مصالحة والي البصرة والناكثين











مصالحة والي البصرة والناکثين



2167- الجمل: ثمّ إنّهم تداعوا إلي الصلح، ودخل بينهم الناس لما رأوا من عظيم ما ابتُلوا به، فتصالحوا علي أنّ لعثمان بن حنيف دار الإمارة والمسجد وبيت المال، ولطلحة والزبير وعائشة ما شاؤوا من البصرة ولا يهاجون حتي يقدم أميرالمؤمنين عليه السلام، فإن أحبّوا عند ذلک الدخول في طاعته، وإن أحبّوا أن يقاتلوا، وکتبوا بذلک کتاباً بينهم، وأوثقوا فيه العهود وأکّدوها، وأشهدوا الناس علي ذلک، ووُضع السلاح، وأمن عثمان بن حنيف علي نفسه وتفرّق الناس عنه.[1] .

2168- شرح نهج البلاغة عن أبي مخنف- في بيان نصّ معاهدة الصلح-: هذا ما اصطلح عليه عثمان بن حنيف الأنصاري ومن معه من المؤمنين من شيعة أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب، وطلحة والزبير ومن معهما من المؤمنين والمسلمين من شيعتهما؛ أنّ لعثمان بن حنيف دار الإمارة والرحبة والمسجد وبيت المال والمنبر، وأنّ لطلحة والزبير ومن معهما أن ينزلوا حيث شاؤوا من البصرة، ولا يضارّ بعضهم بعضاً في طريق ولا فُرْضة[2] ولا سوق ولا شرعة ولا مرفق حتي يقدم أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب، فإن أحبّوا دخلوا فيما دخلت فيه الاُمّة، وإن أحبّوا لحق کلّ قوم بهواهم وما أحبّوا من قتال أو سلم أو خروج أو إقامة، وعلي الفريقين بما کتبوا عهد اللَّه وميثاقه، وأشدّ ما أخذه علي نبيّ من

[صفحه 180]

أنبيائه من عهد وذمّة. وختم الکتاب، ورجع عثمان بن حنيف حتي دخل دار الإمارة، وقال لأصحابه: الحقوا رحمکم اللَّه بأهلکم، وضعوا سلاحکم، وداووا جرحاکم، فمکثوا کذلک أيّاماً.[3] .



صفحه 180.





  1. الجمل: 279 وراجع المناقب لابن شهر آشوب: 150:3 وتاريخ خليفة بن خيّاط: 136.
  2. الفُرْضة: المَشْرَعة (لسان العرب: 206:7).
  3. شرح نهج البلاغة: 319:9.