مخالفة الوالي منابذة الناكثين











مخالفة الوالي منابذة الناکثين



2165- شرح نهج البلاغة عن ابن عبّاس: إنّ الزبير وطلحة أغذّا السير بعائشة حتي انتهوا إلي حفر أبي موسي الأشعري وهو قريب من البصرة ، وکتبا إلي عثمان بن حنيف الأنصاري- وهو عامل عليّ عليه السلام علي البصرة- أن أخلِ لنا دار الإمارة، فلمّا وصل کتابهما إليه بعث [إلي][1] الأحنف بن قيس فقال له: إنّ هؤلاء القوم قدموا علينا ومعهم زوجة رسول اللَّه، والناس إليها سراع کما تري.

فقال الأحنف: إنّهم جاؤوک بها للطلب بدم عثمان، وهم الذين ألّبوا علي عثمان الناسَ، وسفکوا دمه، وأراهم واللَّه لا يُزايلون[2] حتي يُلقوا العداوة بيننا ويسفکوا دماءنا، وأظنّهم واللَّه سيرکبون منک خاصّة ما لا قِبَل لک به إن لم تتأهّب لهم بالنهوض إليهم فيمن معک من أهل البصرة؛ فانّک اليوم الوالي عليهم، وأنت

[صفحه 177]

فيهم مطاع، فسِر إليهم بالناس، وبادرهم قبل أن يکونوا معک في دار واحدة؛ فيکون الناس لهم أطوع منهم لک.

فقال عثمان بن حنيف: الرأي ما رأيت، لکنّني أکره الشرّ وأن أبدأهم به، وأرجو العافية والسلامة إلي أن يأتيني کتاب أمير المؤمنين ورأيه فأعمل به.

ثمّ أتاه بعد الأحنف حکيمُ بن جبلّة العبدي من بني عمرو بن وديعة، فأقرأه کتاب طلحة والزبير، فقال له مثل قول الأحنف، وأجابه عثمان بمثل جوابه للأحنف، فقال له حکيم: فأْذن لي حتي أسير إليهم بالناس، فإن دخلوا في طاعة أميرالمؤمنين وإلّا نابذتهم علي سواء، فقال عثمان: لو کان ذلک رأيي لسرت إليهم بنفسي. قال حکيم: أما واللَّه إن دخلوا عليک هذا المصر لينتقلنّ قلوب کثير من الناس إليهم، وليزيلنّک عن مجلسک هذا وأنت أعلم، فأبي عليه عثمان.[3] .



صفحه 177.





  1. ما بين المعقوفين سقط من المصدر، وأثبتناه من الدرجات الرفيعة.
  2. زايلوهم: أي فارقوهم في الأطفال التي لاتُرضي اللَّه ورسوله (النهاية: 325:2).
  3. شرح نهج البلاغة: 311:9؛ الدرجات الرفيعة: 381.