دعاءُ النبيّ عليه











دعاءُ النبيّ عليه



2318- المعجم الکبير عن ابن عبّاس: سمع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله صوت رجلين يغنّيان؛ وهما يقولان:


ولا يزال حواريُّ يلوح عظامه
زوي الحربُ عنه أن يَجُنّ فيُقبرا


فسأل عنهما فقيل: معاوية وعمرو بن العاص، فقال: اللهمّ ارکِسهما في الفتنة

[صفحه 294]

رکساً، ودَعْهُما إلي النار دعّاً.[1] .

2319- صحيح مسلم عن ابن عبّاس: کنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فتواريت خلف باب. قال: فجاء فحَطأني حَطْأة[2] وقال: اذهب وادعُ لي معاوية. قال: فجئت فقلت: هو يأکل. قال: ثمّ قال لي: اذهب فادعُ لي معاوية. قال: فجئت فقلت: هو يأکل. فقال: لا أشبع اللَّه بطنه![3] .

2320- وقعة صفّين عن عليّ بن الأقمر: وفدنا علي معاوية وقضينا حوائجنا ثمّ قلنا: لو مررنا برجل قد شهد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وعاينه، فأتينا عبداللَّه بن عمر فقلنا: يا صاحب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، حدّثنا ما شهدت ورأيت. قال:

إنّ هذا أرسل إليّ- يعني معاوية- فقال: لئن بلغني أنّک تحدّث لأضربنّ عنقک. فجثوت علي رکبتي بين يديه، ثمّ قلت: وددتُ أنّ أحدّ سيف في جندک علي عنقي، فقال: واللَّه ما کنت لاُقاتلک ولا أقتلک.

[صفحه 295]

وايم اللَّه ما يمنعني أن اُحدّثکم ما سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال فيه، رأيت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أرسل إليه يدعوه- وکان يکتب بين يديه- فجاء الرسول فقال: هو يأکل. فقال: «لا أشبع اللَّه بطنه» فهل ترونه يشبع؟

قال: وخرج من فَجّ[4] فنظر رسول اللَّه إلي أبي سفيان وهو راکب ومعاوية وأخوه، أحدهما قائد والآخر سائق، فلمّا نظر إليهم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال: اللهمّ العن القائد والسائق والراکب. قلنا: أنت سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟ قال: نعم، وإلّا فصُمّتا اُذناي، کما عميَتا عيناي.[5] .

2321- البداية والنهاية- بعد ذکر کلام النبيّ صلي الله عليه و آله-: وقد کان معاوية لا يشبع بعدها، ووافقته هذه الدعوة في أيّام إمارته، فيقال: إنّه کان يأکل في اليوم سبع مرّات طعاماً بلحم، وکان يقول: واللَّه لا أشبع وإنّما أعيي.[6] .

2322- تهذيب التهذيب عن عليّ بن عمر: النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعرفهم بالصحيح والسقيم، وأعلمهم بالرجال، فلمّا بلغ هذا المبلغ حسدوه، فخرج إلي الرملة[7] [ثمّ إلي دمشق] فسئل عن فضائل معاوية فأمسک عنه، فضربوه في الجامع فقال: أخرجوني إلي مکّة، فأخرجوه وهو عليل وتوفّي

[صفحه 296]

مقتولاً شهيداً....

و عن أبي بکر المأموني: قيل له [أي النسائي] وأنا حاضر: أ لا تُخرج فضائل معاوية؟ فقال: أيّ شي ء اُخرج؟ «اللهمّ لا تُشبع بطنه»!! وسکت وسکت السائل.[8] .



صفحه 294، 295، 296.





  1. المعجم الکبير: 10970:32:11، مسند ابن حنبل: 19801:182:7، مسند أبي يعلي: 7436:429:13؛ وقعة صفّين: 219، شرح الأخبار: 499:535:2 کلّها عن أبي برزة نحوه وراجع لسان العرب: 100:6. قال العلّامة الأميني: للحديث طرق أربعة صحيحة لا غمز فيها غير أنّ ابن کثير حبّبته أمانته أن لا يذکر من طرق الحديث إلّا الضعيف کما أنّ السيوطي راقه أن لا ينضّد في سلک لآلئه إلّا المزيّف، ساکتاً عن الأسانيد الصحيحة حفظاً لکرامة ابن هند (الغدير: 145:10).
  2. يقال: حطأه، حَطْأً؛ إذا دفعه بکفّه. وقيل: لا يکون الحَطْء إلّا ضربة بالکفّ (النهاية: 404:1).
  3. صحيح مسلم: 96:2010:4، اُسد الغابة: 4948:202:5، مسند الطيالسي: 2746:359، دلائل النبوّة للبيهقي: 243:6 وفي آخره «قال: فما شبع أبداً»، تاريخ الطبري: 58:10، فتوح البلدان: 663، سلسلة الأحاديث الصحيحة: 82:121:1، البداية والنهاية: 119:8 والستّة الأخيرة نحوه.
  4. الفَجّ: الطريق الواسع (النهاية: 412:3).
  5. وقعة صفّين: 220، بحارالأنوار: 458:190:33 تا 474.
  6. البداية والنهاية: 169:6. وقال ابن کثير في موضع آخر: وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه واُخراه، أمّا في دنياه فإنّه لمّا صار إلي الشام أميراً، کان يأکل في اليوم سبع مرّات، يجاء بقصعة فيها لحم کثير وبصل فيأکل منها، ويأکل في اليوم سبع أکلات بلحم، ومن الحلوي والفاکهة شيئا کثيراً!!(البداية والنهاية: 119:8).
  7. الرَّمْلة: مدينة عظيمة بفلسطين وهي اليوم خراب، بينها وبين بيت المقدس ثمانية عشر يوماً، کانت مقرّ ملک سليمان بن داود عليهماالسلام (معجم البلدان: 69:3).
  8. تهذيب التهذيب: 66:94:1، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 11 وفيه من «قيل له...» وراجع تهذيب الکمال: 48:338:1.