکلم في منتهي السلسة أبي موسي الاشعري الصحابي، إذ الصحابة کلهم عدول عند القوم، وإن لا يسعنا الاخبات إلي مثل هذا الرأي البهرج المحدث والصفح عن قول الامام الطاهر أميرالمؤمنين عليه السلام الوارد في أبي موسي الاشعري وصاحبه عمرو بن العاص: ألا إن هذين الرجلين اللذين اخترتموهما حکمين قد نبذا حکم القرآن وراء ظهورهما، وأحييا ما أمات القرآن، وأماتا ما أحيي القرآن، واتبع کل واحد منهما هواه بغير هدي من الله فحکما بغير حجة بينة، ولا سنة ماضية، واختلفا في حکمهما، وکلاهما لم يرشد، فبرئ الله منهما ورسوله وصالح المؤمنين[88] فأي جرح أعظم من هذا؟ وأي عدل يتصور في الرجل عندئذ؟

ولا نقول ايضا بان عناية القوم بتخصيص الخلفاء الثلاث من بين الصحابة بالبشارة بالجنة، وإکثارهم وضع الرواية واختلاق القصص فيها تنبأنا عن أسرار مستسرة ونحن لا نميط الستار عنها، ولا تسألوا عن أشياء إن تبد لکم تسؤکم.

وإنما نقول: إن هذه البشارة الصادرة من الصادع الکريم إن سلمت، وکان المبشر مصدقا عند سامعيها، فلماذا کان عمر يسأل حذيفة اليماني- صاحب السر المنکون

[صفحه 110]

في تمييز المنافقين- عن نفسه وينشده الله أمن القوم هو؟ وهل ذکر في المنافقين؟ وهل عده رسول الله منهم[89] والسائل جد عليم بأن المنافقين في الدرک الاسفل من النار، فهل يمکننا الجمع بين هذا السؤال المتسالم عليه وبين تلک البشارة؟ لاها الله.

وهل يتأتي الجمع بين تلک البشارة وبين ما صح عن عثمان من حديث[90] اعتذاره عن خروجه إلي مکة أيام حوصر بقوله: إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: يلحد بمکة رجل من قريش عليه نصف عذاب هذه الامة من الانس والجن فلن أکون ذلک الرجل؟ فهل هذا مقال من وثق بايمانه بالله وبرسوله وإطمأن به وعمل صالحا ثم اهتدي فضلا عمن بشر بالجنة بلسان النبي الصادق الامين؟.

30- أخرج البيهقي في الدلائل من حديث عبدالاعلي بن أبي المساور عن إبراهيم ابن محمد بن حاطب عن عبدالرحمن بن بجيد[91] عن زيد بن أرقم قال: بعثني رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: انطلق حتي تأتي أبا بکر فتجده في داره جالسا محتبيا فقل: إن رسول الله صلي الله عليه وسلم يقرأ عليک السلام ويقول: أبشر بالجنة، ثم انطلق حتي تأتي الثنية فتلقي عمر راکبا علي حمار تلوح صلعته فقل: إن رسول الله يقرأ عليک السلام ويقول: أبشر بالجنة، ثم انصرف حتي تأتي عثمان فتجده في السوق يبيع ويبتاع فقل: إن رسول الله صلي الله عليه وسلم يقرأ عليک السلام ويقول: أبشر بالجنة بعد بلاء شديد، فذکر الحديث في ذهابه إليهم فوجد کلا منهم کما ذکر رسول الله صلي الله عليه وسلم، وکلا منهم يقول: أين رسول الله؟ فيقول: في مکان کذا وکذا، فيذهب إليه، وإن عثمان لما رجع قال: يا رسول الله وأي بلاء يصيبني؟ والذي بعثک بالحق ما تغيبت (وفي لفظ: ما تغنيت) ولا تمنيت ولا مسست ذکري بيميني منذ بايعتک، فأي بلاء تصيبني؟ فقال: هو ذاک.

قال الاميني: إن الباحث في غني عن عرفان رجال اسناد الرواية بعد وقوفه علي ما أسلفناه في هذا الجزء ص 74 في ترجمة عبدالاعلي بن أبي المساور من أنه کذاب

[صفحه 111]

خبيث دجال وضاع روي عن الائمة آلاف أحاديث ما حدثوا بشيئ منها، ولا يعرف أحد أکثر وضعا منه، وهو ممن يضرب المثل بکذبه.

فمثل هذا الاسناد يوصف في مصطلح الفن بالوضع لا بالضعف کما وصفه البيهقي بذلک راجع فتح الباري 29:7.

31- أخرج ابن عساکر في تاريخه 312:4 من طريق أبي عمرو الزاهد عن علي بن محمد الصائغ عن أبيه انه قال: رأيت الحسين وقد وفد علي معاوية زائرا فاتاه في يوم جمعة وهو قائم علي المنبر خطيبا فقال له رجل من القوم: يا أميرالمؤمنين ائذن للحسين يصعد المنبر، فقال له: معاوية: ويلک دعني أفتخر فحمد الله وأثني عليه ثم قال: سألتک بالله يا أبا عبدالله أليس أنا ابن بطحاء مکة؟ فقال: اي والذي بعث جدي بالحق بشيرا، ثم قال: سألتک بالله يا أبا عبدالله أليس أنا خال المؤمنين؟ فقال اي والذي بعث جدي نبيا، ثم قال: سألتک بالله يا أبا عبدالله أليس أنا کاتب الوحي؟ فقال: اي والذي بعث جدي نذيرا، ثم نزل معاوية وصعد الحسين بن علي فحمد الله بمحامد لم يحمده الاولون والآخرون بمثلها، ثم قال: حدثني أبي عن جدي عن جبرئيل عن الله تعالي ان تحت قائمة کرسي العرش ورقة آس خضراء مکتوب عليها: لا إله إلا الله محمد رسول الله، يا شيعة آل محمد لا يأتي أحدکم يوم القيامة يقول: لا إله إلا الله ادخله الله الجنة، فقال له معاوية: سألتک بالله يا أبا عبدالله من شيعة آل محمد؟ فقال: الذين لا يشتمون الشيخين أبا بکر وعمر، ولا يشتمون عثمان، ولا يشتمون أبي، ولا يشتمونک يا معاوية.

قال الاميني: قال ابن عساکر: هذا حديث منکر، ولا أري إسناده متصلا إلي الحسين. ونحن نقول: إنه کذب صراح وإسناده متفکک العري واهي الحلقات، أما أبوعمرو الزاهد فهو الکذاب صاحب الطامات والبلايا الذي ألف جزؤا في مناقب معاوية من الموضوعات کما أسلفناه في الجزء الخامس ص 226 توفي سنة 345. وأما شيخه علي الصائغ فهو ضعيف جدا وصفه بهذا الخطيب في تاريخه 222:3، وضعفه الدارقطني کما في لسان الميزان 489:2.

وأما والده فهو مجهول لا يذکر بشيئ وهو في طبقة من يروي عن مالک المتوفي سنة 179.

