عزل معاوية











عزل معاوية



ذکرنا سابقاً أنّ اُولي الأعمال التي اتّخذها الإمام عليّ عليه السلام بعد مبايعة الناس له علي طريق الشروع بالإصلاحات هو عزل عمّال عثمان.[1] وکان الساسة من أصحاب الإمام لا يرون من المصلحة عزل شخصين، هما: معاوية وأبي موسي الأشعري.

وأخيراً وبعد الکثير من التوضيحات وفي أعقاب وساطة مالک الأشتر، وافق أميرالمؤمنين عليه السلام علي إبقاء أبي موسي الأشعري. أمّا بالنسبة الي معاوية فلم تفلح جميع الجهود التي بذلت لإقناع الإمام بإبقائه في منصبه ، إذ کان لا يري جواز إبقائه والياً ولو لحظة واحدة.

[صفحه 336]

أمّا بالنسبة إلي معاوية فهو لم يبايع الإمام ولم يترک أهل الشام يبايعونه. وبدأ منذ اليوم الأول لخلافة الإمام بالتآمر عليه، ممهّداً بذلک الأجواء للصدام العسکري.

وأوّل سؤال يُثار في هذا المجال هو کيف يمکن تبرير عمل الإمام هذا من الوجهة السياسيّة؟ أ لم يکن من الأفضل أن يُبقي الإمامُ معاوية في منصبه في بداية خلافته إلي حين استتباب الاُمور، وإلي أن يبايع هو وأهل الشام، ثمّ يعزله من بعد ذلک لکي لا تقع حرب صفّين ولکي تستقرّ الحکومة الإسلاميّة بقيادته؟ أ لم يکن الحفاظ علي وحدة کلمة الاُمّة وديمومة النظام الإسلامي وهما من أوجب الواجبات، يقضيان بإبقاء معاوية علي ولاية الشام ولو مؤقّتاً؟

[صفحه 337]



صفحه 336، 337.





  1. راجع: القسم الخامس/الإصلاحات العلويّة/عزل عمّال عثمان.