التباس الأمر علي من لا بصيرة له











التباس الأمر علي من لا بصيرة له



2143- تاريخ اليعقوبي: وقال له [لعليّ عليه السلام] الحارث بن حوط الراني: أظنّ طلحة

[صفحه 143]

والزبير وعائشة اجتمعوا علي باطل؟

فقال: يا حارث! إنّه ملبوس عليک، وإنّ الحقّ والباطل لا يعرفان بالناس، ولکن اعرف الحقّ تعرفْ أهله، واعرف الباطل تعرفْ من أتاه.[1] .

2144- الأمالي للطوسي عن أبي بکر الهذلي: دخل الحارث بن حوط الليثي علي أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: يا أميرالمؤمنين، ما أري طلحة والزبير وعائشة احتجّوا إلّا علي حقّ؟ فقال: يا حارث، إنّک إن نظرت تحتک ولم تنظر فوقک جزتَ عن الحقّ؛ إنّ الحقّ والباطل لا يُعرفان بالناس، ولکن اعرف الحقّ باتّباع من اتّبعه، والباطل باجتناب من اجتنبه.

قال: فهلّا أکون کعبداللَّه بن عمر وسعد بن مالک؟ فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: إنّ عبداللَّه بن عمر وسعد أخذلا الحقّ ولم ينصرا الباطل، متي کانا إمامين في الخير فيُتّبعان؟![2] .

2145- شرح نهج البلاغة عن أبي مخنف: وقام رجل إلي عليّ عليه السلام فقال: يا أميرالمؤمنين، أيّ فتنة أعظم من هذه؟ إن البدريّة ليمشي بعضها إلي بعض بالسيف، فقال عليّ عليه السلام: ويحَک أ تکون فتنة أنا أميرها وقائدها؟! والذي بعث محمّداً بالحقّ وکرّم وجهه، ما کذبت ولا کُذِّبت، ولا ضللت ولا ضُلّ بي ولا زللت ولا زُلّ بي، وإنّي لعلي بيّنة من ربّي؛ بيّنها اللَّه لرسوله، وبيّنها رسوله لي،

[صفحه 144]

وساُدعي يوم القيامة ولا ذنب لي، ولو کان لي ذنب لکفّر عنّي ذنوبي ما أنا فيه من قتالهم.[3] .

2146- شرح نهج البلاغة: خرج طارق بن شهاب الأحمسي يستقبل عليّاً عليه السلام وقد صار بالربذة طالباً عائشة وأصحابها، وکان طارق من صحابة عليّ عليه السلام وشيعته، قال: فسألت عنه قبل أن ألقاه ما أقدمه؟ فقيل: خالفه طلحة والزبير وعائشة، فأتوا البصرة، فقلت في نفسي: إنّها الحرب! أ فاُقاتل اُمّ المؤمنين وحواريّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟ إنّ هذا لعظيم! ثمّ قلت: أ أَدع عليّاً وهو أوّل المؤمنين إيماناً باللَّه وابن عمّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ووصيّه؟! هذا أعظم، ثمّ أتيته فسلّمت عليه، ثمّ جلست إليه فقصّ عليَّ قصّة القوم وقصّته.[4] .

2147- فتح الباري عن العلاء أبي محمّد عن أبيه: جاء رجل إلي عليّ وهو بالزاوية، فقال: عَلامَ تُقاتل هؤلاء؟ قال: علي الحقّ، قال: فإنّهم يقولون إنّهم علي الحقّ؟ قال: اُقاتلهم علي الخروج من الجماعة، ونکث البيعة.[5] .

راجع: القسم الخامس/السياسة الثقافيّة/الإلتزام بالحقّ في معرفة الرجال.

[صفحه 145]



صفحه 143، 144، 145.





  1. تاريخ اليعقوبي: 210:2، الأمالي للطوسي: 134؛ أنساب الأشراف: 64:3، البيان والتبيين: 211:3 کلّها نحوه وفيها «الليثي» بدل «الراني».
  2. الأمالي للطوسي: 216:134، وفي الطرائف: 215:136: ومن ذلک ما ذکره الغزالي في کتاب «المنقذ من الضلال» ما هذا لفظه: العاقل يقتدي بسيّد العقلاء عليّ عليه السلام حيث قال: «لا يُعرف الحقّ بالرجال، اعرِف الحقّ تعرف أهله» فشهد أنّ عليّاً سيّد العقلاء.
  3. شرح نهج البلاغة: 265:1.
  4. شرح نهج البلاغة: 226:1.
  5. فتح الباري: 57:13.