اصحاب الإمام يُشيرون عليه بالاستعداد للحرب











اصحاب الإمام يُشيرون عليه بالاستعداد للحرب



2377- الإمام عليّ عليه السلام- من کلام له وقد أشار عليه أصحابه بالاستعداد للحرب بعد إرساله جرير بن عبداللَّه البجلي إلي معاوية-: إنّ استعدادي لحرب أهل الشام وجريرٌ عندهم إغلاق للشام وصرف لأهله عن خيرٍ إن أرادوه. ولکن قد وَقّتُّ لجرير وقتاً لا يُقيم بعده إلّا مخدوعاً أو عاصياً. والرأي عندي مع الأناة، فأروِدوا[1] ولا أکره لکم الإعداد.

ولقد ضربت أنف هذا الأمر وعينه، وقلّبت ظهره وبطنه، فلم أرَ لي فيه إلّا القتال أو الکفر بما جاء محمّد صلي الله عليه و آله. إنّه قد کان علي الاُمّة والٍ أحدث أحداثاً

[صفحه 349]

وأوجد الناس مقالاً، فقالوا ثمّ نقموا فغيّروا.[2] .

2378- تاريخ دمشق عن الکلبي: کان عليّ استشار الناس، فأشاروا عليه بالقيام بالکوفة غير الأشتر، وعديّ بن حاتم، وشُرَيح بن هانئ الحارثي، وهانئ بن عروة المرادي، فإنّهم قالوا لعليّ: إنّ الذين أشاروا عليک بالمقام بالکوفة إنّما خوّفوک حرب الشام، وليس في حربهم شي ء أخوف من الموت، وإيّاه نريد، فدعا عليّ الأشتر وعدياً وشُريحاً وهانئاً فقال:

إنّ استعدادي لحرب الشام، وجرير بن عبداللَّه عند القوم صرف لهم عن غيّ إن أرادوه، ولکنّي قد أرسلتُ رسولاً، فوقّت لرسولي وقتاً لا يقيم بعده، والرأي مع الأناة فاتَّئدوا ولا أکره لکم الأعذار.[3] .



صفحه 349.





  1. أروِد: أمهل (مجمع البحرين: 753:2).
  2. نهج البلاغة: الخطبة 43، بحارالأنوار: 364:393:32.
  3. تاريخ دمشق: 130:59، الإمامة والسياسة: 114:1 نحوه وراجع الفتوح: 505:2.