الزبير بن العوّام
کان أحد الستّة الذين رشّحهم عمر للشوري، واعتزل نصرةً للإمام عليّ عليه السلام.[7] وکان صهر أبي بکر،[8] بيد أنّه أمضي سنوات من عمره إلي جانب أميرالمؤمنين عليه السلام. وقال عليه السلام فيه: ما زال الزبير رجلاً منّا أهلَ البيت حتي نشأ ابنه المشؤوم عبداللَّه.[9] وهذا يدلّ علي أنّ عبداللَّه بن الزبير کان مثيراً للفتنة، وهو ما [صفحه 93] سنشير إليه لاحقاً. کَنَز الزبير ثروة طائلة في عهد عثمان،[10] بلغت عند موته خمسين ألف دينار، وألف فرس، وألف عبد وأمَة.[11] لکنّه لم يتولَّ منصباً. وکان يساعد الثوّار الذين نهضوا ضدّ عثمان،[12] بل طالب بقتله؛ علّه يتقلّد أمر الخلافة. وبايع عليّاً عليه السلام بعد قتل عثمان،[13] ولکنّه لمّا حُرم من الإمارة، ومن الامتيازات التي کانت له في عصر عثمان، رفع لواء المعارضة بوجه أميرالمؤمنين عليه السلام[14] يحرّضه علي ذلک ولدُه عبداللَّه. توجّه إلي مکّة مع طلحة متظاهرَين أنّهما يريدان العمرة،[15] وهناک نسّقا مع عائشة وغيرها، ثمّ اتّفقوا علي إشعال فتيل «الجمل»، واعتزل الزبير الحرب بعد کلام أميرالمؤمنين عليه السلام معه، لکنّه اغتيل علي يد ابن جرموز.[16] . 2090- مروج الذهب- في ذکر أحوال الزبير بن العوّام في خلافة عثمان-: بني داره بالبصرة؛ وهي المعروفة في هذا الوقت- وهو سنة اثنتين وثلاثين [صفحه 94] وثلاثمائة- تنزلها التجّار وأرباب الأموال وأصحاب الجهاز من البحريّين[17] وغيرهم، وابتني أيضاً دوراً بمصر والکوفة والإسکندريّة، وما ذکرنا من دوره وضياعه فمعلوم غير مجهول إلي هذه الغاية. وبلغ مال الزبير بعد وفاته خمسين ألف دينار، وخلّف الزبير ألف فرس، وألف عبد وأمة، وخِطَطاً[18] بحيث ذکرنا من الأمصار.[19] . 2091- الطبقات الکبري: کان للزبير أربع نسوة، ورُبِّع الثُّمن، فأصاب کلّ امرأة ألفُ ألفٍ ومائة ألف. قال: فجميع ماله خمسة وثلاثون ألفَ ألفٍ ومائتا ألف.[20] .
هو ابن عمّة النبيّ صلي الله عليه و آله وأميرالمؤمنين عليّ عليه السلام، وهو رابع من أسلم، أو خامسهم،[1] وکان من الصحابة الشجعان[2] المشهورين، وشهد مشاهد النبيّ صلي الله عليه و آله کلّها،[3] وجُرح عدّة مرّات، عدّه أهل السنّة أحد العشرة المبشّرة بالجنّة.[4] امتنع من بيعة أبي بکر، وکان من خاصّة أميرالمؤمنين عليه السلام، وأصحابه الاُوَل،[5] قيل: إنّه حضر دفن السيّدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام،[6] ممّا يدلّ علي قربه من الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.
صفحه 93، 94.