[صفحه 112]

فأين وأني رأي سيدنا الحسين عليه السلام المستشهد سنة 61؟ وکيف أدرک معاوية الذي هلک سنة 60؟ وهل کانت الرؤية والادراک طيف خيال أو يقظة؟

ثم لو صدقنا الاحلام فإن مقتضي هذه الاسطورة أن لا يکون معاوية من شيعة آل محمد صلي الله عليه وآله الذين يدخلهم الله الجنة لانه کان يقنت بلعن علي أميرالمؤمنين عليه السلام وولديه الامامين سيدي شباب أهل الجنة، إلي جماعة من الصلحاء الابرار، وحسبه ذلک مخزاة، وهذا الامر فيه وفي الطغام من بني أبيه المقتصين أثره وأتباعه المتبعين له علي ذلک شرع سواسيه.

ومن مقتضياتها أيضا خروج مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام عن اولئک الزمرة المرحومة لانه کان يقنت باللعن علي معاوية وحثالة من زبانيته. کبرت کلمة تخرج من أفواههم.

ولازم هذا التلفيق إخراج من نال من عثمان فضلا عمن أجهز عليه وقتله عن شيعة آل محمد وهم أعيان الصحابة ووجوه المهاجرين والانصار العدول کلهم عند القوم فضلا عن التشيع فحسب، وهل يجسر علي هذا التحامل أحد؟ ففي قصاري القول ان أصدق کلمة حول هذه المهزأة انه حديث زور لا مقيل له من الصحة ولا يسوغ الاعتماد عليه.

32- روي الخطيب عن أحمد بن محمد بن أبي بکر الاشناني عن محمد بن يعقوب الاصم عن السري بن يحيي عن شعيب بن إبراهيم عن سيف بن عمر عن وائل بن داود عن يزيد[92] .

البهي عن الزبير مرفوعا: أللهم إنک بارکت لامتي في صحابتي فلا تسلبهم البرکة،

وبارک لاصحابي في أبي بکر فلا تسلبه البرکة، وأجمعهم عليه، ولا تنشر أمره، أللهم وأعز عمر بن الخطاب، وصبر عثمان بن عفان، ووفق عليا، واغفر لطلحة، وثبت الزبير، وسلم سعدا، ووقر عبدالرحمن، وألحق بي السابقين الاولين من المهاجرين والانصار والتابعين بإحسان.

قال الاميني: عقبه الخطيب بقوله: موضوع فيه ضعفاء أشدهم سيف وأوقفناک علي ترجمة السري وشعيب وسيف من رجال الاسناد في الجزء الثامن ص 335 و 144 و 143 و 86 ويکفي کل واحد منهم في اعتلال السند فضلا عن أن يجتمعوا.

[صفحه 113]

33- أخرج الخطيب قال: أخبرنا المبارک بن عبدالجبار أنبأنا أبوطالب العشاري حدثنا أبوالحسن محمد بن عبدالعزيز البردعي حدثنا أبوالحبيش طاهر بن الحسين الفقيه حدثنا صدقة بن هبيرة بن علي الموصلي حدثنا عمر بن الليث حدثنا محمد بن جعفر حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا موسي بن خلف حدثنا حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم بن أبي سعيد الخدري قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ هبط جبرئيل، فقال السلام عليک يا محمد ان الله قد أتحفک بهذه السفرجلة فسبحت السفرجلة في کفه باصناف اللغات فقلنا: تسبح هذه السفرجلة في کفک؟ فقال: والذي بعثني بالحق لقد خلق الله تعالي في جنة عدن ألف ألف قصر، في کل قصر ألف ألف مقصورة، في کل مقصورة ألف ألف سرير، علي کل سرير حوراء، تجري من تحت کل سرير أربعة أنهار، علي کل نهر ألف الف شجرة، في کل شجرة ألف الف غصن، في کل غصن ألف ألف سفرجلة، تحت کل سفرجلة ألف ألف ورقة، تحت کل ورقة ألف ألف ملک، لکل ملک ألف الف جناح، تحت کل جناح ألف ألف رأس، في کل رأس ألف ألف وجه، في کل وجه ألف الف فم، في کل فم ألف ألف لسان، تسبح الله بألف ألف لغة، لا يشبه بعضها بعضا، ثواب ذلک التسبيح لمحبي أبي بکر وعمر وعثمان وعلي.

قال السيوطي في اللئالي 388:1: موضوع، صدقة يحدث عن المجاهيل، ومحمد بن جعفر ترک أحمد التحديث عنه، وموسي متروک.

ونحن نقول: لعل رواية هذه السفسطة وأمثالها هي التي جعل المؤتمن الساجي سيئ الرأي في شيخ الخطيب المبارک بن عبدالجبار فرماه بالکذب وصرح بذلک کما في لسان الميزان 10:5 وهي التي تعرفک بقية رجال الاسناد، والعاقل قط لا يثق بمن تکون هذه روايته، وإليک البيان.

1- أبوطالب العشاري محمد بن علي بن الفتح، ذکر الذهبي له في الميزان أحاديث حکم بوضعها فقال: قبح الله من وضعه، والعتب إنما هو علي محدثي بغداد کيف ترکوا العشاري يروي هذه الاباطيل. وقال بعد ذکر توثيق الخطيب إياه: ليس بحجة. راجع ميزان الاعتدال 107:2.

2- أبوالحسن البردعي. قال الخطيب في تاريخه 253:2: کتبت عنه وکان فيه

[صفحه 114]

نظر، مع انه لم يخرج عنه من الحديث کبير شئ.

3- ابوالحبيش الفقيه. مجهول لا يعرف.

4- صدقة، مجهول لا يذکر بخير، ولا يعرف بجميل.

5- عمر بن الليث مجهول منکر.

6- محمد بن جعفر هو المدائني، قال أحمد: سمعت منه ولکن لم أرو عنه قط ولا احدث عنه بشئ أبدا، وذکره العقيلي في الضعفاء وحکي قول أحمد، وقال ابن قانع: ضعيف، وقال ابن عبدالبر: ليس هو بالقوي عندهم، وقال أبوحاتم: يکتب حديثه و لا يحتج به.[93] .

7- موسي بن خلف العمي البصري. قال الآجري: ليس بذاک القوي، وعن ابن معين ضعيف. وقال ابن حبان: أکثر من مناکير. وقال الدارقطني: ليس بالقوي يعتبربه.[94] .

8- إبراهيم بن أبي سعيد الخدري، لم يذکر لابي سعيد إبن بهذا الاسم وأحسب ان الصحيح (ابراهيم النخعي عن أبي سعيد الخدري) والله العالم.

34- أخرج النحاس في کتاب معاني القرآن قال: حدثنا أبوعبدالله أحمد بن علي بن سهل قال: حدثنا محمد بن حميد قال: حدثنا يحيي بن الضريس عن زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: إن اعرابيا قام إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع والنبي صلي الله عليه وسلم واقف بعرفات علي ناقته العضباء فقال: إني رجل مسلم فأخبرني عن هذه الآية: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا، اولئک لهم جنات عدن تجري من تحتهم الانهار يحلون فيها من أساور من ذهب و يلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق. الآية.[95] فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ما أنت منهم ببعيد ولا هم ببعيد منک هم هؤلاء الاربعة: أبوبکر وعمر وعثمان وعلي، فاعلم قومک إن هذه الآية نزلت فيهم. ذکره القرطبي في تفسيره 398:10: وقد روينا جميع

[صفحه 115]

ذلک بالاجازة، والحمد لله.

