مناقشات عائشة وسعيد











مناقشات عائشة وسعيد



2128- الإمامة والسياسة: لمّا نزل طلحة والزبير وعائشة بأوطاس من أرض خيبر، أقبل عليهم سعيد بن العاصي علي نجيب[1] له، فأشرف علي الناس ومعه المغيرة بن شعبة، فنزل وتوکّأ علي قوس له سوداء، فأتي عائشة.

فقال لها: أين تريدين يا اُمّ المؤمنين؟ قالت: اُريد البصرة.

قال: وما تصنعين بالبصرة؟ قالت: أطلب بدم عثمان.

[صفحه 130]

قال: فهؤلاء قتلة عثمان معک!

ثمّ أقبل علي مروان فقال له: وأنت أين تُريد أيضاً؟ قال: البصرة.

قال: وما تصنع بها؟ قال: أطلب قتلة عثمان.

قال: فهؤلاء قتلة عثمان معک!إنّ هذين الرجلين قتلا عثمان «طلحة والزبير»، وهما يُريدان الأمر لأنفسهما، فلمّا غلبا عليه قالا: نغسل الدم بالدم، والحوبة بالتوبة.

ثمّ قال المغيرة بن شعبة: أيّها الناس! إن کنتم إنّما خرجتم مع اُمّکم؛ فارجعوا بها خيراً لکم، وإن کنتم غضبتم لعثمان؛ فرؤساؤکم قتلوا عثمان، وإن کنتم نقمتم علي عليّ شيئاً؛ فبيّنوا ما نقمتم عليه، أنشدکم اللَّه فتنتَين في عام واحد.

فأبوا إلّا أن يمضوا بالناس، فلحق سعيد بن العاصي باليمن، ولحق المغيرة بالطائف، فلم يشهدا شيئاً من حروب الجمل ولا صفّين.[2] .

[صفحه 131]



صفحه 130، 131.





  1. النجيب من الإبل: القويّ منها،الخفيف السريع (النهاية: 17:5).
  2. الإمامة والسياسة::82 وراجع الکامل في التاريخ: 315:2.