بحث حول مبعوثي الامام الي الكوفة











بحث حول مبعوثي الامام الي الکوفة



کان الإمام عليّ عليه السلام بحاجة إلي قوّات إضافيّة لمحاربة جيش أصحاب الجمل، وکانت الکوفة أفضل ولاية قادرة علي إمداده بمثل تلک القوّات؛ وذلک لأنّها کانت حاضرة عسکريّة، وکان فيها عدد کبير جدّاً من المقاتلين؛ خلافاً لما کانت عليه مکّة أو المدينة أو اليمن أو....

وفضلاً عن ذلک فقد کانت الکوفة أقرب ولاية إلي البصرة، وهذا يعني أنّها کانت أفضل مکان لإرسال القوّات، إلّا أنّ وجود أبي موسي الأشعري والياً علي الکوفة، کان يحول دون استقدام القوّات من هناک.

وعلي ضوء تلک الظروف کتب أميرالمؤمنين عليه السلام رسالة إلي أهل الکوفة، وأرسلها مع مبعُوثين عنه لاستنفار أهاليها وتحريضهم علي الالتحاق به. ولابدّ وأن يکون لهؤلاء المبعوثين وجاهة عند أهل الکوفة، ومقدرة علي محاجّة أبي موسي الأشعري.

بيد أنّ هناک اختلافاً کبيراً بين المصادر التاريخيّة حول عدد مبعوثي الإمام إلي الکوفة وترتيبهم:

[صفحه 164]

1- ذکر الطبري مبعوثي الإمام وترتيبهم علي الأنحاء التالية:

أ: محمّد بن أبي بکر ومحمّد بن عون، الإمام الحسن عليه السلام وعمّار بن ياسر، مالک الأشتر.[1] .

ب: رواية سيف بن عمر: محمّد بن أبي بکر ومحمّد بن جعفر، مالک الأشتر وعبداللَّه بن عبّاس، الإمام الحسن عليه السلام وعمّار بن ياسر.

ج: محمّد بن أبي بکر، هاشم بن عتبة، الإمام الحسن عليه السلام وعمّار بن ياسر.[2] .

2- وردت أسماؤهم في «الکامل في التاريخ» علي نحو مشابه تقريباً لما أورده الطبري.[3] .

3- أمّا کتاب البداية والنهاية فقد اقتصر علي ذکر روايات سيف بن عمر عن الطبري.[4] .

4- وسرد کتاب أنساب الأشراف أسماء اُولئک المبعوثين علي النحو التالي: هاشم بن عتبة، عبداللَّه بن عبّاس ومحمّد بن أبي بکر، الإمام الحسن عليه السلام وعمّار ابن ياسر؛ وأنّ الإمام الحسن عليه السلام قدم علي الإمام عليّ عليه السلام في عشرة آلاف مقاتل (ولم يرد اسم مالک الأشتر بينهم).[5] .

5- وورد ذکرهم في کتاب «الجمل» علي النحو الآتي:

[صفحه 165]

هاشم بن عتبة (من الربذة)، الإمام الحسن عليه السلام وعمّار بن ياسر وقيس بن سعد، مالک الأشتر.

وجاء في نقل آخر عن الواقدي: محمّد ابن الحنفيّة ومحمّد بن أبي بکر، الإمام الحسن وعمّار (أو برفقة ابن عبّاس).[6] .

6- وجاء في شرح نهج البلاغة ذکرهم علي النحو الآتي:

هاشم بن عتبة، عبداللَّه بن عبّاس ومحمّد بن أبي بکر (أو: محمّد بن جعفر بن أبي طالب ومحمّد بن أبي بکر کما في رواية محمّد بن إسحاق)، الإمام الحسن عليه السلام وعمّار بن ياسر وزيد بن صوحان وقيس بن سعد.[7] .

ثمّ استطرد مُورداً نصّ کلام الطبري.[8] .

7- وجاء في کتاب الإمامة والسياسة: عمّار بن ياسر ومحمّد بن أبي بکر، الإمام الحسن عليه السلام وعبداللَّه بن عبّاس وعمّار بن ياسر وقيس بن سعد.[9] .

وهکذا يلاحظ وجود اختلافات شاسعة في عدد المبعوثين وترتيبهم. ويبدو أنّ ترتيبهم الصحيح کان علي النحو التالي:



صفحه 164، 165.





  1. تاريخ الطبري: 486 -477:4.
  2. تاريخ الطبري: 499:4.
  3. الکامل في التاريخ: 324:2 تا 329.
  4. البداية والنهاية: 7، 235 تا 237.
  5. أنساب الاشراف: 31:3 و 32.
  6. الجمل: 242 تا 257.
  7. شرح نهج البلاغة: 8:14 تا 10.
  8. شرح نهج البلاغة: 16:14.
  9. الإمامة والسياسة: 85:1 و 86.