كتاب الإمام إلي أهل الكوفة عند المسير من المدينة











کتاب الإمام إلي أهل الکوفة عند المسير من المدينة



2139- الإمام عليّ عليه السلام- من کتاب له إلي أهل الکوفة عند مسيره من المدينة إلي البصرة-: من عبداللَّه عليّ أميرالمؤمنين إلي أهل الکوفة؛ جبهة الأنصار، وسنام العرب.

أمّا بعد؛ إنّي اُخبرکم عن أمر عثمان حتي يکون سمعه کعيانه: إنّ الناس طعنوا عليه، فکنت رجلاً من المهاجرين اُکثر استعتابه، واُقلّ عتابه، وکان طلحة والزبير أهون سيرهما فيه الوجيف،[1] وأرفق حِدائهما العنيف، وکان من عائشة فيه فلتة غضب. فاُتيح له قوم فقتلوه، وبايعني الناس غير مُستکرَهين ولا مجبَرين، بل طائعين مخيَّرين.

واعلموا أنّ دار الهجرة قد قَلَعت بأهلها وقَلعوا بها، وجاشت جيش المِرجَل،[2] وقامت الفتنة علي القُطْب، فأسرِعوا إلي أميرکم، وبادروا جهاد عدوّکم، إن شاء اللَّه عزّ وجلّ.[3] .

[صفحه 140]



صفحه 140.





  1. الوجيف: هو ضَرْبٌ من السير سريعٌ (النهاية: 157:5).
  2. المِرْجَل: قِدرٌ من نحاس، وقيل: يطلق علي کلّ قدر يُطبخ فيها (المصباح المنير: 221).
  3. نهج البلاغة: الکتاب 1، الأمالي للطوسي: 1518:718 عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري وليس فيه من «ولا مجبرين...»، المناقب لابن شهر آشوب: 151:3 کلاهما نحوه، بحارالأنوار: 56:84:32؛ شرح نهج البلاغة: 8:14 وفيه «روي محمّد بن إسحاق عن عمّه عبد الرحمن بن يسار القرشي قال: لمّا نزل عليّ عليه السلام الربذة متوجّهاً إلي البصرة بعث إلي الکوفة محمّد بن جعفر بن أبي طالب، ومحمّد بن أبي بکر الصدّيق، وکتب إليهم هذا الکتاب، وزاد في آخره: فحسبي بکم إخواناً وللدين أنصاراً، ف «انفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَهِدُواْ بِأَمْوَ لِکُمْ وَأَنفُسِکُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَ لِکُمْ خَيْرٌ لَّکُمْ إِن کُنتُمْ تَعْلَمُونَ» التوبة: 41.