کلام الإمام عليّ في خصائصه
[صفحه 316] بمخالبه، وينتظر ما يُلقي إليه من فضل فريسته. فأذهبتَ دنياک وآخرتک! ولو بالحقّ أخذت أدرکت ما طلبت؛ فإن يمکّنّي اللَّه منک ومن ابن أبي سفيان أجزِکما بما قدّمتما، وإن تُعجِزا[1] وتبقيا فما أمامکما شرّ لکما، والسلام.[2] . 2348- عنه عليه السلام: عجباً لابن النابغة! يزعم لأهل الشام أنّ فيَّ دعابة، وأنّي امرؤ تلعابة، اُعافس[3] واُمارس! لقد قال باطلاً، ونطق آثماً. أما- وشرّ القول الکذب- إنّه ليقول فيکذب، ويعُد فيُخلف، ويُسأل فيبخل، ويَسأل فيُلْحِف،[4] ويخون العهد، ويقطع الإلّ،[5] فإذا کان عند الحرب فأيُّ زاجر وآمر هو! ما لم تأخذ السيوف مآخذَها، فإذا کان ذلک کان أکبر مکيدته أن يمنح القِرْم سُبَّتَه.[6] . أما واللَّه، إنّي ليمنعني من اللعب ذکر الموت، وإنّه ليمنعه من قول الحقّ نسيان الآخرة، إنّه لم يبايع معاوية حتي شرط أن يؤتيه أتيّةً، ويرضخ له علي ترک الدين رضيخةً[7] [8] . [صفحه 317] 2349- العقد الفريد: ذُکر عمرو بن العاص عند عليّ بن أبي طالب، فقال فيه عليّ: عجباً لابن النابغة! يزعم أنّي بلقائه اُعافس واُمارس، أنّي وشرُّ القول أکذبُه، إنّه يَسأل فيُلحِف، ويُسأل فيبخل. فإذا احمرّ البأس، وحمي الوطيس،[9] وأخذت السيوف مأخذها من هام الرجال، لم يکن له همّ إلّا نزعه ثيابه، ويمنح الناس استَه! أغصّه اللَّه وترّحه[10] [11] .
2347- الإمام عليّ عليه السلام- من کتاب له إلي عمرو بن العاص-: فإنّک قد جعلت دينک تبعاً لدنيا امرئ ظاهرٌ غيُّه، مهتوک سترُه، يَشين الکريم بمجلسه، ويُسفِّه الحليمَ بخِلْطَته، فاتّبعتَ أثره، وطلبت فضله، اتّباعَ الکلب للضِّرغام يلوذ
صفحه 316، 317.