استرجاع عائشة لمّا وصلت إلي ماء الحَوْأب











استرجاع عائشة لمّا وصلت إلي ماء الحَوْأب



2123- تاريخ اليعقوبي: مرّ القوم في الليل بماء يقال له: ماء الحوأب،[1] فنبحتهم کلابه، فقالت عائشة: ما هذا الماء؟ قال بعضهم: ماء الحوأب.

قالت: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون! ردّوني ردّوني! هذا الماء الذي قال لي رسول اللَّه: «لا تکوني التي تنبحک کلاب الحوأب».

فأتاها القوم بأربعين رجلاً، فأقسموا باللَّه أنّه ليس بماء الحوأب.[2] .

2124- شرح نهج البلاغة عن ابن عبّاس وعامر الشعبي وحبيب بن عمير: لمّا خرجت عائشة وطلحة والزبير من مکّة إلي البصرة، طرقت ماء الحوأب - وهو ماء لبني عامر بن صعصعة- فنبحتهم الکلاب، فنفرت صعاب إبلهم.

فقال قائل منهم: لعن اللَّه الحوأب؛ فما أکثر کلابها! فلمّا سمعت عائشة ذکر الحوأب، قالت: أ هذا ماء الحوأب؟ قالوا: نعم، فقالت: ردّوني ردّوني، فسألوها ما شأنها؟ ما بدا لها؟

فقالت: إنّي سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: «کأنّي بکلاب ماء يُدعي الحوأب، قد نبحت بعض نسائي» ثمّ قال لي: «إيّاک يا حُميراء أن تکونيها!».

فقال لها الزبير: مهلاً يرحمکِ اللَّه؛ فإنّا قد جزنا ماء الحوأب بفراسخ کثيرة. فقالت: أ عندک من يشهد بأنّ هذه الکلاب النابحة ليست علي ماء الحوأب؟

[صفحه 127]

فلفّق لها الزبير وطلحة خمسين أعرابيّاً جعلا لهم جُعلاً، فحلفوا لها، وشهدوا أنّ هذا الماء ليس بماء الحوأب، فکانت هذه أوّل شهادة زور في الإسلام!

فسارت عائشة لوجهها.[3] .

2125- الجمل عن العرني- دليل أصحاب الجمل-: سرت معهم فلا أمرّ علي وادٍ ولا ماءٍ إلّا سألوني عنه، حتي طرقنا ماءَ الحوأب، فنبحتنا کلابها، قالوا: أيّ ماء هذا؟ قلت: ماء الحوأب.

قال: فصرخت عائشة بأعلي صوتها، ثمّ ضربت عضد بعيرها فأناخته، ثمّ قالت: أنا واللَّه صاحبة کلاب الحوأب طروقاً، ردّوني! تقول ذلک ثلاثاً، فأناخت وأناخوا حولها وهم علي ذلک، وهي تأبي، حتي کانت الساعة التي أناخوا فيها من الغد.

قال: فجاءها ابن الزبير فقال: النجاءَ النجاء!![4] فقد أدرککم واللَّه عليُّ بن أبي طالب! قال: فارتحلوا وشتموني، فانصرفتُ.[5] .

2126- رسول اللَّه صلي الله عليه و آله- لنسائه-: ليت شِعري أيّتکنّ صاحبة الجمل الأدبب،[6] التي تنبحها کلاب الحوأب، فيُقتل عن يمينها وعن يسارها قتلي کثيرة، ثمّ تنجو

[صفحه 128]

بعدما کادت؟![7] .

2127- المستدرک علي الصحيحين عن اُمّ سلمة: ذکر النبيّ صلي الله عليه و آله خروج بعض اُمّهات المؤمنين، فضحکت عائشة، فقال: انظري يا حُميراء أن لا تکوني أنتِ. ثمّ التفت إلي عليّ فقال: إن وليتَ من أمرها شيئاً فارفق بها.[8] .



صفحه 127، 128.





  1. الحَوْأَب: موضع في طريق البصرة من جهة مکّة، وقيل: موضع بئر نبحت کلابه علي عائشة عند مقبلها إلي البصرة (معجم البلدان: 314:2).
  2. تاريخ اليعقوبي: 181:2.
  3. شرح نهج البلاغة: 310:9، مروج الذهب: 366:2، الإمامة والسياسة: 82:1، الفتوح: 457:2 کلّها نحوه وراجع المناقب للخوارزمي: 217:181.
  4. أي أنجو بأنفسکم (النهاية: 25:5).
  5. تاريخ الطبري: 457:4، الکامل في التاريخ: 3152، البداية والنهاية: 231:7 کلاهما نحوه.
  6. أراد الأدبّ، فأظهر الادغام لأجل الحَوْأب. والأدب: الکثير وبَرِ الوجه (النهاية: 96:2).
  7. معاني الأخبار: 1:305، الجمل: 432، شرح الأخبار: 304:338:1، المناقب لابن شهر آشوب: 149:3، تنبيه الخواطر: 22:1 وليس فيه «فيُقتل عن يمينها...»؛ مجمع الزوائد: 12026:474:7، شرح نهج البلاغة: 311:9، تاريخ الإسلام للذهبي: 490:3، الاستيعاب: 3463:439:4 کلاهما نحوه، البداية والنهاية: 212:6 وراجع مسند ابن حنبل: 24308:310:9 والمستدرک علي الصحيحين: 6413:130:3 وصحيح ابن حبّان: 6732:126:15 والمصنّف لابن أبي شيبة: 15:708:8 والمصنّف لعبد الرزّاق: 20753:365:11 ومسند أبي يعلي: 4848:423:4 وفتح الباري: 55:13 وفيه «سنده علي شرط الصحيح».
  8. المستدرک علي الصحيحين: 4610:129:3، دلائل النبوّة للبيهقي: 411:6، البداية والنهاية: 212:6، المحاسن والمساوئ: 49، المناقب للخوارزمي: 213:176؛ الجمل: 431، المناقب لابن شهر آشوب: 148:3 والأربعة الأخيرة عن سالم بن أبي الجعد، شرح الأخبار: 305:338:1 نحوه.