قال الاميني: ألا تعجب من رجل التفسير العظيم يروي بالاجازة مثل هذا الکذب الصراح بالاسناد لواهي، ويحمد ربه علي تحريفه لکلم عن مواضعه وتقوله علي ربه وعلي رسوله صلي الله عليه وآله؟؟ أعوذ بالله من الرواية بلا دراية.

في الاسناد: أحمد بن علي بن سهل المروزي ترجمه الخطيب البغدادي في تاريخه 303:4. ولم يذکر کلمة في الثناء عليه کأنه لا يعرف منه إلا اسمه، وذکره الذهبي في الميزان وذکر له حديثا فقال: أورده ابن حزم وقال: أحمد مجهول.[96] .

وفيه محمد بن حميد أبوعبدالله الرازي التميمي، قال يعقوب بن شيبة: کثير المناکير وقال البخاري: في حديثه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الجوزجاني: ردي المذهب غير ثقة. وقال فضلک الرازي: عندي عن ابن حميد خمسون ألفا لا احدث عنه بحرف. وقال صالح الاسدي: کان کلما بلغه عن سفيان يحيله علي مهران، وما بلغه عن منصور يحيله علي عمرو بن أبي قيس، ثم قال: کل شيئ کان يحدثنا ابن حميد کنا نتهمه فيه. وقال في موضع آخر: کانت أحاديثه تزيد، وما رأيت أحدا أجرأ علي الله منه، کان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضه علي بعض. وقال ايضا: ما رأيت أحدا أحذق بالکذب من رجلين: سليمان الشاذکوني، ومحمد بن حميد کان يحفظ حديثه کله. وقال محمد بن عيسي الدامغاني: لما مات هارون بن المغيرة سألت محمد بن حميد أن يخرج إلي جميع ما سمع فأخرج إلي جزازات فاحصيت جميع ما فيه: ثلاثمائة ونيفا وستين حديثا. قال جعفر: وأخرج ابن حميد عن هارون بعد بضعة عشر ألف حديث. وقال أبوالقاسم ابن أخي أبي زرعة: سألت أبا زرعة عن محمد بن حميد فأومي بإصبعه إلي فمه فقلت له: کان يکذب؟ فقال برأسه: نعم. فقلت له: کان قد شاخ لعله کان يعمل عليه و يدلس عليه، فقال: لا يا بني کان يتعمد، وقال ابونعيم بن عدي: سمعت أبا حاتم الرازي في منزله وعنده ابن خراش وجماعة من مشايخ أهل الري وحفاظهم فذکروا ابن حميد فأجمعوا علي انه ضعيف في الحديث جدا، وانه يحدث بمالم يسمعه، وإنه يأخذ أحاديث اهل البصرة والکوفة فيحدث بها عن الرازيين. وقال أبوالعباس ابن سعيد:

[صفحه 116]

سمعت داود بن يحيي يقول: سمعت ابن خراش يقول: ثنا ابن حميد وکان والله يکذب.

وقال سعيد بن عمرو البرذعي: قلت لابي حاتم: أصح ما صح عندک في محمد بن حميد الرازي أي شيئ هو؟ فقال لي: کان بلغني عن شيخ من الخلقانيين: ان عنده کتابا عن أبي زهير فأتيته فنظرت فيه فإذا الکتاب ليس هو من حديث أبي زهير وهي من حديث علي بن مجاهد فأبي أن يرجع عنه فقمت وقلت لصاحبي: هذا کذاب لا يحسن أن يکذب. قال: ثم أتيت محمد بن حميد بعد ذاک فأخرج إلي ذلک الجزء بعينه فقلت لمحمد بن حميد: ممن سمعت هذا؟ قال: من علي بن مجاهد، فقرأه وقال فيه: ثنا علي ابن مجاهد فتحيرت فأتيت الشاب الذي کان معي فأخذت بيده فصرنا إلي ذلک الشيخ فسألناه عن الکتاب الذي أخرجه إلينا فقال: قد استعاره مني محمد بن حميد. وقال أبوحاتم: فبهذا استدللت علي انه کان يومي إلي أنه أمر مکشوف.

وقال ابن خزيمة: لا يروي عنه، وقال النسائي: ليس بشيئ قال الکتاني: فقلت له: البتة؟ قال: نعم. قلت: ما أخرجت له شيئا؟ قال: لا. وقال في موضع آخر: کذاب وکذا قال ابن وارة، وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالمقلوبات[97] .

فمجمل القول في الرجل انه کذاب مکثر والذي أثني عليه فقد خفي عليه أمره أو کان ذلک قبل ظهور ما ظهر منه من سوء حاله، قال أبوالعباس بن سعيد: سمعت داود بن يحيي يقول: حدثنا عنه أبوحاتم قديما ثم ترکه بآخره. وقال أبوحاتم الرازي سألني يحيي بن معين عن ابن حميد من قبل أن يظهر منه ما ظهر فقال أي شيئ ينقمون منه؟ فقلت: يکون في کتابه شيئ فيقول: ليس هذا هکذا فيأخذ القلم فيغيره، فقال: بئس هذه الخصلة. إلخ. وقال أبوعلي النيسابوري: قلت لابن خزيمة:

لو حدث الاستاذ عن محمد بن حميد فإن أحمد قد أحسن الثناء عليه، فقال: إنه لم يعرفه ولو عرفه کما عرفناه ما أثني عليه أصلا.

35- أخرج ابن عساکر من طريق علي بن محمد بن شجاع الربعي عن عبدالوهاب الميداني الدمشقي عن محمد بن عبدالله بن ياسر عن محمد بن بکار عن محمد بن الوليد عن داود بن سليمان الشيباني عن حازم بن جبلة بن أبي نصرة عن أبيه عن جده عن أبي سعيد

[صفحه 117]

الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لابي بکر وعمر: والله إني لاحبکما بحب الله إياکما، وإن الملائکة لتحبکما بحب الله لکما، أحب الله من أحبکما وصل الله من وصلکما، قطع الله من قطعکما، وأبغض الله من أبغضکما في دنياکما وآخرتکما[98] .

رجال الاسناد:

1- عبدالوهاب الميداني. قال الذهبي نقلا عن الکتاني: کان فيه تساهل، واتهم في لقي أبي علي بن هارون الانصاري، ميزان الاعتدال 160:2.

2- محمد بن عبدالله. في الميزان 85:3: نکرة وحديثه (يعني هذا الحديث) منکر بمرة.

3- محمد بن بکار. نکرة لا يعرف، قال ابن حزم: انه مجهول. وقال الذهبي: صحيح انه مجهول. راجع ميزان الاعتدال 31:3.

4- محمد بن الوليد. احسبه ابن أبان القلانسي. کذاب کان يضع الحديث ومن أباطيله ما مر في هذا الجزء في فضيلة أبي بکر.

5- داود بن سليمان. قال الذهبي: قال الازدي ضعيف جدا. الميزان 318:1.

6- خازم بن جبلة هو ووالده وجده مجاهيل لا يعرفون.

36- أخرج الازدي عن محمد بن عمر الانصاري عن کثير النواء عن زکريا مولي طلحة عن حسن بن المعتمر قال: سئل علي عن أبي بکر وعمر فقال: إنهما من الوفد السابقين إلي الله مع محمد، ولقد سألهما موسي من ربه فأعطاهما محمدا.[99] .

