خروج الإمام من المدينة











خروج الإمام من المدينة



2136- المستدرک علي الصحيحين عن أبي الأسود الدؤلي عن الإمام عليّ عليه السلام: أتاني عبداللَّه بن سلام وقد وضعت رجلي في الغَرْز[1] وأنا اُريد العراق فقال: لا تأتِ[2] العراق؛ فإنّک إن أتيته أصابک به ذباب السيف. قال عليّ: وايم اللَّه، لقد قالها لي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قبلک. قال أبو الأسود: فقلت في نفسي، يا اللَّه ما رأيت کاليوم رجل محارب يُحدّث الناس بمثل هذا.[3] .

[صفحه 138]

2137- تاريخ الطبري: بلغ عليّاً الخبر- وهو بالمدينة- باجتماعهم علي الخروج إلي البصرة، وبالذي اجتمع عليه ملؤهم؛ طلحة والزبير وعائشة ومن تبعهم، وبلغه قول عائشة، وخرج عليّ يبادرهم في تعبيته التي کان تعبّي بها إلي الشام، وخرج معه من نشط من الکوفيّين والبصريّين متخفّفين في سبعمائة رجل، وهو يرجو أن يدرکهم، فيحول بينهم وبين الخروج، فلقيه عبداللَّه بن سلام فأخذ بعنانه وقال: يا أميرالمؤمنين لا تخرج منها؛ فوَاللَّه لئن خرجت منها لا ترجع إليها، ولا يعود إليها سلطان المسلمين أبداً، فسبّوه فقال: دعوا الرجل؛ فنعم الرجل من أصحاب محمّد صلي الله عليه و آله. وسار حتي انتهي إلي الرَّبَذة فبلغه ممرّهم، فأقام حين فاتوه يأتمر بالربَذة.[4] .

2138- الجمل: ثمّ خرج في سبعمائة رجل من المهاجرين والأنصار، واستخلف علي المدينة تمّام بن العبّاس، وبعث قُثَم بن العبّاس إلي مکّة، ولمّا رأي أميرالمؤمنين عليه السلام التوجّهَ إلي المسير طالباً للقوم رَکب جملاً أحمر وقاد کُميتاً[5] وسار وهو يقول:


سيروا أبابيل وحثّوا السيرا
کي نلحق التَّيميَّ والزبيرا


إذ جلبا الشرّ وعافا الخير
ايا ربّ أدخلهم غداً سعيرا


وسار مُجدّاً في السير حتي بلغ الربذة، فوجد القوم قد فاتوا، فنزل بها قليلاً ثمّ توجّه نحو البصرة، والمهاجرون والأنصار عن يمينه وشماله، محدقون به مع من سمع بمسيرهم، فاتّبعهم حتي نزل بذي قار فأقام بها.[6] .

[صفحه 139]



صفحه 138، 139.





  1. الغَرْز: رِکاب کور الجملِ إذا کان من جلد أوْ خشب (النهاية: 359:3).
  2. في المصدر: «تأتي»، والصحيح ما أثبتناه.
  3. المستدرک علي الصحيحين: 4678:151:3، صحيح ابن حبّان: 6733:127:15، مسند أبي يعلي: 487:259:1.
  4. تاريخ الطبري: 455:4 وراجع تاريخ ابن خلدون: 611:2.
  5. الکُمَيت: أقوي الخيل (لسان العرب: 81:2).
  6. الجمل: 240.