عبداللَّه بن الزبير











عبداللَّه بن الزبير



ولد في السنة الاُولي من الهجرة بالمدينة، وهو أوّل مولود من أولاد المهاجرين.[1] .

وکان حفيد أبي بکر.[2] وله دور مهمّ في انحراف أبيه، وإيقاد حرب الجمل.

[صفحه 95]

وقال فيه أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: ما زال الزبير رجلاً منّا أهلَ البيت حتي نشأ ابنه المشؤوم عبداللَّه.[3] .

وبذل قصاري جهده في تولية أبيه الخلافة بعد مقتل عثمان، إلّا أنّه لم يُفلح في ذلک، وکان حلقة الوصل بين عائشة من جهة، والزبير وطلحة من جهة اُخري.[4] .

وعندما عزم الزبير علي اعتزال القتال حاول أن يُثنيه عمّا هو بسبيله مستخدماً ضروب الحيل الأخلاقيّة والعاطفيّة.[5] .

ولمّا لم يبق أحد حول جمل عائشة، أخذ بزمامه، وجُرح جرحاً بليغاً في اصطراعه مع مالک الأشتر. وکان يرغب في قتل مالک حتي لو کلّفه ذلک نفسَه، لذا کان يقول وهما مصطرعان:


اقتُلوني ومالِکاً
واقتُلوا مالکاً معي![6] .


عفا عنه الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام بعد الحرب، بطلبٍ من عائشة.[7] وکان مغروراً منبوذاً حتي أنّ معاوية لم يحترمه ولم يُبالِ به.[8] .

[صفحه 96]

ولم يبايع يزيدَ بعد هلاک معاوية. وتوطّن مکّة حفظاً لنفسه[9] ثمّ تسلّط عليها فهاجمها جيش يزيد لدحره، واحترقت الکعبة، ودُمّرت في ذلک الهجوم.[10] لکنّ عبداللَّه نجا عندما بلغ مکّة خبرُ هلاک يزيد.[11] .

ثمّ ادّعي الخلافة سنة 64 ه،[12] واستولي علي الحجاز واليمن والعراق وخراسان.[13] .

وطلب البيعة من عبداللَّه بن عبّاس، ومحمّد ابن الحنفيّة، فلم يستجيبا له، فعزم علي إحراقهما، بَيْدَ أنّهما نجَوَا بعد حملة المختار.[14] .

قُتل ابن الزبير، ثمّ صُلب في عهد عبد الملک بن مروان سنة 73 ه، بعدما أغار الحجّاج علي مکّة والمسجد الحرام.[15] .

[صفحه 97]

2092- شرح نهج البلاغة: ومن المنحرفين عنه [عليٍّ عليه السلام] المبغضين له: عبداللَّه ابن الزبير... کان عليّ عليه السلام يقول: «ما زال الزبير منّا أهلَ البيت حتي نشأ ابنه عبداللَّه، فأفسده».

وعبداللَّه هو الذي حمل الزبير علي الحرب، وهو الذي زيّن لعائشة مسيرها إلي البصرة، وکان سبّاباً فاحشاً، يبغض بني هاشم، ويلعن ويسبّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام.[16] .

2093- مروج الذهب عن مساور بن السائب: أنّ ابن الزبير خطب أربعين يوماً لا يصلّي علي النبيّ صلي الله عليه و آله، وقال: لا يمنعني أن اُصلّي عليه إلّا أن تشمخ رجالٌ بآنافها.[17] .

قال ابن أبي الحديد بعد ذکره لهذا الخبر: وفي رواية محمّد بن حبيب وأبي عبيدة معمّر بن المثنّي: إنّ له اُهيل سوء يُنْغِضون[18] رؤوسهم عند ذکره.[19] .

