خطبة الإمام لمّا أراد المسير إلي البصرة











خطبة الإمام لمّا أراد المسير إلي البصرة



2140- شرح نهج البلاغة عن الکلبي: لمّا أراد عليّ عليه السلام المسير إلي البصرة، قام فخطب الناس، فقال- بعد أن حمد اللَّه وصلّي علي رسوله صلي الله عليه و آله-: إنّ اللَّه لمّا قبض نبيّه استأثرت علينا قريش بالأمر، ودفعتنا عن حقّ نحن أحقّ به من الناس کافّة، فرأيت أنّ الصبر علي ذلک أفضل من تفريق کلمة المسلمين وسفک دمائهم. والناس حديثو عهد بالإسلام، والدين يمخض مخض الوَطْب،[1] يفسده أدني وهن، ويعکسه أقلّ خُلف. فولي الأمر قوم لم يألوا في أمرهم اجتهاداً، ثمّ انتقلوا إلي دار الجزاء، واللَّه وليّ تمحيص سيّئاتهم، والعفو عن هفواتهم.

فما بال طلحة والزبير، وليسا من هذا الأمر بسبيل! لم يصبرا عليَّ حولاً ولا شهراً حتي وثَبا ومرَقا، ونازعاني أمراً لم يجعل اللَّه لهما إليه سبيلاً، بعد أن بايعا طائعَين غير مکرهَين، يرتضعان اُمّاً قد فَطمت، ويُحييان بدعة قد اُميتت. أ دمَ عثمان زعما! واللَّه ما التبعة إلّا عندهم وفيهم، وإنّ أعظم حجّتهم لعلي أنفسهم، وأنا راضٍ بحجّة اللَّه عليهم وعمله فيهم، فإن فاءا وأنابا فحظّهما أحرزا، وأنفسهما غنما، وأعظِم بها غنيمة! وإن أبَيا أعطيتهما حدّ السيف، وکفي به ناصراً لحقّ، وشافياً لباطل، ثمّ نزل.[2] .

[صفحه 141]



صفحه 141.





  1. الوَطْب: الزقّ الذي يکون فيه السمن واللبن، وهو جلد الجذع- الشابّ الفتي من الحيوانات- فما فوقه (النهاية: 203:5).
  2. شرح نهج البلاغة: 308:1؛ بحارالأنوار: 62:32.