بعث الإمام هاشم بن عتبة إلي أبي موسي لينفر الناس











بعث الإمام هاشم بن عتبة إلي أبي موسي لينفر الناس



2151- تاريخ الطبري عن أبي ليلي: خرج هاشم بن عتبة إلي عليّ بالربذة، فأخبره بقدوم محمّد بن أبي بکر وقول أبي موسي، فقال: لقد أردت عزله وسألني الأشتر أن اُقرّه، فردّ عليٌّ هاشماً إلي الکوفة وکتب إلي أبي موسي:

إنّي وجّهت هاشم بن عتبة ليُنهض مَن قِبَلک من المسلمين إليّ، فأشخص الناس؛ فإنّي لم أولّک الذي أنت به إلّا لتکون من أعواني علي الحقّ.

فدعا أبو موسي السائب بن مالک الأشعري، فقال له: ماتري؟ قال: أري أن تتّبع ما کتب به إليک. قال: لکنّي لا أري ذلک! فکتب هاشم إلي عليّ: إنّي قد قدمت علي رجل غالٍ مشاقّ ظاهر الغلّ والشنآن. وبعث بالکتاب مع المحلّ بن خليفة الطائي.[1] .

2152- الجمل: خرج [الإمام عليّ عليه السلام] في سبعمائة رجل من المهاجرين والأنصار... ثمّ دعا هاشم بن عتبة المرقال، وکتب معه کتاباً إلي أبي موسي الأشعري- وکان بالکوفة من قبل عثمان- وأمره أن يوصِل الکتاب إليه ليستنفر الناس منها إلي الجهاد معه، وکان مضمون الکتاب:

بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من عليّ أميرالمؤمنين إلي عبداللَّه بن قيس.

أمّا بعد؛ فإنّي أرسلت إليک هاشم بن عتبة المرقال لتُشخص معه مَن قِبَلک من المسلمين ليتوجّهوا إلي قوم نکثوا بيعتي، وقتلوا شيعتي، وأحدثوا في هذه الاُمّة الحدث العظيم، فأشخِص بالناس إليّ معه حين يقدم بالکتاب عليک ولا تحبسه؛

[صفحه 149]

فإنّي لم اُقرّک في المصر الذي أنت فيه إلّا أن تکون من أعواني وأنصاري علي هذا الأمر، والسلام.

فقدم هاشم بالکتاب علي أبي موسي الأشعري، فلمّا وقف عليه دعا السائب ابن مالک الأشعري، فأقرأه الکتاب، وقال له: ماتري؟ فقال له السائب: اتّبعْ ما کتب به إليک، فأبي أبو موسي ذلک، وکسر الکتاب ومحاه، وبعث إلي هاشم بن عتبة يخوّفه ويتوعّده بالسجن، فقال السائب بن مالک: فأتيت هاشماً فأخبرته بأمر أبي موسي، فکتب هاشم إلي عليّ بن أبي طالب عليه السلام:

أمّا بعد؛ يا أميرالمؤمنين! فإنّي قدمت بکتابک علي امرئ عاقّ شاقّ، بعيد الرحم، ظاهر الغلّ والشقاق، وقد بعثت إليک بهذا الکتاب مع المُحِلّ بن خليفة أخي طيّئ، وهو من شيعتک وأنصارک، وعنده علم ما قِبَلنا، فأسأله عمّا بدا لک، واکتب إليّ برأيک أتّبعْه، والسلام.

فلمّا قدم الکتاب إلي عليّ عليه السلام وقرأه، دعا الحسن ابنه، وعمّار بن ياسر، وقيس بن سعد وبعثهم إلي أبي موسي، وکتب معهم:

من عبداللَّه عليّ أميرالمؤمنين إلي عبداللَّه بن قيس: أمّا بعد؛ يابن الحائک!! واللَّه إنّي کنت لأري أنّ بُعدک من هذا الأمر- الذي لم يجعلک اللَّه له أهلاً، ولا جعل لک فيه نصيباً- سيمنعک من ردّ أمري، وقد بعثت إليک الحسن وعمّاراً وقيساً، فأخلِ لهم المصر وأهله، واعتزل عملنا مذموماً مدحوراً، فإن فعلتَ وإلّا فإنّي أمرتهم أن ينابذوک علي سواء، إنّ اللَّه لا يحبّ الخائنين، فإن ظهروا عليک قطّعوک إرباً إرباً، والسلام علي من شکر النعمة ورضي بالبيعة، وعمل للَّه رجاء العاقبة.[2] .

[صفحه 150]



صفحه 149، 150.





  1. تاريخ الطبري: 499:4.
  2. الجمل: 240، بحارالأنوار: 85:32؛ شرح نهج البلاغة: 8:14 و 9 نحوه وراجع فتح الباري: 58:13.