سياسة معاوية في جواب الإمام











سياسة معاوية في جواب الإمام



2371- تاريخ الطبري- في ذکر کتاب الإمام إلي معاوية وأبي موسي-: وکان رسول أميرالمؤمنين إلي معاوية سبرة الجهني، فقدم عليه فلم يکتب معاوية بشي ء، ولم يجِبه، وردّ رسوله، وجعل کلّما تنجّز جوابه لم يزِد علي قوله:


أدِم إدامةَ حصن أوخذا بيدي
حرباً ضروساً تشبّ الجزل والضرما


في جارکم وابنکم إذ کان مقتله
شَنعاء شَيّبتِ الاصداغَ واللَّمَما


أعيَي المَسُودُ بها والسيّدونَ فلم
يوجد لها غيرنا موليً ولا حَکَما


وجعل الجهني کلّما تنجّز الکتاب لم يزِده علي هذه الأبيات، حتي إذا کان الشهر الثالث من مقتل عثمان في صفر دعا معاوية برجل من بني عبس ثمّ أحد بني رواحة يدعي قبيصة، فدفع إليه طوماراً مختوماً عنوانه: من معاوية إلي عليّ، فقال: إذا دخلت المدينة فاقبض علي أسفل الطومار، ثمّ أوصاه بما يقول وسرّح رسول عليّ.

وخرجا فقدما المدينة في ربيع الأوّل لغرّته، فلمّا دخلا المدينة رفع العبسي الطومار کما أمره، وخرج الناس ينظرون إليه، فتفرّقوا إلي منازلهم وقد علموا أنّ معاوية معترض، ومضي يدخل علي عليّ، فدفع إليه الطومار ففضّ خاتمه فلم يجد في جوفه کتابة، فقال للرسول: ما وراءک؟ قال: آمن أنا؟ قال: نعم إنّ الرسل أمنة لا تقتل. قال: ورائي إنّي ترکت قوماً لا يرضون إلّا بالقود. قال: ممن؟ قال: من خيط نفسک، وترکت ستين ألف شيخ يبکي تحت قميص عثمان وهو منصوب لهم قد ألبسوه منبر دمشق. فقال: منّي يطلبون دم عثمان!

[صفحه 345]

أ لست موتوراً کتِرة عثمان؟! اللهمّ إنّي أبرأ إليک من دم عثمان.[1] .



صفحه 345.





  1. تاريخ الطبري: 443:4، الکامل في التاريخ: 310:2.