قتل المعارضين











قتل المعارضين



2179- تاريخ الطبري عن الزهري: قام طلحة والزبير خطيبين فقالا: يا أهل البصرة! توبة بحوبة، إنّما أردنا أن يُستعتب أميرالمؤمنين عثمان، ولم نرِد قتله، فغلب سفهاءُ الناس الحلماءَ حتي قتلوه.

فقال الناس لطلحة: يا أبا محمّد، قد کانت کتبک تأتينا بغير هذا، فقال الزبير: فهل جاءکم منّي کتاب في شأنه؟ ثمّ ذکر قتل عثمان وما أتي إليه وأظهر عيب عليّ. فقام إليه رجل من عبد القيس فقال: أيّها الرجل! أنصِت حتي نتکلّم، فقال عبداللَّه بن الزبير: ومالک وللکلام؟ فقال العبدي:

يامعشر المهاجرين، أنتم أوّل من أجاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فکان لکم بذلک فضل، ثمّ دخل الناس في الإسلام کما دخلتم، فلمّا توفّي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بايعتم رجلاً منکم، واللَّه ما استأمرتمونا في شي ء من ذلک، فرضينا واتّبعناکم، فجعل اللَّه عزّ وجلّ للمسلمين في إمارته برکة، ثمّ مات واستخلف عليکم رجلاً منکم فلم تشاورونا في ذلک، فرضينا وسلّمنا، فلمّا توفّي الأمير جعل الأمر إلي ستّة نفر،

[صفحه 187]

فاخترتم عثمان وبايعتموه عن غير مشورة منّا؛ ثمّ أنکرتم من ذلک الرجل شيئاً فقتلتموه عن غير مشورة منّا، ثمّ بايعتم عليّاً عن غير مشورة منّا، فما الذي نقمتم عليه فنقاتله؟ هل استأثر بفَي ء؟ أو عمل بغير الحقّ؟ أو عمل شيئاً تُنکرونه فنکون معکم عليه؟ وإلّا فما هذا؟ فهمّوا بقتل ذلک الرجل، فقام من دونه عشيرته، فلمّا کان الغد وثبوا عليه وعلي من کان معه، فقتلوا سبعين رجلا.[1] .



صفحه 187.





  1. تاريخ الطبري: 469:4، الکامل في التاريخ: 320:2 وراجع أنساب الأشراف: 28:3.