نسبه











نسبه



2343- ربيع الأبرار: کانت النابغة- اُمّ عمرو بن العاص- أمةَ رجلٍ من عنزة، فسُبيت، فاشتراها عبداللَّه بن جدعان، فکانت بغيّاً، ثمّ عُتقت. ووقع عليها أبو لهب، واُميّة بن خلف، وهشام بن المغيرة، وأبو سفيان بن حرب، والعاص بن وائل، في طُهرٍ واحد، فولدت عمراً!

فادّعاه کلّهم، فحکمت فيه اُمّه فقالت: هو للعاص؛ لأنّ العاص کان ينفق عليها.

[صفحه 314]

وقالوا: کان أشبه بأبي سفيان، وفي ذلک يقول أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب:


أبوک أبو سفيان لاشکّ قد بدتْ
لنا فيک منه بيّناتُ الشمائلِ[1] .


2344- العقد الفريد عن عبداللَّه بن سليمان المدني وأبي بکر الهذلي: إنّ أروي بنت الحارث بن عبد المطّلب دخلت علي معاوية؛ وهي عجوز کبيرة، فلمّا رآها معاوية قال: مرحباً بک وأهلاً ياعمّة، فکيف کنت بعدنا؟ فقالت: يابن أخي، لقد کفرتَ يد النعمة، وأسأتَ لابن عمّک الصحبة، وتسمّيت بغير اسمک، وأخذت غير حقّک، من غير بلاء کان منک، ولا من آبائک، ولا سابقة في الإسلام، بعد أن کفرتم برسول اللَّه صلي الله عليه و آله....

فقال لها عمرو بن العاص: کفي أيّتها العجوز الضالّة، وأقصري من قولک مع ذهاب عقلک؛ إذ لا تجوز شهادتک وحدک؟ فقالت له: وأنت يابن النابغة!! تتکلّم واُمّک کانت أشهر امرأة تغنّي بمکّة وآخَذَهن للاُجرة، ادّعاک خمسة نفر من قريش، فسُئِلت اُمّک عنهم، فقالت: کلّهم أتاني، فانظروا أشبههم به فألحِقوه به، فغلب عليک شبَهُ العاص بن وائل، فلُحِقتَ به.[2] .

2345- بلاغات النساء عن أنس بن مالک: قال عمرو بن العاص [لأروي بنت الحارث]: أيّتها العجوز الضالّة! أقصري من قولک، وغضّي من طرفک.

قالت: ومن أنت لا اُمّ لک؟ قال: عمرو بن العاص.

[صفحه 315]

قالت: يابن اللخناء النابغة! أ تکلّمني؟ ارْبَع علي ظَلْعِک،[3] واعنِ بشأن نفسک، فواللَّه ما أنت من قريش في اللباب من حسبها، ولا کريم منصبها، ولقد ادّعاک ستّة من قريش کلّ واحد يزعم: أنّه أبوک.

ولقد رأيت اُمّک- أيّام مني- بمکّة مع کلّ عبد عاهر- أي فاجر- فأْتمّ بهم؛ فإنّک بهم أشبه.[4] .

2346- شرح نهج البلاغة عن أبي عبيدة معمّر بن المثنّي في کتاب الأنساب: إنّ عمراً اختصم فيه يوم ولادته رجلان: أبو سفيان بن حرب، والعاص بن وائل، فقيل: لتحکم اُمّه. فقالت اُمّه: إنّه من العاص بن وائل.

فقال أبوسفيان: أما إنّي لا أشکّ أنّي وضعته في رحم اُمّه، فأبت إلّا العاص.

فقيل لها: أبو سفيان أشرف نسباً. فقالت: إنّ العاص بن وائل کثير النفقة عليَّ، وأبو سفيان شحيح.[5] .



صفحه 314، 315.





  1. ربيع الأبرار: 548:3.
  2. العقد الفريد: 346:1.
  3. اربَع: أي کفّ وارفق. والظَّلْع: العَرَج، والمعني: اسکُت علي ما فيک من العيب (لسان العرب: 110:8 و ص 244 وانظر مجمع الأمثال: 1553:35:2).
  4. بلاغات النساء: 43.
  5. شرح نهج البلاغة: 284:6؛ بحارالأنوار: 516:230:33.