اخبار النبيّ بالفتن بعده











اخبار النبيّ بالفتن بعده



1989- الإمام عليّ عليه السلام: لمّا أنزل اللَّه سبحانه قوله: «الم × أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَکُواْ أَن يَقُولُواْء َامَنَّا وَ هُمْ لَا يُفْتَنُونَ»[1] علمتُ أنّ الفتنة لا تنزل بنا ورسول اللَّه صلي الله عليه و آله بين أظهُرنا، فقلت: يا رسول اللَّه، ما هذه الفتنة التي أخبرک اللَّه تعالي بها؟ فقال: يا عليّ، إنّ اُمّتي سيُفتنون من بعدي.

فقلت: يا رسول اللَّه، أ وَليس قد قلتَ لي يوم اُحد حيث استُشهد من استُشهد من المسلمين وحِيزَتْ[2] عنّي الشهادة فشقّ ذلک عليَّ، فقلتَ لي: أبشِر؛ فإنّ الشهادة من ورائک؟! فقال لي: إنّ ذلک لکذلک، فکيف صبرک إذن؟ فقلتُ: يا رسول اللَّه، ليس هذا من مواطن الصبر، ولکن من مواطن البُشري والشکر.

وقال: يا عليّ، إنّ القوم سيُفتنون بأموالهم، ويَمُنّون بدِينهم علي ربّهم،

[صفحه 18]

ويتمنّون رحمته، ويأمنون سَطوَته. ويستحلّون حرامه بالشبهات الکاذبة والأهواء الساهية؛ فيستحلّون الخمر بالنبيذ، والسُّحت بالهديّة، والربا بالبيع.

قلت يا رسول اللَّه: فبأيّ المنازل اُنزلهم عند ذلک؛ أ بمنزلة رِدّة، أم بمنزلة فتنة؟ فقال: بمنزلة فتنة.[3] .

1990- رسول اللَّه صلي الله عليه و آله- في قوله تعالي- «فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِکَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ»-:[4] نزلت في عليّ بن أبي طالب؛ أنّه ينتقم من الناکثين والقاسطين بعدي.[5] .

1991- تاريخ دمشق عن عبداللَّه: خرج رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فأتي منزل اُمّ سلمة، فجاء عليّ، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: يا اُمّ سلمة، هذا- واللَّه- قاتلُ القاسطين والناکثين والمارقين بعدي.[6] .

1992- رسول اللَّه صلي الله عليه و آله- لعليّ عليه السلام-: تقاتل بعدي الناکثين والقاسطين والمارقين.[7] .

[صفحه 19]

1993- المستدرک علي الصحيحين عن أبي أيّوب الأنصاري: سمعت النبيّ صلي الله عليه و آله يقول لعليّ بن أبي طالب: تقاتل الناکثين والقاسطين والمارقين بالطرقات والنهروانات وبالشعفات.[8] .

قال أبو أيّوب: قلت: يا رسول اللَّه، مع من تقاتل هؤلاء الأقوام؟! قال: مع عليّ بن أبي طالب.[9] .

1994- الإمام الصادق عليه السلام- في حديث طويل-: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لاُمّ سلمة: يا اُمّ سلمة اسمعي واشهدي! هذا عليّ بن أبي طالب سيّد المسلمين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، وقاتل الناکثين والمارقين والقاسطين.

قلت: يا رسول اللَّه، من الناکثون؟ قال: الذين يبايعونه بالمدينة وينکثونه بالبصرة.

قلت: من القاسطون؟ قال: معاوية وأصحابه من أهل الشام.

ثمّ قلت: من المارقون؟ قال: أصحاب النهروان.[10] .

1995- المناقب للخوارزمي عن عبداللَّه [بن العبّاس]: خرج النبيّ صلي الله عليه و آله من عند زينب بنت جحش، فأتي بيت اُمّ سلمة- وکان يومها من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله-، فلم

[صفحه 20]

يلبث أن جاء عليٌّ، فدقّ الباب دقّاً خفيّاً، فاستثبت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله الدقّ وأنکرته اُمّ سلمة، فقال لها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: قومي فافتحي له الباب!

فقالت: يا رسول اللَّه، من هذا الذي بلغ من خطره ما أفتح له الباب، فاتلقّاه بمعاصمي، وقد نزلت فيّ آية من کتاب اللَّه بالأمس؟!

فقال لها- کالمغضب-: إنّ طاعة الرسول طاعة اللَّه، ومن عصي الرسول فقد عصي اللَّه، إنّ بالباب رجلاً ليس بالنَّزِق[11] ولا بالخَرِق، يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبُّه اللَّه ورسوله.

ففتحتُ له الباب، فأخذ بعُضادتَي الباب، حتي إذا لم يسمع حسّاً ولا حرکة وصِرتُ إلي خدري استأذن، فدخل. فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: أ تعرفينه؟ قلت: نعم، هذا عليّ بن أبي طالب. قال: صدقتِ، سِحنَتُه[12] من سِحنَتي، ولحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو عَيبة[13] علمي.

اسمعي واشهدي! هو قاتل الناکثين والقاسطين والمارقين من بعدي. اسمعي واشهدي! هو واللَّه محيي سنّتي. اسمعي واشهدي! لو أنّ عبداً عَبدَ اللَّه ألف عام من بعد ألف عام بين الرکن والمقام ثمّ لقي اللَّه مبغضاً لعليّ لَأکبّه اللَّه يوم القيامة علي مِنخَريه في النار.[14] .