قال الاميني: قال الذهبي في الميزان 113:3: خبر منکر: ضعفه الازدي، أقول: في الاسناد کثير النواء قال ابوحاتم: ضعيف الحديث، بابه سعد[100] بن طريف، و قال الجوزجاني: زائغ. وقال النسائي: ضعيف. وقال في موضع آخر: فيه نظر. وقال

[صفحه 118]

ابن عدي: کان غاليا في التشيع مفرطا فيه. وعن محمد بن بشر العبدي: لم يمت کثير النواء حتي رجع عن التشيع[101] .

وزکريا مولي طلحة وشيخه مجهولان لا يعرفان، هذا ما في الاسناد من العلل و ليس في رجاله ثقة ولا واحد، ومتن الرواية أقوي شاهد علي بطلانها.

37- أخرج أحمد في المسند 193:1 باسناده عن عبدالرحمن بن حميد عن أبيه عن عبدالرحمن بن عوف ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: أبوبکر في الجنة، وعمر في الجنة، و علي في الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبدالرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبوعبيدة ابن الجراح في الجنة.

وبهذا الاسناد أخرجه الترمذي في صحيحه 183 و 182: 13 وعن عبدالرحمن بن حميد عن أبيه عن رسول الله نحوه. والبغوي في المصابيح 277:2.

وأخرج ابوداود في سننه 264:2 من طريق عبدالله بن ظالم المازني قال: سمعت سعيد بن زيد بن عمرو قال: لما قدم فلان الکوفة أقام فلان خطيبا فأخذ بيدي سعيد بن زيد فقال: ألا تري إلي هذا الظالم؟ فأشهد علي التسعة انهم في الجنة (فعدهم) قلت:

ومن العاشر؟ فتلکأ هنيئة ثم قال: أنا.

وأخرج من طريق عبدالرحمن الاخينس انه کان في المسجد فذکر رجل عليا عليه السلام فقام سعيد بن زيد فقال: أشهد علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إني سمعته وهو يقول: عشرة في الجنة: النبي في الجنة، وأبوبکر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وسعد بن مالک في الجنة، وعبدالرحمن بن عوف في الجنة، ولو شئت لسميت العاشر قال: فقالوا: من هو؟ فسکت قال: فقالوا: من هو؟ فقال: هو سعيد بن زيد، وبهذا الاسناد أخرجه الترمذي في جامعه 186 و 183: 13، وابن الديبع في تيسير الوصول 260:3، وذکره بالطريقين المحب الطبري في الرياض النضرة 20:1.

قال الاميني: نحن لا نري في هذه الرواية أهمية کبري تدعم للعشرة المبشرة منقبة

[صفحه 119]

رابية تخص بهم دون المؤمنين بعد ما جاء من البشائر الصادقة في الکتاب العزيز لکل من آمن بالله وعملا صالحا وانه في الجنة.

وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار. البقرة 25

إن الله اشتري من المؤمنين انفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة.

التوبة 111

إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات واخبتوا إلي ربهم فاؤلئک أصحاب الجنة.

هود 23

إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار. الحج 14

إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوي.

السجدة 19

ومن يعمل من الصالحات من ذکر أو انثي وهو مؤمن فاؤلئک يدخلون الجنة.

النساء 124

ومن عمل صالحا من ذکر أو انثي وهو مؤمن فاولئک يدخلون الجنة.

غافر 40

ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار.

الفتح 7

ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الانهار.

الطلاق 11

وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار.

التوبة 72

وما أکثر من يدخل الجنة من امة محمد صلي الله عليه وآله وقد صح عن الصادع الکريم: ان عليا وشيعته هم في الجنة، وبشر صلي الله عليه وآله وسلم بذلک عليا عليه السلام[102] وصح عنه صلي الله عليه وآله قوله: آتاني جبريل فقال: بشر امتک انه من مات لا يشرک بالله شيئا دخل الجنة، قلت: يا جبريل وإن سرق وإن زني؟ قال: نعم. قلت: وإن سرق وإن زني؟ قال: نعم. قلت: وإن سرق وإن زني؟ قال: نعم وإن شرب الخمر[103] .

[صفحه 120]

وصح عنه صلي الله عليه وآله: ابشروا وبشروا من وراءکم: انه من شهد أن لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة.[104] .

وصح عنه صلي الله عليه وآله: والذي نفسي بيده لتدخلن الجنة کلکم إلا من أبي أو شرد علي الله شراد البعير. قيل: يا رسول الله ومن أبي أن يدخل الجنة؟ فقال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار.[105] .

وصح عن جابر. انه سمع النبي صلي الله عليه وآله يقول: إني لارجو أن يکون من تبعني من امتي ربع أهل الجنة قال: فکبرنا ثم قال: أرجو أن يکونوا ثلث الناس. قال: فکبرنا ثم قال: أرجو أن يکونوا الشطر.[106] .

وصح عنه صلي الله عليه وآله: إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من امتي سبعين ألفا بغير حساب ثم يشفع کل الف لسبعين ألفا.[107] إلي صحاح کثيرة لدة هذه. فهؤلاء العشرة المبشرة إن کانوا مؤمنين حقا آخذين بحجزة الکتاب والسنة فهم من آحاد أهل الجنة لا محالة کبقية من أسلم وجهه لله وهو محسن.

وهنالک اناس من الصحابة غير هؤلاء العشرة خصوا بالبشارة بالجنة وبشروا بلسان النبي الاقدس صلي الله عليه وآله منهم عمار بن ياسر وقد جاء عن رسول الله صلي الله عليه وآله عن جبرئيل عليه السلام قوله: بشره بالجنة حرمت النار علي عمار. وقال صلي الله عليه وآله: دم عمار ولحمه حرام علي النار تأکله أو تمسه.

وصح عنه صلي الله عليه وآله قوله: ابشروا آل ياسر موعدکم الجنة. وصح عنه صلي الله عليه وآله: إن الجنة مشتاق إلي أربعة: علي بن ابي طالب، وعمار بن ياسر، وسلمان الفارسي، والمقداد. وفي رواية: اشتاقت الجنة إلي ثلاثة إلي علي وعمار وبلال. (الغدير) 9

وجاء في زيد بن صوحان عدة أحاديث في انه من أهل الجنة. (الغدير 41:9)

وصح من طريق مسلم في عبدالله بن سلام انه من أهل الجنة. (صحيح مسلم 160:7).

[صفحه 121]

وقال صلي الله عليه وآله لعلي: کأن بک وأنت علي حوضي تذود عنه الناس، وان عليه لاباريق مثل عدد نجوم السماء واني وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة اخوانا علي سرر متقابلين، أنت معي وشيعتک في الجنة. (مجمع الزوائد 173:9)

وقال صلي الله عليه وآله لعلي: أنا أول اربعة يدخلون الجنة: أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا، وشيعتنا عن ايماننا وعن شمائلنا. (مجمع الزوائد 174:9)

وصح عنه صلي الله عليه وآله: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. متفق علي صحته. وجاء عنه صلي الله عليه وآله: الحسن والحسين جدهما في الجنة، وابوهما في الجنة، و امهما في الجنة، وعمهما في الجنة، وعمتهما في الجنة، وخالاتهما في الجنة، وهما في الجنة، ومن احبهما في الجنة، أخرجه الطبراني في الکبير والاوسط.

وصح عنه صلي الله عليه وآله: ان جعفر بن أبي طالب في الجنة له جناحان يطير بهما حيث شاء. مجمع الزوائد 9 ص 272.

