توبيخ الإمام لأهل البصرة











توبيخ الإمام لأهل البصرة



2296- الجمل: لمّا کتب أميرالمؤمنين عليه السلام الکتب بالفتح قام في الناس خطيباً، فحمد اللَّه تعالي وأثني عليه، وصلّي علي محمّد وآله، ثمّ قال:

أمّا بعد؛ فإنّ اللَّه غفور رحيم عزيز ذو انتقام، جعل عفوه ومغفرته لأهل طاعته، وجعل عذابه وعقابه لمن عصاه وخالف أمره، وابتدع في دينه ما ليس منه، وبرحمته نال الصالحون العون، وقد أمکنني اللَّه منکم يا أهل البصرة، وأسلمکم بأعمالکم؛ فإيّاکم أن تعودوا إلي مثلها؛ فإنّکم أوّل من شرع القتال والشقاق، وترک الحقّ والإنصاف.[1] .

2297- الجمل عن الحارث بن سريع: لمّا ظهر أميرالمؤمنين عليه السلام علي أهل البصرة وقسّم ما حواه العسکر، قام فيهم خطيباً، فحمد اللَّه وأثني عليه، وصلّي علي رسوله وقال:

أيّها الناس! إنّ اللَّه عزّ وجلّ ذو رحمة واسعة ومغفرة دائمة لأهل طاعته، وقضي أنّ نقمته وعقابه علي أهل معصيته.

يا أهل البصرة! يا أهل المؤتفکة، ويا جند المرأة، وأتباع البهيمة! رغا فأجبتم، وعُقر فانهزمتم، أحلامکم دقاق، وعهدکم شقاق، ودينکم نفاق، وأنتم فسقة مُرّاق.

يا أهل البصرة! أنتم شرّ خلق اللَّه؛ أرضکم قريبة من الماء، بعيدة من السماء. خفّت عقولکم، وسفهت أحلامکم. شهرتم سيوفکم، وسفکتم دماءکم، وخالفتم

[صفحه 271]

إمامکم؛ فأنتم أکلة الآکل، وفريسة الظافر، فالنار لکم مدّخر، والعار لکم مفخر، يا أهل البصرة! نکثتم بيعتي، وظاهرتم عليّ ذوي عداوتي، فما ظنّکم يا أهل البصرة الآن.[2] .

2298- الأخبار الطوال: دخل عليّ رضي الله عنه البصرة، فأتي مسجدها الأعظم، واجتمع الناس إليه، فصعد المنبر، فحمد اللَّه وأثني عليه، وصلّي علي النبيّ صلي الله عليه و آله، ثمّ قال:

أمّا بعد؛ فإنّ اللَّه ذو رحمة واسعة وعقاب أليم، فما ظنّکم بي يا أهل البصرة؛ جُندَ المرأة، وأتباع البهيمة؟ رَغا فقاتلتم، وعُقر فانهزمتم، أخلاقکم دقاق، وعهدکم شقاق، وماؤکم زعاق.[3] أرضکم قريبة من الماء، بعيدة من السماء، وايم اللَّه ليأتينّ عليها زمان لا يُري منها إلّا شرفات مسجدها في البحر، مثل جؤجؤ[4] السفينة، انصرفوا إلي منازلکم.

ثمّ نزل، وانصرف إلي معسکره.[5] .

2299- الإمام عليّ عليه السلام- في ذمّ أهل البصرة بعد وقعة الجمل-: کنتم جند المرأة، وأتباع البهيمة؛ رغا فأجبتم، وعُقر فهربتم. أخلاقکم دقاقٌ، وعهدکم شقاقٌ، ودينکم نفاقٌ، وماؤکم زعاقٌ، والمقيم بين أظهرکم مرتهن بذنبه، والشاخص عنکم متدارک برحمةٍ من ربّه. کأنّي بمسجدکم کجؤجؤ سفينةٍ قد بعث اللَّه عليها العذاب من فوقها ومن تحتها، وغرق من في ضمنها.[6] .

[صفحه 272]

2300- معجم البلدان: في روايةٍ أنّ عليّاًرضي الله عنه لمّا فرغ من وقعة الجمل دخل البصرة فأتي مسجدها الجامع، فاجتمع الناس، فصعد المنبر، فحمد اللَّه وأثني عليه، وصلّي علي النبيّ صلي الله عليه و آله، ثمّ قال:

أمّا بعد؛ فإنّ اللَّه ذو رحمة واسعة، فما ظنّکم يا أهل البصرة؟ يا أهل السبخة، يا أهل المؤتفکة؛ ائتفکت[7] بأهلها ثلاثاً وعلي اللَّه الرابعة، ياجند المرأة، ثم ذکر الذي قبله، ثمّ قال: انصرفوا إلي منازلکم وأطيعوا اللَّه وسلطانکم.

وخرج حتي صار إلي المربد، والتفتَ وقال: الحمد للَّه الذي أخرجني من شرّ البقاع تراباً، وأسرعها خراباً.[8] .



صفحه 271، 272.





  1. الجمل: 400 وراجع الإرشاد: 257:1 وبحارالأنوار:182:230:32.
  2. الجمل: 407 وراجع تفسير القمّي: 339:2 والاحتجاج: 250:1 ونثر الدرّ: 315:1 ومروج الذهب: 377:2.
  3. ماءٌ زُعاق: مرٌّ غليظ لا يطاق شربه من اُجوجته (لسان العرب: 141:10).
  4. الجؤجؤ: الصدر (النهاية: 232:1).
  5. الأخبار الطوال: 151.
  6. نهج البلاغة: الخطبة 13؛ المناقب للخوارزمي: 189.
  7. أي غرقت، فشبّه غرقها بانقلابها (النهاية: 56:1).
  8. معجم البلدان: 436:1.