محادثات بين الإمام وعائشة











محادثات بين الإمام وعائشة



2277- تاريخ اليعقوبي- في خبر عائشة-: أتاها عليٌّ، وهي في دار عبداللَّه بن خلف الخزاعي، وابنه المعروف بطلحة الطلحات، فقال: إيهاً يا حميراء! أ لم تنتهي عن هذا المسير؟ فقالت: يابن أبي طالب! قدرت فأسجِح!

فقال: اخرُجي إلي المدينة، وارجعي إلي بيتک الذي أمرک رسول اللَّه أن تَقرّي فيه. قالت: أفعل.[1] .

2278- مروج الذهب- في خبر عائشة-: جهّزها [عائشة] عليٌّ وأتاها في اليوم الثاني، ودخل عليها ومعه الحسن والحسين وباقي أولاده وأولاد إخوته وفتيان أهله من بني هاشم وغيرهم من شيعته من همْدان، فلمّا بصرت به النسوان صحنَ في وجهه وقلن: يا قاتل الأحبّة!

فقال: لو کنت قاتل الأحبّة لقتلت مَن في هذا البيت، وأشار إلي بيت من تلک البيوت قد اختفي فيه مروان بن الحکم، وعبداللَّه بن الزبير، وعبداللَّه بن عامر، وغيرهم.

فضرب من کان معه بأيديهم إلي قوائم سيوفهم لمّا علموا مَن في البيت مخافة أن يخرجوا منه فيغتالوه.

[صفحه 262]

فقالت له عائشة- بعد خطب طويل کان بينهما-: إنّي اُحبّ أن اُقيم معک، فأسير إلي قتال عدوّک عند سيرک.

فقال: بل ارجعي إلي البيت الذي ترکک فيه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

فسألته أن يؤمّن ابن اُختها عبداللَّه بن الزبير، فأمّنه، وتکلّم الحسن والحسين في مروان، فأمّنه، وأمّن الوليد بن عُقْبة ووُلد عثمان وغيرهم من بني اُميّة، وأمّن الناس جميعاً.

وقد کان نادي يوم الوقعة: من ألقي سلاحه فهو آمن، ومن دخل داره فهو آمن.[2] .

2279- تاريخ الطبري عن محمّد وطلحة: دخل عليٌّ البصرة يوم الإثنين، فانتهي إلي المسجد، فصلّي فيه، ثمّ دخل البصرة، فأتاه الناس، ثمّ راح إلي عائشة علي بغلته، فلمّا انتهي إلي دار عبداللَّه بن خلف- وهي أعظم دار بالبصرة- وجد النساء يبکين علي عبداللَّه وعثمان- ابني خلف- مع عائشة، وصفيّة ابنة الحارث مختمرة تبکي.

فلمّا رأته قالت: يا عليّ، يا قاتل الأحبّة، يا مفرّق الجمع! أيتمَ اللَّه بنيک منک کما أيتمت ولد عبداللَّه منه!

فلم يردّ عليها شيئاً، ولم يزل علي حاله حتي دخل علي عائشة، فسلّم عليها، وقعد عندها، وقال لها: جبهتنا صفيّة، أما إنّي لم أرَها منذ کانت جارية حتي اليوم.

فلمّا خرج عليّ أقبلت عليه فأعادت عليه الکلام، فکفّ بغلته وقال:

[صفحه 263]

أما لَهَمَمْتُ- وأشار إلي الأبواب من الدار- أن أفتح هذا الباب وأقتل من فيه، ثمّ هذا فأقتل من فيه، ثمّ هذا فأقتل من فيه- وکان اُناس من الجرحي قد لجؤوا إلي عائشة، فاُخبر عليّ بمکانهم عندها، فتغافل عنهم- فسکتت.

فخرج عليٌّ فقال رجل من الأزد: واللَّه، لا تفلتنا هذه المرأة! فغضب وقال: صه! لا تهتکنّ ستراً، ولا تدخلنّ داراً، ولا تهيجنّ امرأة بأذي، وإن شتمن أعراضکم، وسفّهن اُمراءکم وصلحاءکم؛ فإنّهنّ ضعاف، ولقد کنّا نؤمر بالکفّ عنهنّ، وإنّهنّ لمشرکات، وإنّ الرجل ليکافئ المرأة ويتناولها بالضرب، فيعيَّر بها عقبه من بعده، فلا يبلغنّي عن أحد عَرَض لامرأة، فاُنکّل به شرار الناس.[3] .



صفحه 262، 263.





  1. تاريخ اليعقوبي: 183:2.
  2. مروج الذهب: 377:2 وراجع دعائم الإسلام: 394:1 وتفسير فرات: 113:111.
  3. تاريخ الطبري: 539:4، الکامل في التاريخ: 347:2 نحوه وراجع البداية والنهاية: 246:7 والفتوح: 483:2.