وصح عنه صلي الله عليه وآله في عمرو بن ثابت الاصيرم: انه لمن أهل الجنة.المجمع 363:9.

وروي عنه من قوله لعبد الله بن مسعود: ابشر بالجنة. أخرجه الطبراني في الاوسط والکبير.

وقال صلي الله عليه وآله: أنا سابق العرب إلي الجنة، وصهيب سابق الروم إلي الجنة، وبلال سابق الحبشة إلي الجنة، وسلمان سابق الفرس إلي الجنة. أخرجه الطبراني وحسنه الهيثمي.

وبشر صلي الله عليه وآله وسلم عمرو بن الجموح انه يمشي برجليه صحيحة في الجنة وکانت رجله عرجاء. أخرجه أحمد ورجاله ثقات.

وبشر صلي الله عليه وآله ثابت بن قيس بانه يعيش حميدا، ويقتل شهيدا، ويدخله الله الجنة. المجمع 9 ص 322.

فما هذا المکاء والتصدية، والتصعيد والتصويب حول رواية العشرة المبشرة وجعلها عنوان کل کرامة لاولئک الرجال واختصاصها بالعناية والحاقها بأسماء العشرة عند ذکرهم، وقصر البشارة بالجنة علي ذلک الرحط فحسب، والصفح عما ثبت في غيرهم من

[صفحه 122]

الذين آمنوا وکانوا يتقون لهم البشري في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لکلمات الله ذلک هو الفوز العظيم؟ فلماذا حصر التبشير بالعشرة؟ وعد القول به من الاعتقاد اللازم کما ذکره أحمد امام الحنابلة في کتاب له إلي مسدد بن مسرهد قال: وأن نشهد للعشرة انهم في الجنة ابوبکر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد و عبدالرحمن وابوعبيدة فمن شهد له النبي صلي الله عليه وآله وسلم بالجنة شهدنا له بالجنة، ولا تتأتي أن تقول: فلان في الجنة وفلان في النار إلا العشرة الذين شهد لهم النبي صلي الله عليه وآله بالجنة (جلاء العينين 118) لماذا هذه کلها؟ لعلک تدري لماذا، ونحن لا يفوتنا عرفان ذلک. ولنا حق النظر في الرواية من ناحيتي الاسناد والمتن.

أما الاسناد فانه کما تري ينتهي إلي عبدالرحمن بن عوف وسعيد بن زيد ولا يرويها غيرهما، وطريق عبد الرحمن ينحصر بعبد الرحمن بن حميد بن عبدالرحمن الزهري عن أبيه عن عبدالرحمن بن عوف تارة وعن رسول الله صلي الله عليه وآله اخري، وهذا اسناد باطل لا يتم نظرا إلي وفاة حميد بن عبدالرحمن فإنه لم يکن صحابيا وإنما هو تابعي لم يدرک عبدالرحمن بن عوف لانه توفي سنة 105[108] عن 73 عاما فهو وليد سنة 32 عام وفاة عبدالرحمن بن عوف أو بعده بسنة، ولذلک يري ابن حجر رواية حميد عن عمر وعثمان منقطعة قطعا[109] وعثمان قد توفي بعد عبدالرحمن بن عوف. فالاسناد هذا لا يصح.

فيبقي طريق الرواية قصرا علي سعيد بن زيد الذي عد نفسه من العشرة المبشرة، وقد رواها في الکوفة؟؟ معاوية کما مر النص علي ذلک في صدر الحديث، ولم تسمع هي منه إلي ذلک الدور المفعم بالهنابث ولا رويت عنه قبل ذلک، فهلا مسائل هذا الصحابي عن سر إرجاء روايته هذه إلي؟ معاوية وعدم ذکره إياها في تلکم السنين المتطاولة عهد الخلفاء الراشدين وکانوا هم وبقية الصحابة في أشد الحاجة إلي مثل هذه الرواية لتدعيم الحجة وحقن الدماء وحفظ الحرمات في تلکم الايام الخالية المظلمة بالشقاق والخلاف، فکأنها اوحيت إلي سعيد بن زيد فحسب يوم تسنم معاوية عرش الملک العضوض.

[صفحه 123]

وفي ظني الاکبر ان سعيد بن زيد لما کان لا يتحمل من مناوئي علي أمير المؤمنين عليه السلام الوقيعة فيه والتحامل عليه، ويجابه بذلک من کان ولاه معاوية علي الکوفة، وکان قد تقاعس عن بيعة يزيد عندما استخلفه أبوه، وأجاب مروان في ذلک بکلمة قارصة[110] .

أخذته الخيفة علي نفسه من بوادر معاوية فاتخذ باختلاقه هذه الرواية ترسا يقيه عن الاتهام بحب علي عليه السلام، وکان المتهم بتلک النزعة يوم ذاک يعاقب بألوان العذاب ويسجن وينکل به ويقتل تقتيلا، فأرضي خليفة الوقت باتحاف الجنة لمخالفي علي عليه السلام والمتقاعسين عن بيعته والخارجين عليه، وجعل رؤسائهم في صف واحد لا يشارکهم غيرهم کأن الجنة خلقت لهم فحسب، ولم يذکر معهم أحدا من موالي علي وشيعته وفيهم من فيهم من سادات أهل الجنة کسلمان وأبي ذر وعمار والمقداد، فنال بذلک رضي الخليفة وکان يعطي لکل باطل مزيف قناطير مقنطره من الذهب والفضة. ولولا الصارم المسلول في البين وکان هو الحاکم الفصل يوم ذاک لما کان يخفي علي أي سعيد وشقي ان متن الرواية يأبي عن قبولها، وان عليا قط لا يجتمع في الجنة مع من خالفه وناوئه وآذاه والضدان لا يجتمعان، وسيرة علي عليه السلام غير سيرة اولئک الرحط، وقد تنازل عن الخلافة يوم الشوري حذرا عن اتباع سيرة الشيخين لما اشترط عليه في البيعة وأنکره بملا فمه، وبعدهما وقع ما وقع بينه وبين عثمان، وما ساءه قتله ولم يشهد بأنه قتل مظلوما، وصحت عنه خطبته الشقشقية، ونادي في الملا: ألا أن کل قطيعة أقطعها عثمان وکل مال أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال[111] وبعده حاربه الناکثان وقاتلاه وقتلا دون مناوئته، فکيف تجمعهم وعليا الجنة؟ أنا لا أدري. أيطمع کل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم؟ کلا.

نظرة في المتن:

ولنا في متن الرواية نظرات وتأملات يزحزحنا عن الاخبات إلي صحتها.

هل عبدالرحمن بن عوف المعزو إليه الرواية وهو أحد العشرة المبشرة کان يعتقد بها ويصدقها ومع ذلک سل سيفه علي علي يوم الشوري قائلا: بايع وإلا تقتل. وقال

[صفحه 124]

لعلي عليه السلام بعد ما تمخضت البلاد علي عثمان: إذا شئت فخذ سيفک وآخذ سيفي، انه قد خالف ما أعطاني. وآلي علي نفسه أن لا يکلم عثمان في حياته أبدا. واستعاذ بالله من بيعته. وأوصي أن لا يصلي عليه عثمان. ومات وهو مهاجر إياه. وکان عثمان يقذفه بالنفاق ويعده منافقا[112] فهل تلائم هذه کلها مع صحة تلک الرواية وإذعان الرجلين بها؟.

