مالك الأشتر











مالک الأشتر



ورد اسم مالک الأشتر بصفته مبعوثاً للإمام عليه السلام إلي الکوفة، واعتبرته معظم المصادر هو آخر المبعوثين، وقالت: إنّ جهوده قد أثمرت في استنفار أهالي الکوفة وإرسال جيش منهم لمؤازرة الإمام (راجع النصّ السابق).

وذکرت مصادر اُخري بأنّ الأشتر قد اُوفد إلي الکوفة في مستهلّ الأمر،

[صفحه 168]

ولکنّ جهوده باءت بالفشل.[1] .

وتجدر الإشارة إلي أنّ الأشتر کانت له وجاهة لا نظير لها بين أهالي الکوفة. وقد استطاع في عهد عثمان، وفي ذروة هيمنة الخليفة أن يسيطر علي الکوفة ويُثير أهلها ضدّ عثمان. وفي ضوء ذلک يکون الاحتمال الأقوي هو أنّ الأشتر کان الموفد الأخير، وأنّه سار إلي هناک لحسم الاُمور.

أمّا الرواية التي أشارت إلي أنّه کان أوّل المبعوثين، وأنّه قد فشل في مهمّته فهي رواية سيف بن عمر الذي يلاحظ بوضوح عداؤه الصريح للأشتر في مواضع لاحصر لها من کتاب تاريخ الطبري.

وذکرت مصادر اُخري أنّ الأشتر نفسه أعرب عن رغبته في المسير إلي الکوفة.[2] .

لأنّ أبا موسي کان والياً لعثمان علي الکوفة، وأنّ الإمام قد رام عزله ولکنّه أبقاه في منصبه هذا نزولاً عند رغبة مالک الأشتر. وقد يُفهم أنّ عمله هذا قد جاء رغبة منه في التکفير عن خطئه الأوّل.



صفحه 168.





  1. تاريخ الطبري: 482:4 من طريق سيف بن عمر، الکامل في التاريخ: 327:2.
  2. الجمل: 251؛ تاريخ الطبري: 486:4، الکامل في التاريخ: 329:2.