مناقشات بين ابن عبّاس وعائشة











مناقشات بين ابن عبّاس وعائشة



2274- تاريخ اليعقوبي: وجّه [عليّ عليه السلام] ابن عبّاس إلي عائشة يأمرها بالرجوع، فلمّا دخل عليها ابن عبّاس قالت: أخطأت السنّة يابن عبّاس مرّتين: دخلت بيتي بغير إذني، وجلست علي متاعي بغير أمري.

[صفحه 259]

قال: نحن علّمنا إيّاکِ السنّة؛ إنّ هذا ليس ببيتکِ، بيتکِ الذي خلّفک رسول اللَّه به، وأمرکِ القرآن أن تَقرّي فيه.[1] .

2275- مروج الذهب: بعث [عليّ عليه السلام] بعبداللَّه بن عبّاس إلي عائشة يأمرها بالخروج إلي المدينة، فدخل عليها بغير إذنها، واجتذب وسادة فجلس عليها.

فقالت له: يابن عبّاس! أخطأت السنّة المأمور بها، دخلت إلينا بغير إذننا، وجلست علي رحلنا بغير أمرنا.

فقال لها: لو کنتِ في البيت الذي خلّفک فيه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ما دخلنا إلّا بإذنکِ، وما جلسنا علي رحلکِ إلّا بأمرکِ، وإنّ أميرالمؤمنين يأمرکِ بسرعة الأوبة، والتأهّب للخروج إلي المدينة.

فقالت: أبيتُ ما قلت، وخالفت ما وصفت.

فمضي إلي عليّ، فخبّره بامتناعها، فردّه إليها، وقال: إنّ أميرالمؤمنين يعزم عليکِ أن ترجعي، فأنعمت وأجابت إلي الخروج.[2] .

2276- رجال الکشّي عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي: حدّثني بعض أشياخي قال: لمّا هزم عليّ بن أبي طالب عليه السلام أصحاب الجمل، بعث أميرُ المؤمنين عليه السلام عبدَ اللَّه بن عبّاس إلي عائشة يأمرها بتعجيل الرحيل، وقلّة العرْجة.[3] .

قال ابن عبّاس: فأتيتها وهي في قصر بني خلف في جانب البصرة، قال:

[صفحه 260]

فطلبت الإذن عليها، فلم تأذن، فدخلت عليها من غير إذنها، فإذا بيت قفار لم يعدّ لي فيه مجلس، فإذا هي من وراء سترَين.

قال: فضربت ببصري فإذا في جانب البيت رحل عليه طُنْفُسة،[4] قال: فمددت الطنفسة فجلست عليها.

فقالت من وراء الستر: يابن عبّاس! أخطأت السنّة؛ دخلت بيتنا بغير إذننا، وجلست علي متاعنا بغير إذننا.

فقال لها ابن عبّاس: نحن أولي بالسنّة منکِ، ونحن علّمناکِ السنّة، وإنّما بيتک الذي خلّفک فيه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فخرجتِ منه ظالمةً لنفسک، غاشية لدينک، عاتية علي ربّک، عاصية لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فإذا رجعت إلي بيتک لم ندخله إلّا بإذنک، ولم نجلس علي متاعک إلّا بأمرک. إنّ أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام بعث إليک يأمرک بالرحيل إلي المدينة، وقلّة العرجة.

فقالت: رحم اللَّه أميرالمؤمنين! ذلک عمر بن الخطّاب.

فقال ابن عبّاس: هذا واللَّه أميرالمؤمنين، وإن تزبّدت[5] فيه وجوه، ورَغَمت[6] فيه معاطس! أما واللَّه، لهو أميرالمؤمنين، وأمسّ برسول اللَّه رحماً، وأقرب قرابة، وأقدم سبقاً، وأکثر علماً، وأعلي مناراً، وأکثر آثاراً من أبيک ومن عمر.

فقالت: أبيت ذلک....

[صفحه 261]

قال: ثمّ نهضت وأتيت أميرالمؤمنين عليه السلام فأخبرته بمقالتها، وما رددتُ عليها، فقال: أنا کنت أعلم بک حيث بعثتک.[7] .



صفحه 259، 260، 261.





  1. تاريخ اليعقوبي: 183:2، شرح الأخبار: 332:390:1 عن ابن عبّاس نحوه، بحارالأنوار: 210:269:32.
  2. مروج الذهب: 377:2، العقد الفريد: 326:3 عن ابن عبّاس، الفتوح: 486:2 کلاهما نحوه.
  3. العِرْجة: المُقام (لسان العرب: 321:2).
  4. هي البساط الذي له خَمْل رقيق (النهاية: 140:3).
  5. تزبّد الإنسان: إذا غضب وظهر علي صماغية زبدتان (لسان العرب: 193:3).
  6. يقال رَغِم وارغَم اللَّه أنفه: أي ألصقه بالرغام؛ وهو التراب. هذا هو الأصل. ثمّ استُعمل في الذلّ والعَجْز عن الانتصاف والانقياد علي کره (النهاية: 238:2).
  7. رجال الکشّي: 108277:1.