شرط بيعته لمعاوية











شرط بيعته لمعاوية



2357- تاريخ اليعقوبي: کانت مصر والمغرب لعمرو بن العاص طُعمة شرطها له يوم بايع، ونسخة الشرط: هذا ما أعطي معاوية بن أبي سفيان عمرو بن العاص مصر، أعطاه أهلها، فهم له حياته، ولا تنقص طاعته شرطاً.

فقال له وردان مولاه: فيه الشَّعر من بدنک! فجعل عمرو يقرأ الشرط، ولا يقف علي ما وقف عليه وردان. فلمّا ختم الکتاب وشهد الشهود، قال له وردان: وما عمرک أيّها الشيخ إلّا کظِم ء حمار،[1] هلّا شرطت لعقبک من بعدک؟!! فاستقال معاويةَ، فلم يُقله، فکان عمرو لا يحمل إليه من مالها شيئاً؛ يفرّق الأعطية في الناس، فما فضل من شي ء أخذه لنفسه.

وولي عمرو بن العاص مصر عشر سنين، منها لعمر بن الخطّاب أربع سنين، ولعثمان بن عفّان أربع سنين إلّا شهرين، ولمعاوية سنتين وثلاثة أشهر، وتوفّي وله ثمان وتسعون سنة، وکان داهية العرب رأياً وحزماً وعقلاً ولساناً.[2] .

2358- سير أعلام النبلاء: أتي [عمرو بن العاص] معاوية، فوجده يقصّ ويذکّر أهل الشام في دم الشهيد، فقال له: يا معاوية! قد أحرقت کبدي بقصصک، أ تري

[صفحه 323]

إن خالفنا عليّاً لِفضلٍ منّا عليه؟ لا واللَّه! إن هي إلّا الدنيا نتکالب عليها، أما واللَّه، لتقطعنّ لي من دنياک، أو لاُنابذنّک.

فأعطاه مصر، وقد کان أهلها بعثوا بطاعتهم إلي عليّ.[3] .

راجع: تهيّؤ معاوية للحرب: الاستعانة بعمرو بن العاص.



صفحه 323.





  1. ما بقي منه إلّا قدر ظِم ء الحمار: أي لم يبقَ من عمره إلّا اليسير (لسان العرب: 116:1).
  2. تاريخ اليعقوبي: 221:2.
  3. سير أعلام النبلاء: 15:72:3، تاريخ دمشق: 166:46 نحوه، النجوم الزاهرة: 63:1 وفيه «فأعطاه مصر يُعطي أهلها عطاءهم، وما بقي فله» بدل «فأعطاه مصر...».