تعليق











تعليق



قال ناصر الدين الألباني في کتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة- بعد ذکر حديث کلاب الحوأب-: إنّ الحديث صحيح الإسناد، ولا إشکال في متنه... فإنّ غاية ما فيه أنّ عائشة لمّا علمت بالحوأب کان عليها أن ترجع، والحديث يدلّ أنّها لم ترجع! وهذا ممّا لا يليق أن يُنسب لاُمّ المؤمنين.

وجوابنا علي ذلک: أنّه ليس کلّ ما يقع من الکُمّل يکون لائقاً بهم؛ إذ لا عصمة إلّا للَّه وحده. والسنّي لاينبغي له أن يغالي فيمن يحترمه حتي يرفعه إلي مصافّ

[صفحه 129]

الأئمّة الشيعة المعصومين! ولا نشکّ أنّ خروج اُمّ المؤمنين کان خطأً من أصله، ولذلک همّت بالرجوع حين علمت بتحقّق نبوءة النبيّ صلي الله عليه و آله عند الحوأب، ولکنّ الزبير أقنعها بترک الرجوع بقوله: عسي اللَّه أن يُصلح بکِ بين الناس. ولا نشکّ أنّه کان مخطئاً في ذلک أيضاً.

والعقل يقطع بأنّه لا مناص من القول بتخطئة إحدي الطائفتين المتقاتلتين اللتين وقع فيهما مئات القتلي، ولا شکّ أنّ عائشة هي المخطئة لأسباب کثيرة وأدلّة واضحة، ومنها: ندمها علي خروجها، وذلک هو اللائق بفضلها وکمالها، وذلک ممّا يدلّ علي أنّ خطأها من الخطأ المغفور، بل المأجور!![1] .

أقول: إنّنا نقلنا هذا الکلام للاستدلال علي اتّفاق الشيعة والسنّة علي خطأ عائشة في إشعال معرکة الجمل، بحيث أنّ شخصاً مثل الألباني قبل بهذا الأمر وسلّم به! ولا يخفي ما في توجيهاته لهذا الخطأ من قبل عائشة.



صفحه 129.





  1. سلسلة الأحاديث الصحيحة: 775:1.