كتاب الإمام إلي أهل الكوفة











کتاب الإمام إلي أهل الکوفة



2302- الإمام عليّ عليه السلام- في کتابه إلي أهل الکوفة-: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من عليّ أميرالمؤمنين إلي أهل الکوفة: سلام عليکم، فإنّي أحمد اللَّه إليکم الذي لا إله إلّا هو، أمّا بعد؛ فإنّ اللَّه حَکَم عَدْل «لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّي يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَ إِذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ و وَ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ ي مِن وَالٍ».[1] .

وإنّي اُخبرکم عنّا، وعمّن سرنا إليه من جموع أهل البصرة، ومن سار إليه من قريش وغيرهم مع طلحة والزبير بعد نکثهما صفقة أيمانهما.

فنهضتُ من المدينة حين انتهي إليّ خبرهم، وما صنعوه بعاملي عثمان بن

[صفحه 274]

حنيف حتي قدمت ذا قار، فبعثت إليکم ابني الحسن وعمّاراً وقيساً فاستنفروکم لحقّ اللَّه وحقّ رسوله وحقّنا، فأجابني إخوانکم سراعاً حتي قدموا عليَّ.

فسرتُ بهم وبالمسارعين منهم إلي طاعة اللَّه حتي نزلت ظهر البصرة، فأعذرت بالدعاء، وأقمت الحجّة، وأقلت العثرة والزلّة من أهل الردّة من قريش وغيرهم، واستتبتهم عن نکثهم بيعتي، وعهد اللَّه لي عليهم، فأبَوا إلّا قتالي، وقتال من معي، والتمادي في الغيّ، فناهضتهم بالجهاد.

فقُتل من قُتل منهم، وولّي من ولّي إلي مصرهم، فسألوني ما دعوتهم إليه من کفّ القتال، فقبلت منهم، وغمدت السيوف عنهم، وأخذت بالعفو فيهم، وأجريت الحقّ والسُّنّة بينهم، واستعملت عبداللَّه بن العبّاس علي البصرة، وأنا سائر إلي الکوفة إن شاء اللَّه تعالي.

وقد بعثت إليکم زَحْرَ بن قيس الجعفي لتسألوه فيخبرکم عنّا وعنهم، وردِّهِم الحقَّ علينا، وردِّهِم اللَّهِ وهم کارهون. والسلام عليکم ورحمة اللَّه وبرکاته. وکتب عبيد اللَّه بن أبي رافع في جمادي الاُولي من سنة ستّ وثلاثين من الهجرة.[2] .



صفحه 274.





  1. الرعد: 11.
  2. الجمل: 398، الإرشاد: 258:1، الشافي: 329:4، معادن الحکمة: 85:447:1 کلّها نحوه، بحارالأنوار: 182:231:32.