وهل أبوبکر وعمر المبشران بالجنة هما اللذان ماتت الصديقة بضعة المصطفي صلي الله عليه وآله وهي وجدي عليهما؟ وهل هما اللذان قالت لهما: إني اشهد الله وملائکته انکما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لاشکونکما إليه. وهل هما اللذان تقول ام السبطين فيهما شاکية نادبة باکية بأعلي صوتها: يا أبت يا رسول الله ماذا لقينا بعدک من ابن الخطاب وابن أبي قحافة. وهل هما اللذان نهبا تراث العترة وحق فيهما قول أمير المؤمنين عليه السلام: صبرت وفي العين قذي وفي الحلق شجي أري تراثي نهبا. وهل أبوبکر هو الذي أوصت فاطمة سلام الله عليها أن لا يصلي عليها، وأن لا يحضر جنازتها، فلم يحضرها هو وصاحبه. وهل هو الذي قالت له کريمة النبي الاقدس الطاهرة المطهرة لادعون عليک في کل صلاة اصليها. وهل هو الذي کشف عن بيت فاطمة وآذي رسول الله فيها[113] والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم. وهل وهل إلي أن ينقطع النفس

وهل کان عمر يصدق هذه الرواية وکان عنده إلمام بها وهو يناشد مع ذلک حذيفة اليماني العالم بأسماء المنافقين ويسأله عن أنه هل هو منهم؟ وهل سماه رسول الله صلي والله عليه وآله وسلم في زمرتهم؟[114] .

وهلا کان علي يقين من هذه البشارة يوم نهي عن التکني بأبي عيسي أيام خلافته وقال له المغيرة: إن رسول الله صلي الله عليه وآله کناه بها فقال: إن النبي غفر له وإنا لا ندري ما يفعل بنا وغير کنيته وکناه أبا عبدالله[115] فکيف کان لم يدر ما يفعل به بعد تلکم البشارة إن صدقت؟

[صفحه 125]

وهلا کان هو الذي قاد عليا کالجمل المخشوش إلي بيعة أبي بکر وهو يقول:

بايع وإلا تقتل ؟ وهلا کان هو الذي أنکر اخوة علي مع رسول الله صلي الله عليه وآله يوم ذاک ، وهي ثابتة له بالسنة الصحيحة المتسالم عليها؟ کما أنه أنکر من السنة شيئا کثيرا نبي عن الحصر.

وهلا کان هو الذي أوصي بقتل من خالف البيعة يوم الشوري؟ وهو جد عليم بأن المخالف الوحيد لذلک الانتخاب المزيف هو علي أميرالمؤمنين «دع هذا» أو أحد غيره من العشرة المبشرة؟ ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما.

وهل کان عثمان يخبت إلي صحة هذه الرواية ويذعن بها وهو يقول بعد لمغيرة ابن شعبة لما کلفه أن يغادر المدينة إلي مکة حينما حوصر به: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: يلحد بمکة رجل من قريش عليه نصف عذاب هذه الامة فلن أکون ذلک الرجل؟[116] وکيف کان لم ير عليا أفضل من مروان؟ ومروان ملعون بلسان رسول الله صلي الله عليه وآله وعلي عليه السلام هو المبشر بالجنة. لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون.

وهل طلحة والزبير هما اللذان قتلا عثمان وألبا عليه وکانا کما قال أمير المؤمنين عليه السلام أهون سيرهما فيه الوجيف، وأرفق حدائهما العنيف، فأجلبا عليه وضيقا خناقه، وهما يريدان الامر لانفسهما، وکانا أول من طعن وآخر من أمر حتي أراقا دمه[117] .

وهل هما اللذان عرفهما الامام مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام بقوله: کل منهما يرجو الامر له ويعطف عليه دون صاحبه، لا يمتان إلي الله بحبل، ولا يمدان إليه بسبب، کل واحد منهما حامل ضب لصاحبه، وعما قليل يکشف قناعه به؟. إلي آخر ما مر في هذا الجزء ص 58.

وهل هما اللذان خرجا علي إمام الوقت المفروضة عليهما طاعته، ونکثا بيعته، وأسعرا عليه نار البغي، وقاتلاه وقتلا وهما أبين مصداق لقول رسول الله صلي الله عليه وآله: من

[صفحه 126]

مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية؟.

وهل هما اللذان قادا جيوش النکث علي قتال سيد العترة، وأخرجا حبيسة رسول الله صلي الله عليه وآله من عقر دارها، وترؤسا الناکثين الذين حث رسول الله صلي الله عليه وآله عليا والعدول من صحابته علي قتالهم، وحضهم علي منابذتهم؟ أفمن آذن نبي العظمة بحربه وقتاله ورآه من واجب الاسلام يعده صلي الله عيه وآله وسلم بعد من أهل الجنة؟ إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الارض ذلک لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم.

وهل الزبير هذا هو الذي صح عن رسول الله صلي الله عليه وآله قوله له: تحارب عليا و أنت ظالم؟ فهل المحارب عليا وهو ظالم إياه مثواه الجنة؟ ورسول الله يقول: أنا حرب لمن حاربه، وسلم لمن سالمه کما جاء في الصحيح الثابت. فما جزاء من يفعل ذلک منکم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلي أشد العذاب، وما الله بغافل عما تعملون.

وهل الزبير هو الذي قال فيه عمر: من يعذرني من أصحاب محمد لولا أني أمسک لفم هذا الشغب لاهلک امة محمد صلي الله عليه وسلم[118] .

وقال له عمر يوم طعن: أما أنت يا زبير فوعق لقس مؤمن الرضا، کافر الغضب، يوما إنسان، ويوما شيطان، ولعلها لو أفضت إليک ظلت يومک تلاطم بالبطحاء علي مد من شعير، أفرأيت إن أفضت إليک فليت شعري من يکون للناس يوم تکون شيطانا؟ ومن يکون يوم تغضب؟ أما وما کان الله ليجمع لک أمر هذه الامة وأنت علي هذه الصفة[119] .

وقال له أيضا: أما أنت يا زبير فوالله ما لان قلبک يوما ولا ليلة، وما زلت جلفا جافيا.[120] .

[صفحه 127]

وهل طلحة هذا هو الذي قتل عثمان، وحال بينه وبين الماء، ومنعه عن أن يدفن في جبانة المسلمين، وقتله مروان أخذا بثار عثمان، وهما بعد من العشرة المبشرة؟ غفرانک اللهم وإليک المصير.

وهل طلحة هذا هو الذي أقام علي أميرالمؤمنين عليه السلام عليه الحجة يوم الجمل باستنشاده إياه حديث الولاية (من کنت مولاه فعلي مولاه) فاعتذر بما اعتذر من نسيانه الحديث، لکنه لم يرتدع بعد عن غيه بمناصرة أميرالمؤمنين مع بيعته إياه، ولا فوض الحق إلي أهله حتي أتي عليه سهم مروان فجرعته منيته وهو الخارج علي إمام وقته أفهل تري الامام والخارج عليه کلا منهما في الجنة؟ وهل طلحة هذا هو الذي نزل فيه قوله تعالي: وما کان لکم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنکحوا أزواجه من بعده أبدا، إن ذلکم کان عندالله عظيما؟ (الاحزاب 53)

نزلت الآية الشريفة لما قال طلحة: أيحجبنا محمد عن بنات عمنا، ويتزوج نساءنا من بعدنا؟ فإن حدث به حدث لنزوجن نساءه من بعده. وقال: إن مات رسول الله صلي الله عليه وسلم لتزوجت عائشة وهي بنت عمي فبلغ ذلک رسول الله فتأذي به فنزلت.

