الجهالة











الجهالة



2031- الإمام عليّ عليه السلام- من کتابٍ له إلي عقيل-: ألا وإنّ العرب قد اجتمعت علي حرب أخيک اليوم اجتماعَها علي حرب النبيّ صلي الله عليه و آله قبل اليوم، فأصبحوا قد جهلوا حقّه، وجحدوا فضله.[1] .

2032- تاريخ الطبري عن أبي البختري الطائي: أطافت ضبّة والأزد بعائشة يوم الجمل، وإذا رجالٌ من الأزد يأخذون بعرَ الجمل فيفتّونه ويشمّونه، ويقولون: بَعْر جمل اُمِّنا ريحُه ريح المسک![2] .

2033- مروج الذهب- في وصف معاوية-: وبلغ من إحکامه للسياسة وإتقانه لها واجتذابه قلوب خواصّه وعوامّه أنّ رجلاً من أهل الکوفة دخل علي بعيرٍ له إلي دمشق- في حالة منصرفهم عن صفّين-، فتعلّق به رجل من دمشق، فقال: هذه ناقتي، اُخذت منّي بصفّين!

فارتفع أمرهما إلي معاوية، وأقام الدمشقي خمسين رجلاً بيّنة يشهدون أنّها ناقته. فقضي معاوية علي الکوفي، وأمره بتسليم البعير إليه.

فقال الکوفي: أصلحک اللَّه، إنّه جمل، وليس بناقة.

فقال معاوية: هذا حکم قد مضي، ودسّ إلي الکوفي بعد تفرّقهم فأحضره، وسأله عن ثمن بعيره، فدفع إليه ضعفه، وبَرّه وأحسن إليه، وقال له: أبلغ عليّاً أنّي

[صفحه 43]

اُقاتله بمائة ألف، ما فيهم من يفرّق بين الناقة والجمل!!

وقد بلغ من أمرهم في طاعتهم له أنّه صلّي بهم عند مسيرهم إلي صفّين الجمعة في يوم الأربعاء، وأعاروه رؤوسهم عند القتال، وحملوه بها، ورکنوا إلي قول عمرو بن العاص: إنّ عليّاً هو الذي قتل عمّار بن ياسر حين أخرجه لنصرته. ثمّ ارتقي بهم الأمر في طاعته إلي أن جعلوا لعن عليّ سُنّة، ينشأ عليها الصغير، ويهلک عليها الکبير.[3] .

راجع: القسم الخامس عشر/بواعث بغضه.

القسم الرابع/مجالات نجاح قرار السقيفة/بغض قريش

[صفحه 45]



صفحه 43، 45.





  1. الغارات: 431:2 عن زيد بن وهب؛ شرح نهج البلاغة: 119:2، الإمامة والسياسة: 75:1 نحوه وفيه «قريشاً» بدل «العرب» وراجع نهج البلاغة: الکتاب 36.
  2. تاريخ الطبري: 52:24، الکامل في التاريخ: 340:2، نهاية الأرب: 72:20 کلاهما نحوه.
  3. مروج الذهب: 41:3.