طلحة بن عبيد اللَّه
أثني عليه أهل السُّنّة، وعَدُّوه من العشرة المبشَّرة.[4] . کان الخلفاء يحترمونه بعد وفاة النبيّ صلي الله عليه و آله. اختاره عمر في الشوري السداسيّة، لکنّه اعتزل لمصلحة عثمان.[5] کان في غاية الدهاء والسياسة.[6] حصل علي ثروة طائلة في عصر عثمان؛ بسبب الأموال التي کان قد أعطاها إيّاه بلا حساب.[7] . [صفحه 89] وَهَبه عثمان مرّةً دَيْناً کان عليه بلغ خمسين ألف درهم، وقال له: معونةً علي مروءتک!![8] کان من ملّاکي الأرض الکبار، حتي کان يُغِلّ بالعراق ما بين أربعمائة ألف إلي خمسمائة ألف، ويُغلّ بالسَّراة[9] عشرة آلاف دينار.[10] . خلّف بعد موته ثروةً قدِّرت بثلاثين مليون درهم.[11] . لم يُولِّه عثمان علي مصر من الأمصار مع أنّه کان يعظّمه، ويعود ذلک إلي أنّه کان يهتمّ کثيراً بأقاربه وبِطانته، ومن هنا توتّرت العلاقة بينهما،[12] کما أعرض عثمان أيضاً عن أهمّ سندٍ له في الماضي وهو عبد الرحمن بن عوف.[13] . کان طلحة يطمح إلي الخلافة؛[14] فکتب إلي البصرة، والکوفة، وغيرهما من الأمصار محرّضاً أهلها علي قتل عثمان.[15] وکان بيت المال بيده في جريان قتل عثمان،[16] بَيْدَ أنّه لم يستطع أن يطالب بالخلافة؛ لاتّهامه بالمشارکة في قتله؛ فبايع أميرَ المؤمنين عليه السلام، والعجيب أنّه أوّل شخص يبايع. [صفحه 90] لم يظفر طلحة بالخلافة، ويضاف إلي ذلک أنّه حُرِمَ من الامتيازات التي کانت له في عهد عثمان. ممّا حدا به إلي إعلان معارضته للإمام أميرالمؤمنين عليه السلام، فأوقد نار الحرب مع الزبير، وعائشة، وغيرهما. وکان يقول: إنّا داهَنّا في أمر عثمان، فلا نجد اليوم شيئاً أمثل من أن نبذل دماءنا فيه!!![17] . قُتل طلحة في معرکة الجمل سنة 36 ه، بسهم رماه به مروان بن الحکم مِن خلفه.[18] . 2085- الطبقات الکبري عن محمّد بن إبراهيم: کان طلحة بن عبيد اللَّه يغلّ بالعراق ما بين أربعمائة ألف إلي خمسمائة ألف، ويغلّ بالسراة عشرة آلاف دينار أو أقلّ أو أکثر.[19] . 2086- الطبقات الکبري عن إسحاق بن يحيي عن موسي بن طلحة: أنّ معاوية سأله: کم ترک أبو محمّد- يرحمه اللَّه- من العين؟ قال: ترک ألفي ألف درهم ومائتي ألف درهم، ومائتي ألف دينار، وکان ماله قد اغتيل. کان يغلّ کلّ سنة من العراق مائة ألف سوي غلّاته من السراة وغيرها، ولقد کان يُدْخِل قُوتَ أهله بالمدينة سَنَتَهم من مزرعة بقناة کان يزرع علي [صفحه 91] عشرين ناضحاً، وأوّل من زرع القمح بقناة هو. فقال معاوية: عاش حميداً سخيّاً شريفاً، وقتل فقيراً، رحمه اللَّه![20] . 2087- الطبقات الکبري عن إبراهيم بن محمّد بن طلحة: کانت قيمة ما ترک طلحة بن عبيد اللَّه من العقار والأموال وما ترک من الناضّ ثلاثين ألف ألف درهم، ترک من العين ألفَي ألف ومائتي ألف درهم، ومائتي ألف دينار، والباقي عُروض[21] [22] . 2088- مروج الذهب- في ذکر أحوال طلحة بن عبيد اللَّه في خلافة عثمان-: ابتني داره بالکوفة، المشهورة به هذا الوقت، المعروفة- بالکناسة- بدار الطلحيّين، وکان غلّته من العراق کلّ يوم ألف دينار، وقيل أکثر من ذلک، وبناحية الشراة[23] أکثر ممّا ذکرنا، وشيّد داره بالمدينة وبناها بالآجُرّ والجصّ والساج.[24] . 2089- تاريخ الطبري عن موسي بن طلحة: کان لعثمان علي طلحة خمسون ألفاً، فخرج عثمان يوماً إلي المسجد، فقال له طلحة: قد تهيّأ مالک فاقبضه. قال: هو لک يا أبا محمّد! معونة لک علي مروءتک.[25] . راجع: القسم الرابع/مبادئ الثورة علي عثمان/جعل المال دولة بين الأغنياء/ما أعطي طلحة بن عبيداللَّه الثورة علي عثمان/الدعوة إلي الخروج/تحريض طلحة. [صفحه 92]
أحد السابقين إلي الإسلام،[1] ومن کبار الصحابة. آخي الزبيرَ قبل الهجرة.[2] کان تاجراً، وعندما وقعت معرکة بدر کان قد ذهب في تجارة إلي الشام.[3] .
صفحه 89، 90، 91، 92.