عبداللَّه بن عمرو بن العاص











عبداللَّه بن عمرو بن العاص



ولد في سنة 38 قبل الهجرة، وأسلم وهاجر إلي المدينة بعد سنة 7 ه.[1] وأبوه عمرو بن العاص يکبره بإحدي عشرة أو اثنتي عشرة سنة!![2] .

يبدو أنّه کان في البداية يمنع أباه من الذهاب إلي معاوية، ويطلب منه أن

[صفحه 329]

يعتزله، وکان يعلم بأفضليّة الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام، ويري أنّ معاوية صاحب دنيا، بيدَ أنّه صحب أباه في توجّهه إلي معاوية، وکان علي ميمنة جيشه في حرب صفّين،[3] وعلي قولٍ: کان صاحب راية أبيه عمرو بن العاص فيها.[4] .

ولي الکوفة في أيّام معاوية مدّة،[5] ثمّ ولّاه مصر بعد هلاک أبيه.[6] .

ورث من أبيه قناطير مقنطرة من الذهب المصري، فکان من ملوک الصحابة.[7] .

وکان يُصحِر بندمه علي حضوره في صفّين، ويقول: لوددت أنّي مِتّ قبلها بعشرين سنة، أو بعشر سنين.[8] ومات بمصر سنة 65 ه.[9] .

2364- مسند ابن حنبل عن حنظلة بن خويلد العنبري: بينما أنا عند معاوية، إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمّار، يقول کلّ واحد منهما: أنا قتلته. فقال

[صفحه 330]

عبداللَّه بن عمرو: ليَطِب به أحدُکما نفساً لصاحبه؛ فإنّي سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: تقتله الفئة الباغية!

قال معاوية: فما بالک معنا؟! قال: إنّ أبي شکاني إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فقال: «أطِع أباک ما دام حيّاً ولا تعصِه»، فأنا معکم، ولست اُقاتل.[10] .

2365- المعجم الأوسط عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه: کنت في مسجد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في حلقة فيها أبو سعيد الخدري وعبداللَّه بن عمرو، إذ مرّ الحسين بن عليّ فسلّم، فردّ عليه القوم وسکت عبداللَّه بن عمرو، ثمّ رفع ابن عمرو صوته بعدما سکت القوم، فقال: وعليک السلام ورحمة واللَّه وبرکاته.

ثمّ أقبل علي القوم، فقال: أ لا اُخبرکم بأحبّ أهل الأرض إلي أهل السماء؟ قالوا: بلي. قال: هو هذا المقفّي، واللَّه ما کلّمته کلمة، ولا کلّمني کلمة، منذ ليال صفّين، وواللَّه، لأن يرضي عنّي أحبّ إليَّ من أن يکون لي مثل اُحد.

فقال له أبو سعيد الخدري: أ لا تغدو إليه؟

قال: بلي.

فتواعدا أن يغدوا إليه، وغدوت معهما، فاستأذن أبو سعيد: فأذن له، فدخلنا، فاستأذن لابن عمرو، فلم يزَل به حتي أذن له الحسين، فدخل، فلمّا رآه أبو سعيد زحل[11] له، وهو جالس إلي جنب الحسين فمدّه الحسين إليه، فقام ابن عمرو، فلم يجلس، فلمّا رأي ذلک خلّي عن أبي سعيد، فأزحل له، فجلس بينهما. فقصّ أبو سعيد القصّة.

[صفحه 331]

فقال: أ کذلک يابن عمرو؟ أ تعلم أنّي أحبّ أهل الأرض إلي أهل السماء؟

قال: إي وربّ الکعبة، إنّک لأحبّ أهل الأرض إلي أهل السماء.

قال: فما حملک علي أن قاتلتني وأبي يوم صفّين؟ واللَّه لأبي خير منّي! قال: أجل، ولکن عمراً شکاني إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فقال: إنّ عبداللَّه يقوم الليل، ويصوم النهار. فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله:«صلّ ونَم، وصُم وأفطر، وأطِع عمراً»، فلمّا کان يوم صفّين أقسم عليَّ. واللَّه، ما کثّرت لهم سواداً، ولا اخترطت لهم سيفاً، ولا طعنت برمح، ولا رميت بسهم.

فقال له الحسين: أ ما علمت أنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؟

قال: بلي.[12] .



صفحه 329، 330، 331.





  1. سير أعلام النبلاء: 17:91:3.
  2. سير أعلام النبلاء: 17:80:3، تاريخ الإسلام للذهبي: 55:163:5، اُسد الغابة: 3092:346:3، الإصابة: 4865:166:4، الاستيعاب: 1636:86:3، البداية والنهاية: 263:8.
  3. سير أعلام النبلاء: 17:91:3، تاريخ الإسلام للذهبي: 55:165:5، اُسد الغابة: 3092:347:3، الأخبار الطوال: 172 وفيه «هو علي الخيل»، البداية والنهاية: 261:7 وفيه «هو علي الميسرة».
  4. الفتوح: 26:3، الطبقات الکبري: 266:4 وفيه «کانت بيده الراية».
  5. سير أعلام النبلاء: 17:91:3، تاريخ الطبري: 166:5، الکامل في التاريخ: 451:2، تاريخ الإسلام للذهبي: 55:165:5، البداية والنهاية: 264:8.
  6. تاريخ الطبري: 181:5 و ص 229، الکامل في التاريخ: 458:2 و ص 478، البداية والنهاية: 24:8 و ص 31.
  7. سير أعلام النبلاء: 17:90:3.
  8. الطبقات الکبري: 266:4، سير أعلام النبلاء: 17:92:3، تاريخ الإسلام للذهبي: 55:166:5، اُسد الغابة: 3092:347:3، الاستيعاب: 1636:87:3.
  9. سير أعلام النبلاء: 17:94:3، تاريخ الإسلام للذهبي: 55:166:5، الکامل في التاريخ: 661:2، الطبقات الکبري: 268:4، اُسد الغابة: 3093:348:3، الإصابة: 4865:167:4، الاستيعاب: 1636:88:3 وفي الثلاثة الأخيرة أقوال اُخر، البداية والنهاية: 263:8.
  10. مسند ابن حنبل: 6549:564:2، العقد الفريد: 335:3 وفيه إلي «الباغية».
  11. زَحَلَ عن مکانه: تنحّي (تاج العروس: 304:14).
  12. المعجم الأوسط: 3917:181:4، اُسد الغابة: 3092:347:3 نحوه وفيه إلي «ولا رميت بسهم» وراجع المناقب لابن شهر آشوب: 73:4.