عدد القتلي فيها
ولکن هناک اختلاف کبير بين هذه النصوص حول عدد قتلي جيش الجمل بحيث لا يمکن التعويل کثيراً علي أيّ منها. فقد ذکرت بعض الأخبار التاريخيّة أنّ عدد من قُتل منهم عشرون ألفاً،[2] بينما جاء في أخبار اُخري أنّه قُتل منهم ثلاثة عشر ألفاً،[3] وعلي خبرٍ آخر عشرة آلاف،[4] أو خمسة آلاف.[5] . وجاء في نقل سيف بن عمر أنّه قُتل منهم خمسة آلاف، وهو- في العادة- ينقل الأخبار الکاذبة، أو يختلقها من عنده. وما ذُکر من أنّ عدد قتلي أصحاب الجمل کان عشرة آلاف، وإن لم يأتِ في مصادر تاريخيّة کثيرة، إلّا أنّ نبوءة الإمام عليّ عليه السلام في عدد قتلاهم تؤيّد هذا المعني. فقد قال لمّا بلغه خروج عائشة: [صفحه 80] «وقد- واللَّه- علمتُ أنّها الراکبة الجمل لا تحلّ عقدةً ولا تسير عقبةً ولا تنزل منزلاً إلّا إلي معصية؛ حتي تُورد نفسها ومن معها مورداً يُقتل ثلثهم، ويهرب ثلثهم، ويرجع ثلثهم.[6] . وبما أنّ عدد أصحاب الجمل کان ثلاثين ألفاً[7] فيجب أن يکون عدد قتلاهم عشرة آلاف. وذکر الشيخ المفيد في کتاب الجمل أنّ مجموع القتلي بلغ خمسةً وعشرين ألفاً، فإذا نقص منها خمسة آلاف ممّن قتلوا في جيش الإمام يبقي العدد عشرون ألفاً، وهذا يؤيّد النصّ الوارد في أنّ عدد من قُتل منهم عشرون ألفاً. وواصل الشيخ المفيد يقول: وروي عبداللَّه بن الزبير رواية شاذّة أنّهم کانوا خمسة عشر ألفاً. قيل: ويوشک أن يکون قول ابن الزبير أثبت. ولکنّ القول بذلک باطل؛ لبعده عن جميع ما قاله أهل العلم به.[8] . وکلام اُمّ أفعي مع عائشة- الذي ورد في عيون الأخبار- يؤيّد صحّة هذا القول. علي أنّه ذکرت بعض المصادر أنّ مجموع قتلي الفريقين کان ثلاثين ألفاً،[9] فيما ذکرت اُخري أنّه کان عشرين ألفاً.[10] . 2078- عيون الأخبار: دخلت اُمّ أفعي العبديّة علي عائشة [بعد وقعة الجمل] [صفحه 81] فقالت: يا اُمّ المؤمنين، ما تقولين في امرأة قتلت ابناً لها صغيراً؟ قالت: وَجَبَتْ لها النار. قالت: فما تقولين في امرأة قتلت من أولادها الأکابر عشرين ألفاً؟ قالت: خذوا بيد عدوّة اللَّه.[11] . [صفحه 83]
قُتل في معرکة الجمل من جيش الإمام عليّ عليه السلام خمسة آلاف.[1] وتُجمع النصوص التاريخيّة کلّها علي هذا العدد بدون أدني اختلاف.
صفحه 80، 81، 83.