استخلاف ابن عبّاس علي البصرة
واعلم أنّ ما قرّبک من اللَّه فهو مباعدک من النار، وما باعدک من اللَّه فهو مقرّبک من النار. واذکر اللَّه کثيراً ولا تکن من الغافلين. وروي أبو مخنف لوط بن يحيي قال: لمّا استعمل أميرالمؤمنين عليه السلام عبداللَّه بن [صفحه 273] العبّاس علي البصرة خطب الناس، فحمد اللَّه وأثني عليه، وصلّي علي رسوله، ثمّ قال: يا معاشر الناس، قد استخلفت عليکم عبداللَّه بن العبّاس، فاسمعوا له وأطيعوا أمره ما أطاع اللَّه ورسوله؛ فإن أحدث فيکم أو زاغ عن الحقّ فأعلموني أعزلْه عنکم؛ فإنّي أرجو أن أجده عفيفاً تقيّاً ورعاً، وإنّي لم اُولّه عليکم إلّا وأنا أظنّ ذلک به، غفر اللَّه لنا ولکم. فأقام عبداللَّه بالبصرة حتي عمل أميرالمؤمنين عليه السلام علي التوجّه إلي الشام، فاستخلف عليها زياد بن أبيه، وضمّ إليه أبا الأسود الدؤلي، ولحق بأميرالمؤمنين عليه السلام، فسار معه إلي صفّين.[1] .
2301- الجمل عن الواقدي عن رجاله: لمّا أراد أميرالمؤمنين عليه السلام الخروج من البصرة استخلف عليها عبداللَّه بن العبّاس وأوصاه، فکان في وصيّته له أن قال: يا ابن عبّاس، عليک بتقوي اللَّه والعدل بمن وُلّيت عليه، وأن تبسط للناس وجهک، وتوسّع عليهم مجلسک وتسعهم بحلمک. وإيّاک والغضب؛ فإنّه طيرة من الشيطان، وإيّاک والهوي؛ فإنّه يصدّک عن سبيل اللَّه.
صفحه 273.