أقبل عليه عمر يوم طعن وقال له: أقول أم أسکت؟ قال: قل فإنک لا تقول من الخير شيئا. قال: أما اني أعرفک منذ اصيبت اصبعک يوم احد والبا بالذي حدث لک، ولقد مات رسول الله صلي الله عليه وسلم ساخطا عليک بالکلمة التي قلتها يوم نزلت آية الحجاب.

قال أبوعثمان الجاحظ: إن طلحة لما انزلت آية الحجاب قال بمحضر ممن نقل عنه إلي رسول الله صلي الله عليه وآله ما الذي يغنيه حجابهن اليوم فسيموت غدا فننکحهن.

قال أبوعثمان: لو قال لعمر قائل: أنت قلت: إن رسول الله صلي الله عليه وآله مات وهو راض عن الستة فکيف تقول الآن لطلحة: إنه مات عليه السلام ساخطا عليک للکلمة التي قلتها لکان قد رماه بمشاقصه، ولکن من الذي کان يجسر علي عمر أن يقول له ما دون هذا فکيف هذا؟[121] .

راجع تفسير القرطبي 228:14، فيض القدير 290. 4، تفسير ابن کثير 506:3، تفسير البغوي 225:5، تفسير الخازن 225:5، تفسير الالوسي 74:22.

[صفحه 128]

وهل سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرة کان مذعنا بالرواية وصدقها وهو القائل لما سئل عن عثمان ومن قتله ومن تولي کبره: إني اخبرک أنه قتل بسيف سلته عائشة وصقله طلحة وسمه ابن أبي طالب، وسکت الزبير وأشار بيده، وأمسکنا نحن ولو شئنا دفعناه عنه؟ فهل هذه کلها تجتمع مع التصديق بتلک الرواية؟ سبحان الذي جمع في جنته الظالم والمظلوم، والقاتل والمقتول، والخليفة والخارجين عليه، إن هي إلا اختلاق.

وهل تصدق في سعد هذه الرواية وهو المتخلف عن بيعة إمام وقته والمتقاعس عن نصرته بعد ما تمت بيعته وأجمعت عليها الامة وأصفقت عليها البدريون والمهاجرون والانصار، وحقت کلمة العذاب علي من نزعها من ربقته؟ أفهل نزل في سعد کتاب من الله أخرجه عن محکمات الاسلام وبشر له بالجنة؟.

وهل يترآي لک من ثنايا التاريخ وراء صحائف أعمال أبي عبيدة الجراح (حفار القبور بالمدينة) ما يأهله لهذه البشارة؟ ويدعم له ما يستحق به للذکر من الفضيلة غير ما قام به يوم السقيفة من دحضه ولاية الله الکبري، وترکاضه وراء الانتخاب الدستوري واقتحامه في تلکم البوائق التي عم شومها الاسلام، وهدت قوائم الوئام والسلام، وجرت الويلات علي امة محمد صلي الله عليه وآله حتي اليوم، وهتکت حرمة المصطفي في ظلم ابنته بضعة لحمه وفلذة کبده، واضطهاد خليفته، واهتضام أخيه علم الهدي؟ فکأنها کانت کلها قربات فأوجبت لابن الجراح الجنة. أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم کالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم؟ ساء ما يحکمون.


صفحه 64، 65، 66، 67، 68، 69، 70، 71، 72، 73، 74، 75، 76، 77، 78، 79، 80، 81، 82، 83، 84، 85، 86، 87، 88، 89، 90، 91، 92، 93، 94، 95، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104، 105، 106، 107، 108، 109، 110، 111، 112، 113، 114، 115، 116، 117، 118، 119، 120، 121، 122، 123، 124، 125، 126، 127، 128.