1996- رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: إنّ اللَّه تبارک وتعالي أوحي إليّ أنّه جاعل لي من اُمّتي أخاً

[صفحه 21]

ووارثاً وخليفة ووصيّاً. فقلت: يا ربّ، من هو؟ فأوحي إليّ عزّ وجلّ: يا محمّد، إنّه إمام اُمّتک، وحجّتي عليها بعدک. فقلت: يا ربّ من هو؟ فأوحي إليّ عزّ وجلّ: يا محمّد ذاک مَن اُحبّه ويحبّني، ذاک المجاهد في سبيلي، والمقاتل لناکِثي عهدي والقاسطين في حکمي والمارقين من ديني، ذاک وليّي حقّاً، زوج ابنتک، وأبو ولدک؛ عليّ بن أبي طالب.[15] .

1997- شرح نهج البلاغة- في شرح قوله عليه السلام: فلمّا نهضتُ بالأمر نکثت طائفة، ومرقت اُخري، وفسق آخرون-: فأمّا الطائفة الناکثة فهم أصحاب الجمل، وأمّا الطائفة الفاسقة فأصحاب صفّين، وسمّاهم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله القاسطين، وأمّا الطائفة المارقة فأصحاب النهروان.

وأشرنا نحن بقولنا: «سمّاهم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله القاسطين» إلي قوله عليه السلام: «ستقاتل بعدي الناکثين والقاسطين والمارقين»، وهذا الخبر من دلائل نبوّته صلي الله عليه و آله؛ لأنّه إخبار صريح بالغيب، لا يحتمل التمويه والتدليس کما تحتمله الأخبار المجملة، وصدّق قوله عليه السلام: «والمارقين» قوله أوّلاً في الخوارج: «يمرقون من الدين کما يمرق السهم من الرميّة». وصدّق قوله عليه السلام: «الناکثين» کونهم نکثوا البيعة بادئ بدء، وقد کان عليه السلام يتلو وقت مبايعتهم له: «فَمَن نَّکَثَ فَإِنَّمَا يَنکُثُ عَلَي نَفْسِهِ ي».[16] وأمّا أصحاب صفّين فإنّهم عند أصحابنا مخلّدون في النار؛ لفسقهم، فصحّ فيهم قوله تعالي: «وَ أَمَّا الْقَسِطُونَ فَکَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَبًا»[17] [18] .

[صفحه 23]



صفحه 18، 19، 20، 21، 23.





  1. العنکبوت: 1 و 2.
  2. حزتُ الشي ء: نحّيتُه (لسان العرب: 341:5).
  3. نهج البلاغة: الخطبة 156، بحارالأنوار: 191:241:32؛ کنز العمّال: 44216:194:16 نقلاً عن وکيع وراجع اُسد الغابة: 3789:110:4.
  4. الزخرف: 41.
  5. الفردوس: 4417:154:3، الدرّ المنثور: 380:7 نقلاً عن ابن مردويه وکلاهما عن جابر بن عبداللَّه.
  6. تاريخ دمشق: 9041:470:42، المناقب للخوارزمي: 225:190، البداية والنهاية: 306:7، مطالب السؤول: 24، الرياض النضرة: 226:3؛ کشف الغمّة: 126:1 والثلاثة الأخيرة عن ابن مسعود، بشارة المصطفي: 167 نحوه.
  7. الجمل: 80، الشافي: 61:3، کنز الفوائد: 175:2، علل الشرائع: 222 عن الإمام عليّ عليه السلام عنه صلي الله عليه و آله وفيه «اُمرت بقتال» بدل «تقاتل بعدي» وفي ذيله: وروي هذا الحديث من ثمانية عشر وجهاً؛ شرح نهج البلاغة: 201:1 و ج 183:13.
  8. الشَعَفَات: جمع شعفة؛ وهي رؤوس الجبال (تاج العروس: 305:12).
  9. المستدرک علي الصحيحين: 4675:150:3.
  10. معاني الأخبار: 1:204 عن المفضّل بن عمر، الأمالي للصدوق: 620:464، الأمالي للطوسي: 952:425، بشارة المصطفي: 59 والثلاثة الأخيرة عن المفضّل بن عمر عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلام، الاحتجاج: 106:462:1 عن اُمّ سلمة.
  11. النَّزَق: خِفّة في کلّ أمر وعجلة في جهل وحُمق؛ نَزِق ينزَق فهو نَزِق (لسان العرب: 352:10).
  12. السِّحْنَة: بَشَرة الوجه وهيأتُه وحاله (النهاية: 348:2).
  13. العَيبَة: وعاء من أدَم يکون فيها المتاع، والعرب تکنّي عن الصدور والقلوب التي تحتوي علي الضمائر المخفاة بالعِياب (لسان العرب: 634:1).
  14. المناقب للخوارزمي: 77:86، تاريخ دمشق: 9042:470:42؛ علل الشرائع: 3:65 عن عبداللَّه بن عبّاس وکلاهما نحوه.
  15. الأمالي للصدوق: 867:641 عن ابن عبّاس، بحارالأنوار: 35:107:38.
  16. الفتح: 10.
  17. الجنّ: 15.
  18. شرح نهج البلاغة: 200:1.