اشخاص جرير بن عبداللَّه إلي معاوية











اشخاص جرير بن عبداللَّه إلي معاوية



2374- تاريخ الطبري: وجّه عليّ عند منصرفه من البصرة إلي الکوفة وفراغه

[صفحه 346]

من الجمل جرير بن عبداللَّه البجلي إلي معاوية يدعوه إلي بيعته، وکان جرير حين خرج عليّ إلي البصرة لقتال من قاتله بها بهمذان عاملاً عليها کان عثمان استعمله عليها، وکان الأشعث بن قيس علي آذربيجان عاملاً عليها کان عثمان استعمله عليها، فلمّا قدم عليّ الکوفة منصرفاً إليها من البصرة کتب إليهما يأمرهما بأخذ البيعة له علي مَن قبلهما من الناس والانصراف إليه. ففعلا ذلک، وانصرفا إليه. فلمّا أراد عليّ توجيه الرسول إلي معاوية، قال جرير بن عبداللَّه:... ابعثني إليه فإنّه لي ودّ حتي آتيه فأدعوه إلي الدخول في طاعتک، فقال الأشتر لعليّ: لا تبعثه، فواللَّه إنّي لأظنّ هواه معه.

فقال عليّ: دعه حتي ننظر ما الذي يرجع به إلينا.

فبعثه إليه وکتب معه کتاباً يعلمه فيه باجتماع المهاجرين والأنصار علي بيعته، ونکث طلحة والزبير وما کان من حربه إيّاهما، ويدعوه إلي الدخول فيما دخل فيه المهاجرون والأنصار من طاعته، فشخَص إليه جرير، فلمّا قدم عليه ماطله واستنظره، ودعا عمراً فاستشاره فيما کتب به إليه، فأشار عليه أن يرسل إلي وجوه الشام، ويلزم عليّاً دم عثمان، ويقاتله بهم، ففعل ذلک معاوية.[1] .

2375- الإمام عليّ عليه السلام- من کتاب له عليه السلام إلي معاوية-: بسم اللَّه الرحمن الرحيم. أمّا بعد، فإنّ بيعتي بالمدينة لزمتک وأنت بالشام؛ لأنّه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بکر وعمر وعثمان علي ما بويعوا عليه، فلم يکن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يردّ، وإنّما الشوري للمهاجرين والأنصار، فإذا اجتمعوا علي رجل فسمّوه إماماً، کان ذلک للَّه رضاً، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو رغبة

[صفحه 347]

ردّوه إلي ما خرج منه، فإن أبي قاتلوه علي اتّباعه غيرَ سبيل المؤمنين، وولّاه اللَّه ما تولّي ويُصليه جهنّم وساءت مصيراً.

وإنّ طلحة والزبير بايعاني، ثمّ نقضا بيعتي، وکان نقضهما کردّهما، فجاهدتهما علي ذلک حتي جاء الحقّ وظهر أمر اللَّه وهم کارهون.

فادخل فيما دخل فيه المسلمون؛ فإنّ أحبّ الاُمور إليَّ فيک العافية، إلّا أن تتعرّض للبلاء، فإن تعرّضت له قاتلتک واستعنت اللَّه عليک.

وقد أکثرتَ في قتلة عثمان فادخل فيما دخل فيه المسلمون، ثمّ حاکم القوم إليَّ أحملک وإيّاهم علي کتاب اللَّه. فأمّا تلک التي تريدها فخدعة الصبي عن اللبن، ولعمري لئن نظرت بعقلک دون هواک لتجدنّي أبرأ قريش من دم عثمان.

واعلم أنّک من الطلقاء الذين لا تحلّ لهم الخلافة، ولا تعرض فيهم الشوري، وقد أرسلت إليک وإلي من قبلک: جرير بن عبداللَّه وهو من أهل الإيمان والهجرة، فبايع ولا قوّة إلّا باللَّه.[2] .

راجع: نهج البلاغة: الکتاب 37 و6.



صفحه 346، 347.





  1. تاريخ الطبري: 561:4، مروج الذهب: 381:2، الکامل في التاريخ: 359:2، البداية والنهاية: 254:7؛ وقعة صفّين: 27 کلّها نحوه وراجع الإمامة والسياسة: 113:1 والأخبار الطوال: 156.
  2. وقعة صفّين: 29؛ تاريخ دمشق: 128:59 کلاهما عن عامر الشعبي، العقد الفريد: 329:3، الأخبار الطوال: 157 نحوه إلي «عن اللبن»، شرح نهج البلاغة: 75:3، الفتوح: 506:2 وفيه من «وإنّما الشوري...» نحوه، الإمامة والسياسة: 113:1.