عائشة
[صفحه 86] توفّي عنها النبيّ ولها من العمر ثماني عشرة سنةً.[2] . حظيت باحترام بالغ في عهد أبي بکر وعمر، بَيْدَ أنّ عثمان قلّل من شأنها ومن احترامها؛ فبرز الخلاف بينهما[3] إلي درجة أنّها کانت تحرّض الناس علي قتله بقولها: اقتلوا نعثلاً فقد کفر![4] وحين حاصر الثوّار عثمان ذهبت إلي مکّة، وظلّت فيها إلي أن قُتِل.[5] . وعندما قُتل عثمان، کانت تتطلّع إلي خلافة طلحة[6] والزبير.[7] . ولمّا تناهي إلي سمعها استخلاف أميرالمؤمنين عليه السلام رجعت من منتصف الطريق إلي مکّة، ونادت بظُلامة عثمان مطالبة بثأره.[8] . وعلي الرغم من أنّ موقفها من قتل عثمان کان واضحاً للناس؛ ومنهم من کان يذکّرها به، بَيْدَ أنّهم کانوا يحترمونها ويسمعون کلامها؛ إجلالاً لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله، ولاُمومتها المؤمنين. [صفحه 87] کانت عالمة خطيبة وأديبة؛[9] وملمّة إلماماً تامّاً بسجايا العرب، وتعرف مواطن ضعفهم، لذا کانت قادرة علي تحريضهم.[10] . وکان طلحة والزبير يعلمان أنّ الطريق الوحيد للنصر وتسلّم الخلافة هو تعبئة الناس بواسطة عائشة؛ فلم يضيّعا هذه الفرصة. کانت عائشة تجاهر بعدائها للإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وتذکر أنّ بينها وبينه ما يکون بين المرأة وبين أحمائها.[11] . ولولا وجاهتها لما استطاع طلحة والزبير تعبئة الناس للحرب. وکانت فارسة الحلبة بعد مقتل طلحة والزبير.[12] . مع هذا کلّه، أرجعها الإمام عليه السلام إلي المدينة باحترامٍ تامّ.[13] . واصلت عداءها للإمام عليه السلام علي الرغم من إصحارها بالندم مراراً علي ما فرّطت في جنبه يوم الجمل.[14] . أظهرت سرورها بعد استشهاد أميرالمؤمنين عليه السلام،[15] وسجدت لذلک شکراً![16] . [صفحه 88] وحالت دون دفن الإمام الحسن عليه السلام عند جدّه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.[17] . ماتت سنة سبع وخمسين أو ثمانٍ وخمسين من الهجرة.[18] .
هي عائشة بنت أبي بکر، وزوج النبيّ الأعظم صلي الله عليه و آله.[1] .
صفحه 86، 87، 88.