كلام الإمام عليّ في خصائصه











کلام الإمام عليّ في خصائصه



2347- الإمام عليّ عليه السلام- من کتاب له إلي عمرو بن العاص-: فإنّک قد جعلت دينک تبعاً لدنيا امرئ ظاهرٌ غيُّه، مهتوک سترُه، يَشين الکريم بمجلسه، ويُسفِّه الحليمَ بخِلْطَته، فاتّبعتَ أثره، وطلبت فضله، اتّباعَ الکلب للضِّرغام يلوذ

[صفحه 316]

بمخالبه، وينتظر ما يُلقي إليه من فضل فريسته.

فأذهبتَ دنياک وآخرتک! ولو بالحقّ أخذت أدرکت ما طلبت؛ فإن يمکّنّي اللَّه منک ومن ابن أبي سفيان أجزِکما بما قدّمتما، وإن تُعجِزا[1] وتبقيا فما أمامکما شرّ لکما، والسلام.[2] .

2348- عنه عليه السلام: عجباً لابن النابغة! يزعم لأهل الشام أنّ فيَّ دعابة، وأنّي امرؤ تلعابة، اُعافس[3] واُمارس! لقد قال باطلاً، ونطق آثماً.

أما- وشرّ القول الکذب- إنّه ليقول فيکذب، ويعُد فيُخلف، ويُسأل فيبخل، ويَسأل فيُلْحِف،[4] ويخون العهد، ويقطع الإلّ،[5] فإذا کان عند الحرب فأيُّ زاجر وآمر هو! ما لم تأخذ السيوف مآخذَها، فإذا کان ذلک کان أکبر مکيدته أن يمنح القِرْم سُبَّتَه.[6] .

أما واللَّه، إنّي ليمنعني من اللعب ذکر الموت، وإنّه ليمنعه من قول الحقّ نسيان الآخرة، إنّه لم يبايع معاوية حتي شرط أن يؤتيه أتيّةً، ويرضخ له علي ترک الدين رضيخةً[7] [8] .

[صفحه 317]

2349- العقد الفريد: ذُکر عمرو بن العاص عند عليّ بن أبي طالب، فقال فيه عليّ:

عجباً لابن النابغة! يزعم أنّي بلقائه اُعافس واُمارس، أنّي وشرُّ القول أکذبُه، إنّه يَسأل فيُلحِف، ويُسأل فيبخل. فإذا احمرّ البأس، وحمي الوطيس،[9] وأخذت السيوف مأخذها من هام الرجال، لم يکن له همّ إلّا نزعه ثيابه، ويمنح الناس استَه! أغصّه اللَّه وترّحه[10] [11] .



صفحه 316، 317.





  1. أي: وإن لم أستطع أخذکما أو متّ قبل ذلک وبقيتما بعدي (شرح نهج البلاغة: 163:16).
  2. نهج البلاغة: الکتاب 39، الاحتجاج: 95:432:1 وفيه «أخبرتکما» بدل «أجزِکما».
  3. المعافسة: المعالجة والممارسة والملاعبة (النهاية: 263:3).
  4. يقال: ألحفَ في المسألة يُلْحِف: إذا ألحّ فيها ولزمها (النهاية: 237:4).
  5. الإلّ: العهد والقرابة (مجمع البحرين: 62:1).
  6. السُبَّةُ: الإسْتُ (مجمع البحرين: 802:2).
  7. أي عطيّة (النهاية: 228:2).
  8. نهج البلاغة: الخطبة 84، الاحتجاج: 96:433:1، شرح المائة کلمة: 13:162، الأمالي للطوسي: 208:131 عن عليّ بن محمّد، الغارات: 513:2 کلاهما نحوه إلي «القوم سُبَّته».
  9. الوَطِيس: شبْهُ التنّور. وقيل: هو الضِّراب في الحرب. وقيل: هو الوَطْء الذي يَطِس الناس؛ أي يدقّهم. عبّر به عن اشتباک الحرب وقيامها علي ساق (النهاية: 204:5).
  10. ترّحه الأمر: أي أحزنه (لسان العرب: 417:2 (.
  11. العقد الفريد: 335:3، جواهر المطالب: 38:2 نحوه وفيه «تِلعابة» بدل «بلقائه» وزاد في آخره «واُخزاه وفضحه».