استرجاع عائشة لمّا وصلت إلي ماء الحَوْأب
قالت: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون! ردّوني ردّوني! هذا الماء الذي قال لي رسول اللَّه: «لا تکوني التي تنبحک کلاب الحوأب». فأتاها القوم بأربعين رجلاً، فأقسموا باللَّه أنّه ليس بماء الحوأب.[2] . 2124- شرح نهج البلاغة عن ابن عبّاس وعامر الشعبي وحبيب بن عمير: لمّا خرجت عائشة وطلحة والزبير من مکّة إلي البصرة، طرقت ماء الحوأب - وهو ماء لبني عامر بن صعصعة- فنبحتهم الکلاب، فنفرت صعاب إبلهم. فقال قائل منهم: لعن اللَّه الحوأب؛ فما أکثر کلابها! فلمّا سمعت عائشة ذکر الحوأب، قالت: أ هذا ماء الحوأب؟ قالوا: نعم، فقالت: ردّوني ردّوني، فسألوها ما شأنها؟ ما بدا لها؟ فقالت: إنّي سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: «کأنّي بکلاب ماء يُدعي الحوأب، قد نبحت بعض نسائي» ثمّ قال لي: «إيّاک يا حُميراء أن تکونيها!». فقال لها الزبير: مهلاً يرحمکِ اللَّه؛ فإنّا قد جزنا ماء الحوأب بفراسخ کثيرة. فقالت: أ عندک من يشهد بأنّ هذه الکلاب النابحة ليست علي ماء الحوأب؟ [صفحه 127] فلفّق لها الزبير وطلحة خمسين أعرابيّاً جعلا لهم جُعلاً، فحلفوا لها، وشهدوا أنّ هذا الماء ليس بماء الحوأب، فکانت هذه أوّل شهادة زور في الإسلام! فسارت عائشة لوجهها.[3] . 2125- الجمل عن العرني- دليل أصحاب الجمل-: سرت معهم فلا أمرّ علي وادٍ ولا ماءٍ إلّا سألوني عنه، حتي طرقنا ماءَ الحوأب، فنبحتنا کلابها، قالوا: أيّ ماء هذا؟ قلت: ماء الحوأب. قال: فصرخت عائشة بأعلي صوتها، ثمّ ضربت عضد بعيرها فأناخته، ثمّ قالت: أنا واللَّه صاحبة کلاب الحوأب طروقاً، ردّوني! تقول ذلک ثلاثاً، فأناخت وأناخوا حولها وهم علي ذلک، وهي تأبي، حتي کانت الساعة التي أناخوا فيها من الغد. قال: فجاءها ابن الزبير فقال: النجاءَ النجاء!![4] فقد أدرککم واللَّه عليُّ بن أبي طالب! قال: فارتحلوا وشتموني، فانصرفتُ.[5] . 2126- رسول اللَّه صلي الله عليه و آله- لنسائه-: ليت شِعري أيّتکنّ صاحبة الجمل الأدبب،[6] التي تنبحها کلاب الحوأب، فيُقتل عن يمينها وعن يسارها قتلي کثيرة، ثمّ تنجو [صفحه 128] بعدما کادت؟![7] . 2127- المستدرک علي الصحيحين عن اُمّ سلمة: ذکر النبيّ صلي الله عليه و آله خروج بعض اُمّهات المؤمنين، فضحکت عائشة، فقال: انظري يا حُميراء أن لا تکوني أنتِ. ثمّ التفت إلي عليّ فقال: إن وليتَ من أمرها شيئاً فارفق بها.[8] .
2123- تاريخ اليعقوبي: مرّ القوم في الليل بماء يقال له: ماء الحوأب،[1] فنبحتهم کلابه، فقالت عائشة: ما هذا الماء؟ قال بعضهم: ماء الحوأب.
صفحه 127، 128.