اهداف معاوية
2340- مروج الذهب عن مطرف بن المغيرة بن شعبة: وفدت مع أبي المغيرة إلي معاوية، فکان أبي يأتيه يتحدّث عنده، ثمّ ينصرف إليَّ فيذکر معاوية، ويذکر عقله، ويعجب ممّا يري منه، إذ جاء ذات ليلة فأمسک عن العشاء، فرأيته مغتمّاً، فانتظرته ساعة، وظننت أنّه لشي ء حدث فينا أو في عملنا، فقلت له: ما لي أراک مغتمّاً منذ الليلة؟ قال: يا بنيّ، إنّي جئت من عند أخبث الناس! قلت له: وما ذاک؟ قال: [صفحه 302] قلت له- وقد خلوت به-: إنّک قد بلغت منّا يا أميرالمؤمنين، فلو أظهرت عدلاً، وبسطت خيراً؛ فإنّک قد کبرت، ولو نظرت إلي إخوتک من بني هاشم، فوصلت أرحامهم؛ فواللَّه ما عندهم اليوم شي ء تخافه، فقال لي: هيهات هيهات!! ملک أخو تَيمٍ فعدل وفعل ما فعل، فواللَّه ما عدا أن هلک فهلک ذکره، إلّا أن يقول قائل: أبو بکر، ثمّ ملک أخو عديّ، فاجتهد وشمّر عشر سنين، واللَّه ما عدا أن هلک فهلک ذکره، إلّا أن يقول قائل: عمر، ثمّ ملک أخونا عثمان فملک رجل لم يکن أحد في مثل نسبه، فعَمل ما عَمل وعُمل به، فواللَّه ما عدا أن هلک فهلک ذکره، وذِکر ما فُعل به، وإنّ أخا هاشم يُصرخ به في کلّ يوم خمس مرّات: أشهد أنّ محمّداً رسول اللَّه، فأيّ عمل يبقي مع هذا؟ لا اُمّ لک، واللَّه ألا دفناً دفناً.[3] .
2339- سير أعلام النبلاء عن سعيد بن سويد: صلّي بنا معاوية في النخيلة[1] الجمعة في الضحي ثمّ خطب وقال: ما قاتلنا لتصوموا ولا لتصلّوا ولا لتحجّوا أو تزکّوا، قد عرفت أنّکم تفعلون ذلک، ولکن إنّما قاتلناکم لأتأمّر عليکم، فقد أعطاني اللَّه ذلک وأنتم کارهون.[2] .
صفحه 302.