  1. مسند احمد 31:2 و 38.
  2. سنن الدارمي 84:1، سنن ابن ماجه 15:1، مسند احمد 157:2، ولفظه: جالست ابن عمر سنتين ما سمعته روي شيئا عن رسول الله.
  3. مر البحث عنه في ج 293:6 ط 2.
  4. کتاب العلم لابي عمر 143:2، مختصر کتاب العلم ص 190.
  5. النضخ بالخاء المعجمة کاللطخ فيما يبقي له اثر يقال: نضخ ثوبه بالطيب. والنضح بالمهملة فيما کان رقيقا مثل الماء.
  6. صحيح البخاري 103 و 102: 1، صحيح مسلم 13 و 12: 4، سنن النسائي 141:5.
  7. صحيح البخاري 144:3، صحيح مسلم 61:4، مسند احمد 155 و 129 و 73: 2، وفي تيسير الوصول 1 ص 336: أخرجه الخمسة الا النسائي.
  8. صحيح البخاري 145:3، صحيح مسلم 60:4، سنن أبي داود 312:1، الاجابة للزرکشي ص 115.
  9. راجع سنن ابي داود 312:1، مسند احمد 139 و 70: 2، فتح الباري 473:3.
  10. راجع الخصايص الکبري 119:2، فيض القدير 509:3.
  11. أخرجه البخاري.
  12. صحيح البخاري 74:6 في المغازي، تاريخ الطبري 272:2، سيرة ابن هشام 354:2.
  13. صحيح البخاري 223:7 في تفسير سورة الفتح، تفسير القرطبي 276:16.
  14. راجع صفحة 4 من هذا الجزء.
  15. آخي رسول الله صلي الله عليه وآله بينهما يوم المؤاخاة الاولي:.
  16. کما مر في ص 70.
  17. تهذيب التهذيب 375:8.
  18. تهذيب التهذيب 63:4 تا 66.
  19. ميزان الاعتدال 273:3 وج 226:6.
  20. بضم المعجمة وفتح الموحدة المخففة.
  21. سيرة ابن هشام 21:4، عيون الاثر 169:2، الشفاء للقاضي 2 ص 18.
  22. تجد تفصيل هذه الجمل إلي أمثالها الکثيرة المعربة عن حقيقة ابن العاصي في الجزء الثاني 120 تا 170 ط 2.
  23. بياض في الاصل.
  24. سيرة ابن هشام 45:3، تاريخ ابن عساکر 396:6، عيون الاثر 18:2، تفسير القرطبي 234:4.
  25. تفسير الطبري 262:10، تاريخ ابن عساکر 393:6، تفسير ابن جزي 71:2، تفسير السيوطي، تفسير الخازن 218:2، تفسير الالوسي 59:10.
  26. تفسير الطبري 159:9، تاريخ ابن عساکر 393:3، الکشاف 13:2، تفسير الرازي 379:4، تفسير ابن جزي 65:2، تفسير ابن کثير 37:4، تفسير الخازن 192:2، تفسير الشوکاني 293:2، تفسير الالوسي 204:9.
  27. تفسير النسفي هامش تفسير الخازن 193:2، تفسير الالوسي 206:9.
  28. سيرة ابن هشام 277:1، ج 26:2.
  29. سيرة ابن هشام 94:2، نصب الراية للزيلعي 129:2، وأخرجه البخاري في المغازي 582:2، وفي التفسير بلفظ فلانا وفلانا ولم يسم أحدا تحفظا علي کرامة أبي سفيان وشاکلته.
  30. تفسير الطبري 160 و 159: 9، الکشاف 13:2، تفسير الرازي 397:4، تفسير الخازن 192:2، تفسير الالوسي 204:9.
  31. تفسير الطبري 58:4، وأخرجه الترمذي في جامعه کما في نيل الاوطار للشوکاني 398:2.
  32. شرح ابن ابي الحديد 103 و 102 و 2.
  33. سيرة ابن هشام 117:2.
  34. عني به سيدنا حمزة بن عبدالمطلب.
  35. الجلابيب جمع جلباب: الازار الخشن. کان الکفار من أهل مکة يسمون من أسلم مع النبي صلي الله عليه وآله والجلابيب منهم.
  36. الخطة: الخصلة الرفيعة الضريب: الشبيه. راجع سيرة ابن هشام 22:3.
  37. عقق، أي يا عقق، يريد يا عاق.
  38. تاريخ ابن عساکر 127:6، الاستيعاب 572:2:.
  39. کذا في لسان الميزان 435:5.
  40. کذا في لسان الميزان 123:3.
  41. کذا في الاصابة 90:2.
  42. کذا في لسان الميزان 475:4.
  43. راجع ما أسلفناه في الجزء الثالث ص 21 تا 24 طبع 2.
  44. راجع الجزء الثامن ص 315 تا 326 ط 1، و 308 تا 319 ط 2.
  45. راجع الجزء التاسع ص 20 تا 27 ط 2 و 1.
  46. تاريخ ابن عساکر 174:6، ميزان الاعتدال 391:1، تهذيب التهذيب 83:4.
  47. ميزان الاعتدال 93:1، تهذيب التهذيب 248:1، لسان الميزان 154:2.
  48. کذا في النسخ والصحيح المتسالم عليه: عويمر. هو ابوالدرداء المعروف.
  49. ميزان الاعتدال 152:1، لسان الميزان 37:2.
  50. تاريخ الخطيب 348:14: ميزان الاعتدال 318:3.
  51. لسان الميزان 293:6.
  52. في لسان الميزان الحنبلي.
  53. اسمه عثمان، ومحمد تصحيف.
  54. راجع ميزان الاعتدال 265:2، لسان الميزان 316:4.
  55. راجع ما مر في ج 57:2 ط 2، وج 22:3 ط 2.
  56. ميزان الاعتدال 245:2، لسان الميزان 23:2.
  57. ميزان الاعتدال 347:2.
  58. ميزان الاعتدال 245:2، لسان الميزان 23:2.
  59. کذا والصحيح بشر بن اسماعيل. ولا يهمنا عرفان الصحيح من السقيم في المقام إذ بشر ايضا کميسر مجهول منکر لا يعرف کما في لسان الميزان.
  60. ميزان الاعتدال 359:2، لسان الميزان 491:4.
  61. تهذيب التهذيب 395:7.
  62. تهذيب التهذيب 79:4.
  63. الحجرات: 49.
  64. الجويبار من اعمال الهراة ويعرف بستوق.
  65. تهذيب التهذيب 216:1.
  66. تهذيب التهذيب 14:8.
  67. تهذيب التهذيب 228:5.
  68. تهذيب التهذيب 40:5.
  69. بالکسر ثم السکون والصاد المهملة بلد کبير بين الشام وحلب في نصف الطريق يذکر ويؤنث.
  70. تاريخ ابن کثير 132:6، الخصايص الکبري 74:2.
  71. هو قريش بن أنس المترجم في تهذيب التهذيب لابن حجر.
  72. راجع الجزء الخامس ص 285.
  73. راجع الصحيحين وغيرهما وحسبک تاريخ ابن کثير 204:6.
  74. تاريخ ابن کثير 202:7.
  75. راجع الجزء الخامس ص 287.
  76. هذه الزيادة في بعض الالفاط.
  77. ميزان الاعتدال 156:2، لسان الميزان 76:4.
  78. ميزال الاعتدال 312:3، لسان الميزان 288:6.
  79. لسان الميزان 253:6.
  80. راجع ما اسلفناه من المصادر في الجزء التاسع صفحة 316 طبع 1.
  81. راجع الجزء الثالث ص 188 تا 191 طبع 2.
  82. راجع الجزء الثالث ص 100 طبع 2.
  83. صحيح البخاري 251 و 250: 5 کتاب المناقب، صحيح مسلم 119 و 118: 7 کتاب المناقب.
  84. قف البئر: الدکة التي تجعل حولها.
  85. بستان في قباء قرب المدينة المشرفة.
  86. تهذيب التهذيب 176:4.
  87. تهذيب التهذيب 338:4.
  88. راجع الجزء الثاني ص 131 ط 2.
  89. تاريخ ابن عساکر 97:4، التمهيد للباقلاني ص 196، بهجة النفوس لابن أبي جمرة 48:4، احياء العلوم 129:1، کنز العمال 24:7.
  90. راجع ص 153 من الجزء التاسع ط 1.
  91. بالباء والجيم الموحدتين والدال المهملة کما في التقريب.
  92. کذا والصحيح: عبدالله. هو مولي مصعب بن الزبير.
  93. تهذيب التهذيب 99:9.
  94. تهذيب التهذيب 342:10.
  95. سورة الکهف: 31 و 30.
  96. لسان الميزان 222:1.
  97. تهذيب التهذيب 127:9 تا 131.
  98. لسان الميزان 418:2، ج 229:5.
  99. لسان الميزان 321:5.
  100. سعد بن طريف مفرط في التشيع ضعيف الحديث جدا، قال ابن حبان: کان يضع الحديث راجع تهذيب التهذيب 473:3.
  101. ميزان الاعتدال 352:2، لسان الميزان 321:5، تهذيب التهذيب 411:8.
  102. الغدير 79 و 78: 3 ط 2.
  103. أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وابن حبان عن أبي ذر.
  104. أخرجه احمد والطبراني من طريق أبي موسي الاشعري.
  105. أخرجه الطبراني ورجاله رجال الصحيح کما في مجمع الزوايد 70:10.
  106. أخرجه أحمد والبزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح وکذلک احد اسنادي احمد (مجمع الزوايد 403:10).
  107. راجع مجمع الزوايد 405:10 تا 411.
  108. کما اختاره احمد، والفلاس، والحربي، وابن أبي عاصم، وابن خياط، وابن سفيان، وابن معين.
  109. تهذيب التهذيب 46:3.
  110. تاريخ ابن عساکر 128:6.
  111. راجع الجزء الثامن والتاسع من الغدير فيهما تفصيل ما أوعزنا إليه ههنا.
  112. راجع الجزء التاسع ص 87 ط 1، و 90 ط 2.
  113. مر تفصيل هذه کلها في الجزء السابع.
  114. الغدير 241:6 ط 2.
  115. راجع الغدير 308:6 ط 2.
  116. راجع الغدير 153 و 152: 9 ط 2.
  117. راجع الغدير 103:9 تا 110 ط 2.
  118. راجع الغدير 366:9.
  119. شرح ابن أبي الحديد 62:1.
  120. شرح ابن أبي الحديد 170:3.
  121. شرح ابن أبي الحديد 62:1، ج 170:3.