2094- مقاتل الطالبيّين- في ذکر عبداللَّه بن الزبير-: هو الذي بقي أربعين جمعة لا يصلّي علي النبيّ صلي الله عليه و آله في خطبته حتي التاث[20] عليه الناس، فقال: إنّ له أهل بيت سوء إذا صلّيت عليه أو ذکرته أتلعوا أعناقهم، واشرأبّوا لذکره، وفرحوا بذلک، فلا اُحبّ أن أقرّ عينهم بذکره.[21] .

[صفحه 98]



صفحه 95، 96، 97، 98.





  1. صحيح مسلم: 25:1690:3، مسند ابن حنبل: 27004:270:10، المستدرک علي الصحيحين: 6326:631:3، السنن الکبري: 335:6، السيرة النبويّة لابن کثير: 331:2.
  2. المستدرک علي الصحيحين: 6326:631:3، تهذيب الکمال: 3269:509:14، تاريخ دمشق: 146:28.
  3. نهج البلاغة: الحکمة 453؛ العقد الفريد: 314:3، الاستيعاب: 1553:40:3، اُسد الغابة: 2949:244:3، شرح نهج البلاغة: 167:2.
  4. الجمل: 229.
  5. تاريخ الطبري: 509:4، مروج الذهب: 372:2، تاريخ الإسلام للذهبي:490:3، البداية والنهاية: 242:7؛ الجمل: 288 و 289.
  6. مروج الذهب: 376:2، تاريخ الطبري: 519:4 و ص530، أنساب الأشراف: 39:3؛ الجمل: 350 و ص362.
  7. مروج الذهب: 378:2، الفتوح: 485:2.
  8. مروج الذهب: 378:2، الفتوح: 485:2.
  9. تاريخ الطبري: 340:5، الکامل في التاريخ: 530:2، تاريخ الإسلام للذهبي: 169:4 ف و 170، العقد الفريد: 363:3، تاريخ دمشق: 203:28 و ص 209، البداية والنهاية: 147:8.
  10. تاريخ الطبري: 498:5، الکامل في التاريخ: 602:2، اُسد الغابة: 2949:244:3.
  11. تاريخ الطبري: 498:5 و ص 501، الکامل في التاريخ: 602:2، تاريخ دمشق:209:28، البداية والنهاية: 225:8 و 226.
  12. تاريخ الطبري: 497:5 و ص 501، الکامل في التاريخ: 604:2، سير أعلام النبلاء: 53:364:3، تاريخ دمشق: 202:28 و ص 221، البداية والنهاية: 238:8 و 239.
  13. اُسد الغابة: 2949:244:3، سير أعلام النبلاء: 53:364:3، الکامل في التاريخ: 615:2، تاريخ دمشق: 209:28 و ص 245 و 246، مروج الذهب: 83:3. وقد ذکرت بعض المصادر أنّه حکم علي مصر أيضاً، ولکن لم يستوسق له الأمر؛ إذ سرعان ما غلب مروان عليها.
  14. تاريخ دمشق: 204:28، مروج الذهب: 86:3؛ تاريخ اليعقوبي: 261:2.
  15. مروج الذهب: 122:3، المستدرک علي الصحيحين: 6346:639:3، تاريخ الطبري: 187:6، الکامل في التاريخ: 75 -67:3، سير أعلام النبلاء: 52:377:3، اُسد الغابة: 2949:245:3، تاريخ دمشق: 212:28 و ص 242 و 245، البداية والنهاية: 329:8.
  16. شرح نهج البلاغة: 79:4.
  17. مروج الذهب: 88:3، شرح نهج البلاغة: 62:4 نحوه.
  18. من الإنغاض: تحريک الرأس نحو الغير کالمتعجّب منه (مفردات ألفاظ القرآن: 816).
  19. شرح نهج البلاغة: 62:4.
  20. لاثَ به الناس: اجتمعوا حوله (لسان العرب: 188:2).
  21. مقاتل الطالبيّين: 397؛ بحارالأنوار: 26:183:48 وراجع تاريخ اليعقوبي: 261:2.