احياء الدين











احياء الدين



2034- مسند ابن حنبل عن أبي سعيد الخدري: کنّا جلوساً ننتظر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فخرج علينا من بعض بيوت نسائه.- قال:- فقمنا معه، فانقطعت نعله فتخلّف عليها عليّ يخصفها، فمضي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، ومضينا معه، ثمّ قام ينتظره، وقمنا معه.

فقال: إنّ منکم من يقاتل علي تأويل هذا القرآن کما قاتلتُ علي تنزيله، فاستشرفنا وفينا أبو بکر وعمر، فقال: لا، ولکنّه خاصف النعل.

قال: فجئنا نبشّره،- قال:- وکأنّه قد سمعه.[1] .

[صفحه 46]

2035- الإمام زين العابدين عليه السلام: انقطع شِسع[2] نعل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فدفعها إلي عليّ عليه السلام يصلحها، ثمّ مشي في نعل واحدة غَلوَة[3] أو نحوها، وأقبل علي أصحابه فقال: إنّ منکم من يقاتل علي التأويل کما قاتل معي علي التنزيل!

فقال أبو بکر: أنا ذاک، يا رسول اللَّه؟! قال: لا، فقال عمر: فأنا يا رسول اللَّه؟! قال: لا. فأمسک القوم، ونظر بعضهم إلي بعض. فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: لکنّه خاصف النعل- وأومأ إلي عليّ بن أبي طالب عليه السلام- وإنّه المقاتل علي التأويل إذا تُرکت سنّتي ونُبذت، وحُرّف کتاب اللَّه، وتکلّم في الدين من ليس له ذلک، فيقاتلهم عليّ عليه السلام علي إحياء دين اللَّه عزّ وجلّ.[4] .

2036- الإمام الباقر عليه السلام: جاء رجل إلي عليّ عليه السلام وهو علي منبره، فقال: يا أميرالمؤمنين، أ تأذن لي أن أتکلّم بما سمعتُ عن عمّار بن ياسر يرويه عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟ فقال: اتّقوا اللَّه ولاتقولوا علي عمّار إلّا ما قاله- حتي قال ذلک

[صفحه 47]

ثلاث مرّات-. ثمّ قال له: تکلّم.

قال: سمعت عمّاراً يقول: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: أنا اُقاتل علي التنزيل، وعليّ يقاتل علي التأويل.

فقال عليه السلام: صدق عمّار وربّ الکعبة إنّ هذه عندي لفي ألف کلمة تتبع کلّ کلمة ألف کلمة.[5] .

2037- المناقب للخوارزمي عن أبي ذرّ الغفاري: کنت مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وهو ببقيع الغرقد[6] فقال: والذي نفسي بيده، إنّ فيکم رجلاً يقاتل الناس من بعدي علي تأويل القرآن کما قاتلت المشرکين علي تنزيله، وهم يشهدون أن لا إله إلّا اللَّه، فيکبر قتلهم علي الناس، حتي يطعنوا علي وليّ اللَّه، ويسخطوا عمله کما سخط موسي أمر السفينة وقتل الغلام وأمر الجدار، وکان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار للَّه رضي، وسخط ذلک موسي.

أراد بالرجل عليّ بن أبي طالب عليه السلام.[7] .

2038- کفاية الأثر عن أنس بن مالک: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال: أوصياء الأنبياء الذين بعدهم بقضاء ديونهم، وإنجاز عِداتهم، ويقاتلون علي سنّتهم.

ثمّ التفت إلي عليّ عليه السلام، فقال: أنت وصيّي، وأخي في الدنيا والآخرة، تقضي ديني، وتنحو[8] عِداتي، وتقاتل علي سنّتي؛ تقاتل علي التأويل کما قاتلتُ علي

[صفحه 48]

التنزيل.[9] .

2039- رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: أيّها الناس! لا اُلفينّکم بعدي ترجعون کفّاراً؛ يضرب بعضکم رقاب بعض، فتلقوني في کتيبة کمجرّ السيل الجرّار! ألا وإنّ عليّ بن أبي طالب أخي، ووصيّي، يقاتل بعدي علي تأويل القرآن کما قاتلتُ علي تنزيله[10] .

2040- عنه صلي الله عليه و آله: يا عليّ، أنت... تقاتل بعدي علي التأويل کما قاتلتُ علي التنزيل.[11] .

2041- عنه صلي الله عليه و آله: أنا اُقاتل علي تنزيل القرآن، وعليّ يقاتل علي تأويل القرآن.[12] .

2042- الإمام عليّ عليه السلام- في الحکم المنسوبة إليه-: عجباً لسعد وابن عمر؛ يزعمان أنّي اُحارب علي الدنيا!! أفکان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يحارب علي الدنيا؟! فإن زعما أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حارب لتکسير الأصنام، وعبادة الرحمن، فإنّما حاربتُ لدفع الضلال، والنهي عن الفحشاء والفساد. أفمثلي يُزَنّ[13] بحبّ الدنيا! واللَّه، لو

[صفحه 49]

تمثّلت لي بشراً سويّاً لضربتُها بالسيف![14] .



صفحه 46، 47، 48، 49.





  1. مسند ابن حنبل: 11773:163:4 و ص 11289:68، مسند أبي يعلي: 1081:29:2 وفيهما من «إنّ منکم...»، فضائل الصحابة لابن حنبل: 1083:637:2، المستدرک علي الصحيحين: 4621:132:3، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 155:286، المصنّف لابن أبي شيبة: 19:497:7، حلية الأولياء: 67:1، اُسد الغابة: 3277:426:3 عن عبد الرحمن بن بشير و ج 3789107:4، شرح نهج البلاغة: 207:3، البداية والنهاية: 305:7؛ الکافي: 2:12:5، تهذيب الأحکام: 3361:116:4 و ج 230:137:6 والثلاثة الأخيرة عن حفص بن غياث عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام، تحف العقول: 290 عن الإمام الباقر عليه السلام، الملاحم والفتن: 480:330 وفي الخمسة الأخيرة من «إنّ منکم...»، الأمالي للطوسي: 458:254 کلّها نحوه وراجع الجعفريّات: 198.
  2. شِسْع النعل: قِبالُها الذي يُشدّ إلي زمامها، والزمام: السَّير الذي يُعقد فيه الشسع (لسان العرب: 180:8).
  3. الغَلْوَة: قدر رمية بسهم (لسان العرب: 132:15).
  4. الإرشاد: 123:1 عن جابر بن يزيد، کشف الغمّة: 211:1 کلاهما عن الإمام الباقر عليه السلام، کشف اليقين: 175:165 من دون إسنادٍ إلي المعصوم، بحارالأنوار: 260:299:32.
  5. الخصال: 48:650 عن جابر بن يزيد الجعفي، بصائر الدرجات: 5:309 عن جابر.
  6. بَقِيْعُ الغَرْقَد: مقبرة أهل المدينة، وهي داخل المدينة (معجم البلدان: 473:1).
  7. المناقب للخوارزمي: 78:88، کفاية الطالب: 334، الفردوس: 7068:368:4 نحوه؛ تفسير فرات: 262:200 وليس فيهما «أراد بالرجل عليّ بن أبي طالب عليه السلام».
  8. کذا، وفي بحارالأنوار نقلاً عن المصدر: «وتنجز».
  9. .کفاية الأثر: 75، بحارالأنوار: 152:311:36 وراجع الأمالي للطوسي: 726:351 والطرائف: 521 والصراط المستقيم: 87 والمناقب للخوارزمي: 31:61 وينابيع المودّة: 2:278:3.
  10. الإرشاد: 180:1، بحارالأنوار: 19:46:22.
  11. کفاية الأثر: 135 عن سعد بن مالک، الجمل: 80، بشارة المصطفي: 142 عن ابن عبّاس، المسترشد: 142:429، عوالي اللآلي: 17:87:4 کلّها نحوه؛ الصواعق المحرقة: 123 عن أبي سعيد الخدري.
  12. الفردوس: 115:46:1 عن وهب بن صيفي، کنز العمّال: 32968:613:11؛ المناقب لابن شهر آشوب: 218:3 عن زيد بن أرقم.
  13. زَنَّهُ بکذا: إذا اتّهمه به وظنّه فيه (النهاية: 316:2).
  14. شرح نهج البلاغة: 765:328:20..